جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تواصل البعثة الإستعلامية المؤقتة التي تقوم بها لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة للمجلس الشعبي الوطني جولاتها في ولايات الجنوب، للإطلاع على انشغالات الفلاحين ورفعها، والتي تمحورت في مجملها حول ضرورة توفير الكهرباء الفلاحية، فتح طرقات ومسالك معبدة، تسهيل إجراءات الحصول على عقود الملكية خصوصا لأصحاب المساحات الصغرى، تسهيل الإجراءات الإدارية لمنح وتوزيع العقار الفلاحي، وكذا تراخيص حفر الآبار.
وفي هذا الإطار تنقل الفوج الأول برئاسة علي بن سبقاق، رئيس اللجنة، أول أمس، إلى دائرة زاوية كنتة بولاية أدرار أين التقى مجموعة من الفلاحين وعاين نظام السقي التقليدي المحلي المعروف بالفڤارة، وفي هذا المقام طالب الفلاحون بضرورة دعمهم للحفاظ على هذا النمط المهدد بالزوال عن طريق حفر الآبار الارتوازية وصيانة المجاري خصوصا وأن العديد من بساتين النخيل تعاني من الجفاف.
توجه الوفد بعدها لمعاينة مستثمرات فلاحية لخواص بمنطقتي أزڤمير وتيدماين، أين تبادل أطراف الحديث مع مجموعة من الفلاحين حول ظروف مزاولة نشاطهم والمشاكل التي يعانون منها والتي تمحورت في مجملها حول الربط بشبكة الكهرباء وشق المسالك الريفية.
وقد عقد الوفد اجتماعا مع الفلاحين وممثلي المصالح الفلاحية، بحضور الأمين العام للولاية، بهدف الاستماع إلى انشغالاتهم ورفعها، وقد تمحورت في مجملها حول ضرورة توفير الكهرباء الفلاحية وربط المحيطات الفلاحية بوسائل الاتصال اللاسلكية، فتح طرقات ومسالك معبدة، تسهيل إجراءات الحصول على عقود الملكية خصوصا لأصحاب المساحات الصغرى لتمكينهم من الاستفادة من الدعم، تسهيل الإجراءات الإدارية لمنح وتوزيع العقار الفلاحي، توسعة المساحات الممنوحة للمستثمرين الذين يرغبون في تطوير مشاريعهم، تبسيط إجراءات منح رخص حفر الأبار الارتوازية، إنشاء وحدة لبيع الأسمدة على مستوى ولاية أدرار وتسقيف أسعارها إلى جانب تسهيل إجراءات منح رخص نقل مادة المازوت والعمل على تسوية الملفات بدون سند، دعم المنتوجات الفلاحية، توفير وتوزيع مساحات لتربية المواشي، الحفاظ على نظام السقي التقليدي الفڤارة بحفر الآبار الارتوازية والصيانة الدورية وكذلك إعادة النظر في مدة تسديد قرض التحدي بالإضافة إلى اعتماد الرقمنة والمواكبة التقنية والإرشادية للفلاح بهدف تحسين المردودية.
وببسكرة، استكمالا لبرنامجها المسطر للولاية، قامت بعثة الفوج الثاني عن لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة برئاسة حواس محفوظ، أول أمس، بمعاينة مستثمرات فلاحية والاطلاع على الظروف التي يعمل في ظلها الفلاحون.
وكان المحيط الفلاحي لحزايمية ببلدية لوطاية، أول نقطة اطلع عليها الوفد حيث كشف مدير الفلاحة بالولاية، بأن المحيط يسقى من سد منبع الغزلان، وقد كانت أراضيه منتجة قبل خمس سنوات لكن بسبب نقص منسوب المياه والجفاف وصل السد إلى مستوى الحجم الميت بعد أن كان يضمن تموين منتظم لمحيطات الامتياز الفلاحي وتغطية احتياجات السقي لمساحة تبلغ 1137 هكتار تغطي مختلف الشعب الفلاحية على غرار الزيتون والمشمش.
