الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / الباحث في موسيقى المالوف محمد روابح: “المالوف في الجزائر واحد والطرب الأندلسي إبداع عربي ونسبه لليهود بهتان”

الباحث في موسيقى المالوف محمد روابح: “المالوف في الجزائر واحد والطرب الأندلسي إبداع عربي ونسبه لليهود بهتان”

 

المالوف مجموعة النوبات الأندلسية ودون ذلك هو أنواع أخرى من الموسيقى

مصطلح الأغاني مفهوم غير موجود في قواميس غرناطة والصنعة والمالوف

المحافظة على الموروث الثقافي والفني مسؤولية الجميع بما فيه “لوندا”

تزخر قسنطينة بأنواع كثيرة من الموسيقى وفن المحجوز إبداع قسنطيني خالص

نعم،  اقترن المالوف بالفرقاني وبناني مع أنه يحفل بالكثير من الأصوات القيمة

هناك بحث جاد من قسنطينة يخص تسجيلات الإسطوانات القديمة وقوبل باللامبالاة

 

 

يتحدث الباحث في موسيقى المالوف محمد روابح عن هذا الفن، عن العديد من الخصوصيات التي تتعلق بالموسيقى الأندلسية خاصة فن “المالوف”، مؤكدا أنه واحد فلا وجود لمالوف قسنطيني أو عنابي، حتى على الصعيد المغاربي فالمالوف الجزائري، التونسي والليبي واحد، نافيا أن يكون هذا الفن يهودي الأصل،

محمد روابح متخرج من جامعة قسنطينة، علوم اقتصادية عام 1986، وهو حاليا إطار بولاية قسنطينة، كان سابقا مدير دار الثقافة قسنطينة خلال التسعينات من القرن الماضي، ثم منسق نشاطات الشباب والرياضة بالجامعة، كما اشتغل في عدة مناصب في المجال الثقافي والفني بقسنطينة،، أنتج على مدار 10 سنوات برنامجين إذاعيين لإذاعة قسنطينة، الأول بعنوان “ضيوف المدينة”، والثاني بعنوان “أنغام وألوان افريقية”، حاليا يشغل منصب إطار بالولاية ويدرس أيضا بكلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة 3، وأمين عام أقدم جمعية للفن الأندلسي بالجزائر “جمعية محبي الفن” تأسست عام 1932.

 

بداية، تعتبر مختصا في موسيقى المالوف الشهيرة التي تعرف بها قسنطينة وعنابة وتونس وحتى ليبيا،هل لنا أن نعرف خصوصية هذا الفن بالتحديد؟

الفنون جميعا لها خصوصيتها، والموسيقى الأندلسية ككل موسيقات العالم لها مميزاتها الحضارية والفنية التي من الضروري العمل على التعريف بها والأهمية الأكبر والواجب التركيز عليها هي أهمية المحافظة على هذا الموروث الموسيقي الذي يحمل في ثناياه آثار حضارة الأندلس التي صنعها أبناء المغرب العربي منذ فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد، إلى سقوط غرناطة، نحن مطالبون بالحفاظ على موروثنا الثقافي الذي يذكر المستعمرين والمبشرين وغيرهم أن أصل الحضارة في أوروبا بكل زخم إبداعاتها، كانت الأندلس مهده، سأعطيك بعد نهاية الحوار رابط لفيلم قصير فيه حوالي 11 دقيقة، تم عرضه في المهرجان الدولي للفيلم القصير بلندن ومن إنتاج غربي، أحدث ضجة عجيبة هناك لاعتنائه بهذه المسألة، حيث يعرج على صناع الحضارة العربية الإسلامية المطموسة ويقترح تسمية حضارة تلك الفترة بالعصور الذهبية عوض العصور الظلامية، وأظن أنه لا يوجد عاقل واحد يقبل عقله أن اكتشاف أمريكا كان صدفة من طرف كريستوف كولومبس في نفس السنة التي سقطت فيها غرناطة، وعلينا أن نعتني بدراسة ابن باجة لنفهم أن اكتشاف الشرق الأقصى أيضا لا يمت لفاسكو دي قاما  (Vasco Di Gama)   بأية صلة، ما يدفعني إلى القول بأن قسنطينة، عنابة، تلمسان، العاصمة وأغلب ولايات الجزائر فيها جمعيات محافظة على هذا الموروث اللامادي، رغم عدم الاعتناء به كما ينبغي، والاعتناء ليس فقط من طرف الوزارة المكلفة بالثقافة والفنون، ولكن قطاع الإعلام  خاصة الشبكات التلفزية والإذاعية   ووزارة السياحة وشركات الإنتاج، والسفارات والقنصليات التي لها دورهام في الترويج له، إلخ، مسؤوليتنا كبيرة إذن في الحفاظ على موروثنا، لك أن تنظري في المجهود الجبار الذي تبذله السلطات العليا في البلاد لاسترجاع ما سلبه الاستعمار من الجزائر لطمس تاريخنا، وما يحيط بنا من نهب لتراثنا في أمور شتى خير دليل، من موسيقى الراي إلى القفطان إلى طبق الكسكسي  والتمور والزيوت وغيرها الموسيقى سيدتي خزان لمعالم الحضارة وفيها مرجعيات كثيرة.

