حذر البيت الأبيض السلطة الفلسطينية من مغبة إلغاء اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في وقت لاحق من الشهر الجاري ردا على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وقال البيت الأبيض إن “خطوة مثل هذه ستأتي بنتائج عكسية“. وقال جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن بنس، الذي سيقوم بجولة في المنطقة، غير مرحب به. وتأتي تحذيرات البيت الأبيض في الوقت الذي تتواصل الاشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة بين محتجين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية. وقوبل إعلان ترامب بغضب واسع النطاق في العالم بعد أن غير السياسة التي كانت متبعة لعقود تجاه تلك القضية الحساسة، خاصة من حلفاء أمريكا التقليديين، بريطانيا، وفرنسا، والسعودية. وتفيد التقارير بإصابة العشرات من الفلسطينيين في الاحتجاجات على قرار ترامب بشأن القدس. وكانت معظم الإصابات في الضفة الغربية بسبب الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص المطاطي، ولكن شخصا واحدا على الأقل أصيب بطلقات الرصاص الحي. ونشرت إسرائيل مئات من القوات الإضافية في الضفة الغربية.
ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى مظاهرات “غضب ونفير عام” عقب صلاة الجمعة. وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قد دعا إلى “انتفاضة جديدة” ردا على إعلان ترامب. ويلتزم الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بإضراب عام شمل جميع مرافق الحياة في الأراضي الفلسطينية واحتجاجات لمدة ثلاثة أيام. وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الخاصة والعامة أبوابها، وبدت الشوارع خالية من المارة.
كما أعلنت الجامعات الفلسطينية والمدارس أيضاً، الإضراب العام. وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصفه هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم. وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون. وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب “اعتراف بواقع حالي وتاريخي” وليس موقفا سياسيا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.