وقد اشتكى المستثمرون من الحالة الكارثية التي آلت إليها الأراضي وحجم الخسائر التي تكبدوها بسبب الجفاف، واقترحوا في هذا الصدد ضرورة وضع تدابير استعجالية قصد إنقاذ الوضع وهذا بحفر 3 آبار ارتوازية بمحاذاة السد وربطها بشبكة السقي للمحيط، أو استغلال سد بني هارون، وكذا تذليل صعوبة الحصول على رخص إنجاز المناقب كما هو حال أحد المستثمرين في شعبة الزيتون الذي قال بأن فترة عدم استفادة أراضيه من مياه السقي تجاوزت 25 يوماً ، فيما اشتكى مستثمر آخر من تغيير بعض الفلاحين نشاطهم إلى زرع محاصيل أخرى توجه للأعلاف حيث تضمن الربح السريع إلا أنها تستهلك كمية كبيرة من مخزون المياه.
كما تنقل الوفد إلى معمل AGRODAT الخاص بتصدير التمور بمنطقة النشاطات لبلدية بسكرة، واستمع إلى عرض حال حول أهم المعوقات التي تحول دون ترقية عملية التصدير في شعبة التمور، حيث تطرق مدير المعمل إلى ضرورة تحسين مناخ عملية التصدير ودعم وتشجيع المصدرين، وكذا اعتماد محاصيل التمور كمنتوج استراتيجي خارج المحروقات من شأنها أن تساهم في جلب العملة الصعبة.
تجارب ناجحة في تربية المائيات بالجنوب ومطالب بتخفيف فواتير المياه والكهرباء
بعدها تنقل الوفد إلى بلدية عين الناقة، حيث رافقه المدير الولائي للصيد البحري وتربية المائيات، الذي أعطى أرقاما تتعلق بقطاعه، موضحا أن ولاية بسكرة تحوز على 660 حوض مائي 30 % مخصص لتربية المائيات.
وفي البلدية عينها، عاين رئيس البعثة حواس محفوظ رفقة أعضاء اللجنة، شعبة إنتاج الخضر والفواكه المبكرة بالبيوت المحمية “بيوت بلاستيكية كبيرة الحجم” والتي تنتج مختلف الخضر والفواكه على غرار الطماطم، القرعة، الفلفل والعنب، وحسب ما صرح به المستثمر فإنها تنتج ما قيميته 1200 قنطار في الهكتار بالنسبة للطماطم و 60 قنطار في الهكتار بالنسبة لشعبة الفلفل.
كما اشتكى صاحب المستثمرة من الارتفاع في تكلفة المواد الأولية خصوصا مادة البلاستيك وقنوات الري بالتقطير والأسمدة والأدوية الزراعية، رافعا انشغالا يتعلق بتسهيل الحصول على رخص حفر الآبار الارتوازية والمسالك الفلاحية إلى جانب نقص التزويد بالكهرباء الريفية، مضيفا أنه بالرغم من كل هذه الصعوبات والمعوقات تمكن من إنشاء حوض مائي ذي غشاء بلاستيكي كمورد إضافي كلفه غلافا ماليا معتبرا.
كمحطة أخيرة وقف الوفد على وحدة تربية الأسماك بالمياه العذبة بسيدي عقبة، حيث أوضح صاحب المستثمرة بأن هذا المكان كان مشروعاً مخصصاً لتربية الدواجن وبعد فشله حوله إلى تربية الأسماك بالمياه العذبة “سمك البلطي”، مؤكدا أنها أول تجربة على المستوى الجهوي حيث ينتج 8 طن من الأسماك في فترة ستة أشهر، وأضاف بأن الوحدة تقوم بمختلف مراحل تربية المائيات من التفريخ إلى التسمين إلى غرف التبريد، وستتمكن عن قريب من إنتاج أغذية الأسماك لوقف استيرادها من الخارج، كما أثار المستثمر أيضا مسألة غلاء فاتورة المياه والكهرباء الصناعية.
رزيقة.خ