في العديد من المرات أصادف تعليقات نقاش حادة بين أشخاص من عنابة وقسنطينة حول أغاني المالوف، هل لنا أن نعرف الفرق بين مالوف قسنطينة ومالوف عنابة؟

 لا أعتقد أني تكلمت عن فرق بين مالوف قسنطينة ومالوف عنابة، أو عن وجود مالوفين بين قسنطينة أوعنابة، ولا أعرف أن هناك فرق بينهما، المالوف في الجزائر واحد، والصنعة العاصمية واحدة،  والغرناطي في تلمسان واحد، والموسيقى الأندلسية في الجزائر واحدة، أما الذي عددته لك فهو الموسيقى الأخرى الحضرية وغير الحضرية الموجودة في قسنطينة وفي عنابة وعلى رأسها “المحجوز” وهو إبداع قسنطيني خالص، للأسف كل الناس تخلط الأمور حتى الطقطوقات مثل: راني انحبك يا سارة وغيرها يسمونها مالوف، المالوف سيدتي هو مجموعة النوبات الأندلسية المتداولة في قسنطينة دون ذلك  فهو أنواع أخرى من الموسيقى الحضرية وغير الحضرية .

قد تظهر لغير العارف بهذه الموسيقى فروق بين غرناطة والصنعة والمالوف، لما تدخل هذا العالم الساحر تدرك أنها موسيقى واحدة مقسمة إلى الثلاث مدارس بين تلمسان والعاصمة وقسنطينة،  ربما أنقلك إلى الأندلس لأقول لك بأن معاقل الموسيقى العربية الأندلسية هناك تقاسمتها غرناطة  وقرطبة وإشبيليا، أما ما تسمينه أنت بالأغاني فهذا مفهوم غير موجود في قواميس غرناطة والصنعة والمالوف، عندنا مجموعة نوبات الطرب العربي الأندلسي بحركاتها الخمس هي نفسها في المدارس الثلاثة.

لكن تجدر الإشارة إلى أنه على الوسط الإعلامي أن يعرف أن في قسنطينة موجودة أنواع أخرى من الموسيقى: من حوزي، عروبي، مدح، زندالي، زجل، قادرياتي،  وخاصة فن المحجوز وهو طبع غنائي تتفرد به قسنطينة ولا يوجد في أي منطقة أخرى من الجزائر، إبداع قسنطيني بامتياز، وقد سجل كل من الشيخ ديب العياشي من عنابة والشيخ سليم فرقاني سنة 2014 في إطار الحفاظ على التراث، ضمن احتفالات الذكرى 60 لاندلاع الثورة، 50 قرص مضغوط  احتوت على ما يربو عن 530 ساعة من الموسيقى، منها نوبات المالوف وأيضا الكثير من القطع  الموسيقية للأنواع الموسيقية الأخرى خاصة المحجوز،  كان لي شرف المشاركة في هذا الإنجاز من خلال كتابة بيوغرافيا شيوخ قسنطينة،  والخلاصة أن بين قسنطينة وعنابة موسيقى واحدة، ولا خلاف ولا اختلاف فيها.

