دخلت الغرفة السفلى للبرلمان مرحلة سبات تام فلا نشاط ولا مناقشة مشاريع قوانين وما صاحب ذلك استقالات بالجملة من صفوف أحزاب المعارضة وإعلان البعض الآخر لمقاطعتهم لأي نشاط أو جلسة أسئلة شفوية لتصبه هذه المؤسسة التشريعية ب”رئيس ” دون نواب ممثلين للشعب على بعد أكثر من شهر على اختتام الدورة البرلمانية ليصبح هو الآخر”مؤسسة لتصريف الأعمال ” في ظل المطالب بحله لعدم جدواه رغم المساعي التي يقودها رئيس المجلس حاليا بعقد يوم برلماني حول 8 ماي وبرمجة أسئلة شفوية في محاولة لكسر الجمود والسبات.
ويرى الكثير من البرلمانيين أن الغرفة السفلى أضحت مغيبة ولا وجود لها وبخاصة منذ ” حادثة ” الكادنة ” ووصول معاذ بوشارب لرئاسة هذه الهيئة ليعمق من اللاشرعيتها مع تجميد بعض النواب لنشاطهم لتتأزم مع الحراك الشعبي وإعلان الكثير من النواب لاستقالاتهم ليغرق بعدها في السبات دون نشاط يذكر .
واعتبر النائب عن التحالف من أجل النهضة والعدالة و البناء لخضر بن خلاف في هذا الخصوص أنه لا وجود للبرلمان منذ وصول ” مول الكادنة ” له بطريقة غير شرعية لتلقي هذه الأخيرة بظلالها على كافة الغرفة السفلى التي دخلت مرحلة الجمود منذ شهر أكتوبر الماضي وقال في تصريح ل ” الجزائر ” أمس :” لا يوجد هناك برلمان منذ وصول معاذ بوشارب ” مول الكادنة ” لرئاسة هذه المؤسسة التشريعية بطريقة غير شرعية فلم يزد البرلمان غير الغوص أكثر في اللاشرعية فهو لم يناقش سوى ثلاث مشاريع قوانين و بيان السياسة العامة في أفقر دورة برلمانية لم يشهد لها مثيلا “وأضاف في السياق ذاته :” البرلمان كان فاقدا للشرعية على خلفية التزوير الذي شهدته تشريعيات 2017 و التي أوصلت الكثيرين للغرفة السفلى “.
وأضاف بن خلاف أن للبرلمان دورا وحيدا ليقوم به من العمل على تعديل الدستور والخروج من مركزية كافة الصلاحيات في شخص رئيس الجمهورية وتعديل المادة 194 من الدستور أيضا والمتعلقة بالهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات وإنشاء هيئة حيادية كفيلة بالإشراف وتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة مؤكدا أنها المهام المتبقية لهذه الهيئة التشريعية وتعديل قانون الانتخابات والأحزاب السياسية وما دون ذلك فالحل أولى من بقاء مؤسسة لا دور لها وقال:”لم يتبق للبرلمان الحالي سوي مهمة تعديل الدستور وقانوني الانتخابات والأحزاب وفي حال لم يقم بهذا الدور فالبرلمان يجب أن يحل لكونه أصبح عبئا على الدولة وعلى الحراك الشعبي”.
وأبرز ذات المتحدث أن رئيس المجلس الشعبي الحالي يسعى لإعطاء الشرعية لنفسه ولحكومة بدوي بالاستمرار في سياسة التعنت وبرمجة جلسة للأسئلة الشفوية وقبول الوزراء بالرد عليها ضاربا عرض الحائط الإرادة الشعبية التي طالبت برحيله لكونه من رموز النظام السابق ومن الباءات التي يصر الشعب على رحيلها وذكر :” بوشارب ” مول ” الكادنة ” يريد إعطاء الشرعية لنفسه ولوزراء بدوي في الوقت الذي كان أولى له بالرحيل والكف عن استفزاز الشعب أكثر .”
.. وزراء بدوي اليوم في البرلمان للرد على الأسئلة الشفوية
بعد إشاعات إلغاء جلسة الأسئلة الشفوية التي روجت لها بعض الجهات في ظل المقاطعة الكبيرة لنواب البرلمان سيما مع ما شهده اليوم البرلماني الذي نظم أمس بمناسبة ذكرى 8 ماي من غياب شبه تام لنواب الغرفة السفلى موالاة ومعارضة خرجت إدارة المجلس الشعبي الوطني أمس عن صمتها مفندة في بيان مقتضب نشرته عبر صفحتها الرسمية وأوردت فيه:” ينفي المجلس الشعبي الوطني الأخبار المتداولة حول تأجيل جلسة الأسئلة الشفوية المبرمجة يوم 09 ماي 2019 ويؤكد أن هذه الجلسة ستعقد في تاريخها المحدد أعلاه. ”
زينب بن عزوز