أبدى الإعلام الألماني أمس اهتماما بالغا بزيارة المستشارة انجيلا ميركل للجزائر، وأسهبت الصحف في دراسة واقع المنطقة المغاربية المرتبطة بمصالح مع ألمانيا ودول الاتحاد الأوربي .
وذكرت الصحف أن الجزائر تمثل إحدى الأقطاب الرئيسية في منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، على الرغم من أن التحديات التي تعيق تحقيق تعاون قوي متعددة، ليس فقط مع الجزائر، بل ككل مع منطقة مغاربية متنوعة المشاكل .
وأضافت التقارير الإعلامية الألمانية أن الضفة المغاربية ليست مجرّد دول تجاور اتحاداً أوروبياً يبحث عن استمرار نموذجه الاقتصادي والسياسي، بل هي عامل أساسي في وقف عدد من المشاكل التي تهدّد هذا الاستمرار، خاصة وأنها تتوّفر على أوراق دعم تتحوّل بسرعة إلى أوراق ضغط وأن قادة الاتحاد الأوروبي يدركون هذا المعطى جيداً، ويدركون أن الأهمية الإستراتيجية للدول المغاربية المتوسطية تنطلق من عوامل أساسية أبرزها التعاون على كبح الهجرة غير الشرعية بتوقيع اتفاقيات مع هده الدول لتكون دركيا في المنطقة.
تحالف مع المتخاصمين
واستندت وكالة الإنباء الألمانية في تحليلها على خبراء من بينهم “ايزابيل شيفر “رئيسة معهد الدراسات المتوسطية التابع لجامعة هومبولت في برلين التي اعتبرت أن طبيعة العلاقات بين الدول المغاربية المتخاصمة والاتحاد الأوربي هوما يجعل الاتحاد في مركز قوة إذ يتعامل مع دول في وضعية اقتصادية صعبة وهشة، ليست لها القوة نفسها لأن تفاوض على مصالحها.
و أشارت الخبيرة أن ما يضاعف من القوة التفاوضية للاتحاد الأوروبي هو غياب التكتل بين الدول المغاربية، ما يجعل الاتحاد يتعامل مع كل واحدة منها على حدة. وأضافت أن ” البلدان المغاربية ليست على قلب رجل واحد في نظرتها للاتحاد الأوروبي، فالجزائر معروفة بتحفظها الكبير أمام المبادرات الأوروبية، وهي ترفع دائماً ورقة السيادة الداخلية خاصة وأن واردات النفط والغاز مكنتها من استقلالية مادية كبيرة خلال عقود سابقة”.
وهي من جهة أخرى، أكبر مستورد للأسلحة الألمانية في إفريقيا بما يعادل 1.36 مليار يورو عام 2017 ، وقد بدأت في توسيع أسواقها أمام الأوروبيين لأجل تنويع الاقتصاد وتجاوز أزمة النفط.
أما “المغرب، وإن كان شريكا قوياً، فعلاقته مع الاتحاد الأوروبي ليست وردية اللون دائماً، ومن ذلك ما تسببه منعرجات نزاع الصحراء كقرارات المحكمة الأوروبية، فيما تظهر العلاقة التونسية-الأوروبية، وتحديدا الألمانية منها، قوية بعد ثورة الياسمين”.
وأضافت الخبيرة أنه على الرغم من نجاح تكتل الاتحاد الأوربي الا أنه يعاني من جهة أخرى من الانقسامات في السياسة الخارجية وخير مثال على ذلك التعامل مع ملف الهجرة وملف الدول المغاربية.
واستدلت المتحدثة بموقف ميركل وماكرون من المنطقة فميركل التي أصرّت على لقاء بوتفليقة، لم تجمعها زيارة رسمية، سواء في الرباط أو في برلين، بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، في وقت جعل فيه إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، المغرب، محطته الأولى في أول زيارة رسمية للمنطقة المغاربية.
وأضافت الخبيرة الألمانية أن التواجد الفرنسي القديم في المنطقة تدركه ألمانيا جيدا وتدري أنها تتعامل مع ثلاث دول مغاربية كانت مستعمرة سابقاً من فرنسا، ما يجعل الحضور الثقافي الفرنسي قويا جداً في المغرب والجزائر وتونس.
وان الامتداد ليس تاريخيا فقط بل اقتصاديا أيضا إذ تعدّ فرنسا الشريك التجاري الثاني للجزائر (بعد الصين)، والأول لكل من المغرب وتونس.
و أضافت إيزابيل شيفر، ان ما يهم ألمانيا وأوروبا في المنطقة المغاربية حاليا هو “حماية الحدود ومنع الهجرة السرية، بعيداً عن ملفات حقوق الإنسان، رغم أنها قضايا مبدئياً ذات أولوية “.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / رئيسة معهد الدراسات المتوسطية بجامعة هومبولت إيزابيل شيفر::
“الانقسام المغاربي يضع ألمانيا وأوروبا في موقع قوة”
“الانقسام المغاربي يضع ألمانيا وأوروبا في موقع قوة”
رئيسة معهد الدراسات المتوسطية بجامعة هومبولت إيزابيل شيفر::
الوسومmain_post