لطالما اقترن هذا الفن بالشيخ محمد الطاهر الفرڨاني وحمدي بناني، ونعلم أن الذاكرة الفنية تحفل بفنانين أثرو المالوف، هل بالإمكان تعداد شيوخ المالوف الجزائريين؟

سيدتي المالوف والتراث الموسيقي القسنطيني وهو المتداول بين قسنطينة وعنابة هو تراث لامادي،  متداول منذ قرون من الزمن آخر مشاهير هذه الموسيقى هما الحاج فرقاني وحمدي بناني رحمهما الله،   كل منهما استطاع أن يفرض نفسه بطريقته الخاصة، ومع تطور الإذاعة والتلفزيون الوطنيين، وأيضا ظهور دور النشر المختلفة، ولو أن الحاج فرقاني اعتمد على مؤسسته الخاصة “صوت المنيار”، وتطور أيضا الصناعة الإلكترونية في الجزائر،  أجهزة إيني  ( ENIE)الجزائرية وطبعا الماركات العالمية العديدة التي دخلت الجزائر منافسة للإنتاج الوطني والتي وفرت أجهزة الاستماع للموسيقى،  ذاع أكثر صوت الحاج محمد الطاهر الفرقاني وحمدي بناني،  لكن الساحة تعج بالكثير من الأصوات قبل الحاج فرقاني وحمدي بناني، على غرار الطاهر بن كرطوسة، سي ابراهيم عموشي، عبد الكريم بسطانجي، أحمد بسطانجي، حمو فرقاني، عمر شقلب، الشيخ التومي الذي درس الموسيقى لكثير من الشخصيات الوطنية، قارة بغلي المعروبإسم بابا عْبايد، هارون البيضي، والقائمة طويلة، ثم الذين عايشوا الحاج فرقاني وحمدي بناني الشيخ قدور درسوني، عبد المومن بن طبال، الإخوة رحماني صالح والعادي،  حسان العنابي، الشيخ ديب العياشي، مبارك دخلة والقائمة أيضا طويلة وطويلة جدا وجيل حالي والأسماء كثيرة وأخشى أن أنسى البعض،  حسين برحمة، أحمد عوابدية، جمال بن سمار، عباس ريغي، زين الدين بوشعالة، زين الدين بن عبد الله، عدلان فرقاني، القائمة أيضا طويلة جدا.

يمكن أن أذكر لك بعض الشيوخ الذين تتلمذ عليهم الحاج محمد الطاهر الفرقاني،  والده الشيخ حمو فرقاني (1886 – 1971) الشيخ حسونة علي خوجة (1896 – 1971)، الشيخ قارة بغلي عبد الرحمان المدعوبابا عْبايد  (1846 – 1941) – الشيخ عبد القادر تومي سياف المعروف بالشيخ التومي (1906 – 2005).

يوجد الآن بحثا جادا في تسجيلات الإسطوانات بين عام 1910 وعام 1954، قام به فنانان من قسنطينة، ضم كل التسجيلات على الأسطوانات لهذه الفترة،  للأسف لم يلق هذا العمل العناية الكافية بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أنانية بعض القائمين قتلت عملا رائعا قد نعود لهذا في يوم ما، لألخص في إجابتي على أن المالوف تراث قسنطيني قدم من الأندلس، استقر هنا إلى جانب الموسيقى القسنطينية الأخرى، واقترن بجيل من الفنانين،  كل عمل في زمانه، وصوت فرقاني وحمدي بناني من أجمل الأصوات خلال النصف الثاني من القرن 20،  وبداية القرن 21.

