اعتبر الباحث في الحركة الوطنية الأستاذ رابح زغدان، أن مشاركة النساء والأطفال في مظاهرات 11 ديسمبر 1960، كانت بارزة وفعالة، حيث اتصفت المظاهرات بمشاركة قوية للمرأة، التي خرجت من البيت باللحاف طواعية، ورفعت العلم الوطني، متحدية الجيش الاستعماري، وتبعها الأطفال، مضيفا أن ذات المظاهرات عرفت سقوط العديد منهم على غرار صليحة أوتيكي في منطقة بلكور، فريد مغراوي في منطقة مدنية، وكذلك طفل آخر في الحراش، الذي كان يعلق العلم الوطني في عمود كهربائي، فسقط شهيدا، فضلا عن أولئك الذي توافدوا بكثرة في الممر، ويرفعون هتافات تتغنى بالجزائر وبجبهة التحرير الوطني.
زغدان الذي نزل ضيفا على البرنامج الأسبوعي “اللقاءات الأدبية” المنظم كل يوم اثنين، من طرف مؤسسة “فنون و ثقافة” التابعة لولاية الجزائر، قال أن الكتابات التاريخية لم تؤرخ حقيقة لأحداث 11 ديسمبر 1960، لذلك من الواجب اليوم –يضيف المتحدث- أن يتم جمع المحاضرات وما يكتب في وسائل إعلام حولها، الندوات، وتدوين الشهادات الحية، لكتابة دقيقة لذات الأحداث، مشيرا أن ذات التاريخ مهم في تاريخ الثورة الجزائرية والشعب الجزائري، والهيئات الثقافية عبر مختلف الوطن، كل عام، تقوم بتنظيم ندوات تتعلق به، مشددا على أن الحديث عن الأحداث التاريخية الهدف منه هو ربط الشباب بتاريخهم، حتى يأخذوا العبرة، ويعرفوا ماذا فعل أباؤهم ضد المستدمر الفرنسي.
وأبرز المتحدث، بأن جيش وجبهة التحرير الوطنيين، استطاعا فضح المناورات الفرنسية والجنرال ديغول استعمل وسائل جهنمية لقمع الشعب ومواصلة الاستدمار في الجزائر، رغم ذلك وبعد ستة أو سبع سنوات كفاح، جاءت المظاهرات التي تطالب بالحرية والاستقلال، لتعبر عن تمسك الشعب الجزائري بمطلبه الوحيد، حيث التف حول مبادئ الثورة، وجبهة التحرير الوطني استطاعت من احتوائها واحتضانها.
صبرينة ك