سارعت الأحزاب السياسية لتعليق كافة نشاطاتها وتجمعاتها المبرمجة في أجندتها للأيام المقبلة، وأعلن البرلمان هو الآخر عن غلق أبوابه كإجراء احترازي ووقائي جراء انتشار “فيروس كورونا” وهو الأمر الذي جاء بعد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بغلق المدارس والجامعات والمعاهد بعد تسجيل حالتي وفاة بسبب الفيروس، وارتفاع عدد الحالات المؤكدة لـ 26 حسب بيان وزارة الصحة لتتعطل الحياة السياسية أكثر بعدما كانت أصلا في سبات.
قرر رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين تأجيل النشاطات العامة للمجلس إلى وقت لاحق وهو القرار الذي اتخذه بعد اجتماع عقده مع أعضاء المجلس، وذكر بيان صادر عن الغرفة السفلى للبرلمان: “قرر رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين وبعد الاتفاق مع أعضاء مكتب المجلس تأجيل النشاطات العامة التي كانت مبرمجة خلال الأيام القادمة إلى وقت لاحق وذلك كإجراء احترازي ووقائي من فيروس كورونا ودعا شنين النواب للتجند من أجل تحسيس المواطنين من مخاطر تفشي فيروس “كورونا” المستجد وحذر من تداعيات تفشي وباء كورونا المستجد على الاقتصاد الوطني النواب ليكونوا في مقدمة الصفوف تجندا من أجل تحسيس المواطنين بضرورة التقيّد بتدابير الوقاية منه”، كما ثمن شنين ما اتخذته الحكومة من تدابير سواء على صعيد المؤسسات الاستشفائية أو على مستوى التوعية الإعلامية وقال إن ذلك من شأنه أن “يساهم في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين”.
وبالنسبة للأحزاب السياسية، أعلنت حركة مجتمع السلم هي الأخرى تأجيل نشاطاتها السياسية لإشعار آخر بسبب ما أسمته بالأوضاع العامة المتعلقة بانتشار وباء كورونا بحيث كان من المنتظر أن ينشط رئيس الحركة عبد الرزاق مقري أمس واليوم، ملتقيين جهويين بولايتي المدية يجمع سبع ولايات وفي المسيلة خاص بـ6 ولايات، وأوردت “حمس” في بيان لها: “نظرا للأوضاع العامة المتعلقة بانتشار وباء كورونا قرر المكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم تأجيل ملتقيي الهياكل بولاية المدية وولاية المسيلة الذين كانا مقررين يومي 13 و 14 مارس 2020 على التوالي ضمن سلسلة الملتقيات الجهوية التي شرعت فيها الحركة منذ شهر فيفري المنقضي، والقرار ينسحب أيضا على كل التجمعات الواسعة المبرمجة وإلغاء كل الأنشطة الأخرى الخاصة بالأمانات لغاية انتفاء المانع المذكور أعلاه”، كما وجهت الحركة بالموازاة مع ذلك أمس رسالة إلى هياكل ومناضلي ومؤسسات الحركة ذكرت فيه: “تتابع حركة مجتمع السلم باهتمام وقلق شديدين، التطورات التي صاحبت انتشار فيروس كورونا خصوصا بعد اكتشاف بعض الحالات المؤكدة في بعض مناطق الوطن ورغم أن عدد الحالات التي تأكد إصابتها بالفيروس لا يزال قليلا نسبيا مقارنة بالدول الأخرى إلا أن الحركة تؤكد على ضرورة الحيطة والحذر التعامل بجدية ومسؤولية مع هذا الوباء سريع الانتشار وتنصح المناضلين الجزائري بالأخذ بإجراءات الوقاية والسلامة من أجل الحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان”، وأضافت: “تعلم الحركة جميع المناضلين أنها ومن خلال رئيسها ومكتبها الوطني واللجنة القطاعية للصحة على إطلاع دائم ومكثف بجميع تطورات هذا الوباء داخليا وإقليميا وستحاول جاهدة إيفاءهم بكل جديد حول الوباء حرصا منها على سلامتهم وسلامة أسرهم ونشاطاتهم المحلية والوطنية”.
كما أجلت جبهة العدالة والتنمية دورة مجلس الشورى التي كانت ستعقد اليوم بالمقر الوطني بباب حسن بالعاصمة، وذكر القيادي ورئيس مجلس الشورى لخضر بن خلاف على صفحته الرسمية الفايسبوك: “بطلب من أعضاء المجلس وتفاديا لكل طارئ صحي فإن دورة مجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية المبرمجة يوم السبت14 مارس تأجلت إلى وقت لاحق نظرا لمستجدات إجراءات الوقاية الصحية وبناء على طلب أعضاء المجلس وبعد التشاور مع مكتب مجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية و كذا مع رئيس الجبهة والأمين الاول ممثلا للمكتب التنفيذي الوطني و عدد من أعضاء مجلس الشورى الوطني فإنه تقرر تأجيل الدورة العادية للمجلس المبرمجة يوم السبت 14مارس 2020 وذلك تجنبا لأي مخاطر صحية محتملة مرتبطة بوباء كورونا”.
ويدرس التجمع الوطني الديمقراطي هو الآخر إمكانية تأجيل المؤتمر الإستثنائي الذي سيعقد يومي 18 و19 مارس الجاري، بحيث قال ميهوبي في تصريح إعلامي إنه “يبحث مع العديد من الجهات مسألة تأجيله أو عقده في موعده لأن القرار الأخير بيد السلطات العمومية”.
بالمقابل، كشف عضو لجنة تحضير المؤتمر الإستثنائي محمد قيجي، أنه “إلى غاية الساعة لم يتم الفصل في إجراء المؤتمر الإستثنائي المنتظر يومي 18 و 18 مارس”، وأضاف في تصريح لـ”الجزائر” “لم يتقرر بعد إذا كنا سنلجأ لتأجيل المؤتمر الإستثنائي أم لا، والأمر متوقف عن مستجدات الخاصة بفيروس كورونا وبيانات وزارة الصحة ووزارة الداخلية و الأمر سيتحدد اليوم أو غدا فإذا شكل المؤتمر الاستثنائي الذي سنعقده يومي 18 و 19 مارس، خطر على صحة المؤتمرين أكيد سيلغى فالأمر لغاية الساعة قيد التشاور ولم نفصل فيه “.
وسارت جبهة التحرير الوطني على النهج ذاته، معلنة عن تأجيل كافة نشاطاتها السياسية التي كانت مبرمجة من اللقاءات الجهوية التي شرع فيها الأمين العام بالنيابة علي صديقي، بحيث أفاد المكلف بالإعلام للحزب محمد عماري في تصريح مع “الجزائر”: “أجّل الأفلان كافة نشاطاته تطبيقا للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع تفشي فيروس كورونا من اللقاءات الجهوية التي يجريها الحزب في مختلف الولايات تجمع أعضاء اللجنة المركزية والنواب والمحافظين وأعضاء مكاتب المحافظات واللجان الانتقالية يضاف لها النشاطات المحلية التي برمجتها مختلف المحافظات واللجان الانتقالية والقسمات في إطار نشاطاتها الدورية”.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / "كورونا" يفرض حظرا على النشاطات السياسية:
البرلمان يغلق أبوابه والأحزاب تعلق نشاطاتها لإشعار آخر
البرلمان يغلق أبوابه والأحزاب تعلق نشاطاتها لإشعار آخر
"كورونا" يفرض حظرا على النشاطات السياسية:
الوسومmain_post