اعتبر البروفيسور احسن تليلاني أنه وبعد 10 سنوات من الانتظار، أخيرا سيتجسد فيلم الشهيد زيغود يوسف والذي انطلق تصويره بمسقط رأس الشهيد أي بلدية زيغود يوسف ولاية قسنطينة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال والذكرى 67 لهجومات 20 أوت.
وأضاف تليلاني، أن إنجاز الفيلم الذي يخرجه مؤنس خمار وإنتاج المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية، سيقدم فائدة كبيرة للحركة السينمائية الجزائرية ذلك أن هذه الشخصية تصلح أن تعرض في مجال السينما فحياتها ومواقفها وصراعاتها والحوادث التي تعرضت لها غنية جدا، هناك حكاية وحبكة وصراع قوي وهناك شخصية درامية غنية بالمواقف والعبر والقيم فعندما نقدمها نكون قد خدمنا تاريخنا وخدمنا حاضرنا ومستقبلنا فمن شأن الشباب الاستفادة من قوة هذه الشخصية ومن تضحياتها الجسام، وبهذه الخطوة –يقول- الشخصية نقوم بتكريم جيل كامل من الشهداء والمجاهدين الذين كافحوا مع زيغود وناضلوا إلى جانبه مثل ديدوش مراد ولخضر بن طوبال وعمار بن عودة وصوت العرب وعلي كافي وإبراهيم شيبوط فضلا عن زعماء كبار أمثال عبان رمضان ومصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي وغيرهم من الشخصيات التي حفل بها السيناريو.
وتذكر تليلاني بالمناسبة، كل الذين رافقوه في جمع المعلومات عن الشهيد زيغود يوسف، الراحلون منهم على غرار: أرملته عايشة طريفة، والمجاهدينعمار بن عودة رفيق زيغود وإبراهيم شيبوط كاتبه الخاص والطيب الثعالبي صديق طفولته…
هذه هي صورة زيغود يوسف التي رواها عنه رفاقه وسجلتها في ذهني:
وقال تليلاني في منشور على حسابه الشخصي عبر “الفيس بوك”، أن صورة زيغود في الفيلم هي نفسها تلك الصورة التي رواها عنه رفاقه وسجلتها كتب التاريخ ورسمتها عنه في ذهني منذ طفولتي، إنه شاب نحيف لكنه قوي ورياضي يلبس لباسا عسكريا ويضع على رأسه قبعة جميلة مواتية، له شوارب رقيقة ومعقوفة للأعلى قليلا، إنه مجاهد خفيف الحركة حاضر الذكاء والبديهة، متمرد شجاع باسل، فنان مبدع في تخطيطاته، يتقن الكر والفر أوما يسمى حرب العصابات، إنه قائد شديد الحذر، فهو كما يقول عنه رفاقه ينام مستيقظا، فإذا غلبه النعاس، يجلس، وينام وهو في أتم الاستعداد، ولم يحدث أبدا أن تخلى عن سلاحه، أو نزع حذاءه ولباسه العسكري، له فرس شهباء تطلى أحيانا بالحناء لتغيير لونها فلا يعرفها الاستعمار، ثم إنه رجل لا يهاب الموت بل يطلبه ويتمناه حيث ثبت عنه أنه كان كثيرا ما يدعوالله فيقول: ” اللهم اكتب لي الشهادة ولا تجعلني أحضر الاستقلال”
الفيلم حربي يراهن على الحركة أكثر من الكلام
وأضاف تليلاني، أن فيلم زيغود يوسف هو فيلم تاريخي ثوري من النوع الحربي الكبير، يعطي صورة شاملة وصادقة عن وقائع الثورة الجزائرية في الشرق الجزائري أوما يسمى الشمال القسنطيني أي ولايات قسنطينة وسكيكدة وقالمة وعنابة وجيجل وميلة وغيرها، هذا الفيلم السينمائي الكبير يصور نضال الشهيد زيغود يوسف، وكفاحه المرير من أجل تحرير الجزائر، كما يبرز تضحياته الجسام ودوره الرئيسي في إشعال فتيل الثورة وإمدادها بعناصر الالتهاب أكثر وأكثر، فالخيط الرئيسي الذي تسير وفقه حوادث الفيلم إنما تتمثل في إظهار قوة زيغود في الإعداد للثورة والتحريض عليها ودفع المواطنين نحوها وقدرته على تنظيمها والسير بها نحوالتصاعد .
وينطلق الفيلم من مرحلة انخراط زيغود يوسف في الحركة الوطنية ثم انضمامه للمنظمة الخاصة l o s، فيبين دوره السياسي والعسكري في الإعداد للثورة المسلحة، ومن ثمة اعتقاله وسجنه بعنابة ثم تنظيمه لعملية الهروب، وحضوره الفاعل في اجتماع القادة 22، ثم مشاركته في تفجير الثورة وقيادته للولاية التاريخية الثانية، وتخطيطه لهجومات 20 أوت 1955 وإشرافه على تنفيذها، ثم إبراز فكرة انتشار الثورة وقيادة زيغود لوفد الولاية الثانية في أشغال مؤتمر الصومام، لينتهي الفيلم بتصوير عملية الاستشهاد في صورة بطولية ملحمية، مشيرا أن زيغود في هذا الفيلم يظهر كشخصية شعبية تؤكد على الطابع الشعبي للثورة الجزائرية، كما يظهر رمزا للتضحية والفداء وتبني خيار الاستشهاد في سبيل تحرير الوطن.
وقال أن هذا الفيلم يراهن على الحركة أكثر من رهانه على الكلام مصداقا لكون شخصية زيغود يوسف في الواقع لم تكن تميل للثرثرة، بل كانت تميل للفعل والحركة، كما أنه فيلم يراهن على الصورة الفنية المؤثرة والصادقة.
زيغود… أكثر من رمز ودلالة وإنجاز فيلم عنه كان حلما يراودني
وقال ذات المتحدث: “زيغود يوسف بالنسبة لي أكثر من رمز ودلالة، إنها روح سكنتني منذ الطفولة أنا ابن قرية سيدي مزغيش حيث كثيرا ما عاش فيها هذا الشهيد وناضل وكافح من أجل تحرير الجزائر حتى استشهد في إحدى شعابها ذات صباح حزين من يوم 23 سبتمبر 1956، وقد كنا صغارا وكانت بطولاته تملأ أسماعنا ومنها معركته الشهير في منطقة بورزام بأعالي سيدي مزغيش يوم 12 ماي 1956، والتي قضى فيها على فرقة عسكرية فرنسية كاملة لم ينج منها إلا مجند سنغالي سرحه زيغود ليرد الخبر لأسياده الاستعماريين.
ولقد كتبت عن زيغود يوسف –يضيف- كتابا صدر في 04 طبعات متتالية، وهو كتاب موجه في الأصل للفتيان وثقت فيه الكثير من تفاصيل حياة هذا الشهيد لكن طموح إنجاز فيلم سينمائي عنه ظل حلما يراودني ويسكنني حتى النخاع، وهاهو قد تحقق اليوم.
صبرينة ك