أما عن إثراء المالوف، فالأحسن نتحدث عن المحافظة عن هذا الموروث والاعتناء بــه  وجعله في واجهة عن حقيقة الذوق الراقي للأمة الجزائرية،  والاعتناء بفنانيه وخاصة الجمعيات التي تعمل على المحافظة عليه،  يصعب اليوم أن تجدي في قسنطينة جمعية عندها مقر خاص بها على غرار العديد من الجمعيات في ولايات أخرى،  كل الجمعيات مرغمة على التدريب في المؤسسات الثقافية، وفقط وكأن دور الجمعية هو فقط التدريب أما عن الإعانة المالية من البلديات والولايات، لك أن تخصصي من وقتك لروبورتاج خاص بالموضوع.

ماهو الفرق بين المالوف الجزائري والتونسي والليبي؟

المالوف واحد في الجزائر وتونس وليبيا، يمكن أن نلاحظ عليه ميول العزف في تونس وليبيا إلى العزف الشرقي باعتبار تأثر الموسيقى هناك بالموسيقى الشرقية. كان لي شرف حضور لقاءات فنانين من تونس وليبيا مع فنانين من قسنطينة، في جلسات خاصة وقد عزفوا مقطوعات من النوبات الأندلسية دون تحضير ولا تدريب مع بعض كانت قمة، وأتذكر أن التلفزيون بث ثنائي بين زياد غرسة من تونس وسليم فرقاني من .قسنطينة كان غاية في الجمال، والذي يقول العكس عليه أن يأتي بالدليل

 

كثيرا ما اقترنت الأغنية الأندلسية بما فيها المالوف باليهود، ماصحة الأطروحة؟

هذا سؤال مهم جدا، أريد أن أعلمك أن المجتمع الجزائري لم يكن مغلقا، فالقادمون من الأندلس كانوا من جاليات مختلفة، منهم الجالية اليهودية،  أما الطرب الأندلسي فإبداع عربي ساهم وجود فنانون من أمثال زرياب وشعراء من أمثال ولادة والمعتمد ومؤديات من أمثال دنانير وغيرها في تطويره في بلاط أمراء الأندلس،  أكتفي بهذا لأسألك بدوري، ماذا قدمت هذه الجالية منذ استقلال الجزائر، خرج كل فنانوها ولم يبدعوا شيئا، ظلوا يجترون ما تعلموه عن شيوخ المالوف والصنعة وغرناطة، أما أن تعيش جالية بيننا وتتعلم فنوننا فهذا أمر عادي،  أما أن يقترن اسمها بالطرب الأندلسي فذلك بهتان، هاتي ما عندك،  من أسماء وأعمال،  ولا أريد التوسع في هذا السؤال، لأن التوسع فيه لا يفيد في شيء.

في كثير من المرات، نجد بأن هناك أغاني جزائرية أصبحت تنسب لدول أخرى، برأيك ماذا يلزمنا لنحمي موروثنا الفني والثقافي؟

المسؤولية الأولى تقع على ديوان حقوق التأليف “لوندا” وأيضا أصحاب دور النشر والإنتاج،  في المحافظة على أعمال الفنانين، المشاركة في المهرجانات العالمية، الانضمام للمنظمات الدولية لحقوق التأليف، فتح ملف استرجاع ما تم تسجيله خلال الحقبة الاستعمارية والذي لم تتحدث عنه وزارة الثقافة إلى الآن، متابعة استخدام الأغاني الجزائرية لدى شركات الهاتف النقال وغيرها، وأيضا مسؤولية الفنانين بالإدلاء بأعمالهم لدى ديوان حقوق المؤلف،

عمل كبير قام به ديوان حقوق المؤلف “لوندا” في تسجيل التراث وحفظه ومازال الكثير ينتظر،  المؤامرات على الراي والشاوي والقبائلي والوهراني والنايلي والكثير من أنواع الغناء الجزائري لا تنتهي.

 

بعيدا عن هذا الفن، تنحدر من سيرتا العتيقة قسنطينة، هل ترى بأن هذه المدينة أخذت حقها من الاهتمام؟

أجيبك بجملة واحدة، قسنطينة ضاع حقها، كل حقها، أتمنى أن تجدي ضالتك في إجاباتي، وتحية لكل من يهتم بالموروث الثقافي والفني، يقرأ هذا المقال.

صبرينة كركوبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super