جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
قدّم الخميس، مدراء المؤسسات الاستشفائية تراخيص استثنائية مفتوحة للأطباء بأمر من وزارة الصحة، للتنقل عبر الولايات، تحسبا لظهور أي حالة محل شك بالحصبة. وسمحت التراخيص الإستثنائية للأطباء بالتنقل خاصة في الصحراء، وفي أي وقت لإحتواء الوضع، حيت تم وضع فرق طبية متنقلة لتلقيح كل الأطفال أكثر من 11شهر، في الصحراء والبدو الرحل، حتى كبار السن ملزمون بالتلقيح وقائيا، حيث أشير الى ان هذا الإجراء الوقائي أتى عقب وفاة رابع ضحية بداء البوحمرون في ولاية الوادي . وقد شدد أطباء الأطفال ومتخصصون في التلقيح على ضرورة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، خاصة بعد ظهور حالات إصابة جديدة بالحصبة ببعض ولايات الجنوب خلال الأشهر الأخيرة وذلك حماية للأجيال الصاعدة من تعقيدات الإصابة بهذين الفيروسين. كما عبر المختصون عن أسفهم لعزوف المجتمع عن التلقيح رغم أن عدم تسجيل حالات من الكساح وشلل الأطفال والتيفويد خلال سنوات يعود بالأساس إلى نجاح الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال التي تبنتها الجزائر منذ السنوات الأولى للاستقلال. ودعت وزارة الصحة الأولياء الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة ولم يستفيدوا من التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية خلال الحملتين السابقتين إلى عدم تضييع الفرصة والتوجه إلى مؤسسات الصحة الجوارية لحمايتهم من مخاطر هذين الوبائين. وأوضحت أن عودة الحصبة ببعض ولايات الجنوب -غير آهلة بالسكان- ينذر بالخطر وفي حالة زحفها إلى المناطق الشمالية ذات الكثافة السكانية سيؤدي إلى وضعية يصعب التحكم فيها.
مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة جمال فورار: وفاة عشرات المواطنين بالجنوب بسبب البوحمرون
من جانبه ذكر مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة جمال فورار ولايات الجنوب التي ظهر بها فيروس بوحمرون بعد عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم وهي الجلفة وتڤرت بورڤلة وتيارت وإليزي والوادي خلال فيفري 2018 حيث سجلت عشرات الحالات المؤكدة من بينها وفاة رضيع. وأكد أن استفادة 3 ملايين طفل فقط من اللقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية من بين الـ7 ملايين المستهدفين يعرض الولايات التي كانت بها تغطية ضعيفة جدا إلى عودة المرض من جديد”- متأسفا أنه بالرغم من مواصلة عملية التلقيح بمؤسسات الصحة الجوارية إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفا. يذكر أن حملة التلقيح التي نظمت بالتنسيق بين وزارتي التربية الوطنية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات داخل المؤسسات التربوية خلال مارس الماضي استهدفت حوالي 7 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و14 الا انها لم تلق استجابة واسعة من طرف أولياء التلاميذ بسبب الضجة الإعلامية التي أحدثتها بعض الأوساط حول سلامة اللقاحات ومنبع استيرادها. واحتراما للبرنامج الوطني للقاحات الأطفال اضطرت وزارة الصحة إلى تنظيم حملة استدراك ما بين 25 ديسمبر 2017 و7 جانفي 2018 بمؤسسات الصحة لكنها لم تمس إلا نسبة 40 بالمائة من الأطفال المستهدفين.
ما هي الحصبة؟
تعرف الحصبة بأنها عدوى فيروسية شائعة تصيب الأطفال، وتتواجد في المخاط الموجود في منطقة الأنف أو الفم للمصاب. ويمكن الوقاية منها بالتطعيم. وتبدأ الأعراض بالظهور من سبعة أيام إلى أربعة عشر يوما من بعد التعرض للفيروس، على شكل حمى، كحة جافة، سيلان في الأنف، احتقان، التهاب في ملتحمة العين، حساسية للضوء، بقع داخلية بيضاء داخل الفم لجهة الخد، طفح جلدي. اما عن مراحل الإصابة بمرض الحصبة، فتبدأ حضانة المرض من 7 الى 14 يوما بعد العدوى، حيث لا يظهر أي أعراض أو علامات للمرض على المريض. كما يستطيع المريض أن ينشر العدوى الفيروسية للآخرين لمدة 8 أيام، تبدأ من أربعة أيام قبل ظهور الطفح، وأربعة أيام من وجود الطفح. وتتمثل الفئات الأكثر عرضة لمرض الحصبة، الأشخاص غير المطعمين، والأشخاص الذين لديهم نقص في فيتامين (أ). اما عن المضاعفات، فتكمن في التهاب بكتيري للأذن، مشاكل في الحمل مثل فقدان الحمل أو الولادة المبكرة، أو نقص في وزن المولود عن الولادة، التهاب الشعب الهوائية، فالحصبة قد تؤدي إلى التهاب الحنجرة أو الجدران الداخلية التي تبطن الممر الرئيسي للرئتين، التهاب الدماغ. كما تؤدي إلى انخفاض في الصفائح الدموية. اما عن العـلاج، فلا يوجد علاج فعال نهائي للمرض، لكن هناك بعض الإجراءات التي تحمي الآخرين من العدوى، حيث يتم تطعيم المحيطين بالمريض والأطفال باللقاح الحصبة في مدة لا تتجاوز 72 ساعة من التعرض للعدوى؛ وذلك للوقاية من مرض الحصبة، أما في حالة الإصابة بالمرض فإن الأعراض أقل حدة وفي مدة أقصر. وعن الحوامل والأطفال والبالغون الذين يعانون نقصا في المناعة يتم حقنهم بأجسام مضادة خلال ستة أيام من التعرض للعدوى، وتعمل على الوقاية من الحصبة أو التقليل من حدتها.
نسرين محفوف