السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / 20 بالمائة من مختلف منتجات المواد تذهب هدرا:
التبذير خلال رمضان.. عادة تأبى الإندثار!

20 بالمائة من مختلف منتجات المواد تذهب هدرا:
التبذير خلال رمضان.. عادة تأبى الإندثار!

رغم ارتفاع أسعار مختلف المنتجات الغذائية سواء كانت خضرا وفواكه ولحوما أو باقي المواد الأخرى خاصة منذ بداية شهر رمضان، ورغم تراجع القدرة

الشرائية للمواطن، إلا أن ذلك على ما يبدو لم يحد من سلوك التبذير لدى كثير من الجزائريين، وبقيت هذه العادة لصيقة بسلوكياتهم، سواء التبذير في مادة الخبز، أو باقي المواد الأخرى من خضر وفواكه وحلويات ومختلف الأطعمة التي أصبحت القمامة مصيرها، والتي قدرتها فدرالية حماية المستهلك بـ20 بالمائة من كل صنف من المنتجات، فيما أكدت وزارة البيئة أن كميات النفايات تزداد خلال شهر رمضان بنسبة 10 بالمائة مقارنة بباقي الأشهر.
قد يتساءل الكثيرون عن أسباب التبذير والإسراف الكبير الذي نشاهده بكثرة خلال شهر رمضان، إلى جانب السلوكات الخاطئة للمواطنين وإلى اللهفة، واقتناء المواطنين لكميات كبيرة من مختلف المنتجات تفوق بكثيرة حاجياتهم الحقيقية، ما يؤذي في النتيجة إلى تلف أو رمي ما يفوق الحاجة، وقد يعود السبب أيضا إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس بأن رمضان الذي هو في الأصل شهر للعبادة، شهر الجود والخيرات والكرم يتحول إلى شهر التلذذ بأصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة في الأيام العادية، غير أن قدرة الصائم على الأكل خلال هذا الشهر قد تقل، ما يجعل مصير تلك الأطعمة في “القمامة”.
ورمضان لهذه السنة لم يكن استثناء بخصوص هذا السلوك، فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات مختلف الجمعيات وحتى الوزارات بصور تعكس هذه العادة السيئة، من رمي للخبز بكميات كبيرة، ولمختلف أنواع الحلويات الرمضانية والغريب أن القمامات العشوائية ضمت أيضا حتى الفواكه مثل الفراولة والتي يشتكي المواطن من غلاء أسعارها، وهنا تطرح الكثير من التساؤلات حول كيف يمكن أن تتحقق معادلة صعبة، فمن جهة تجد المواطن يشتكي وتدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار ومن جهة لا يتخلى عن سلوك الإسراف والتبذير.

رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز:
“20 بالمائة من مختلف المنتجات والمواد تذهب هدرا”
قال رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز في تصريح لـ”الجزائر” إن “ظاهرة التبذير ترجع لثقافة المجتمع وليسد لديه ثقافة الاقتصاد”، واعتبر حريز أنه “رغم تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع الأسعار، إلا أن مسألة التبذير لا تزال مسجلة و بقوة كون الطبع يغلب التطبع”.
وأكد رئيس فدرالية المستهلكين أن 20 بالمائة من كل المواد سواء خضر وفواكه، خبز، وحلويات، أطعمة أخرى وحتى مواد طاقوية تذهب هدرا، وأضاف أنه “لو وجهت هذه النسبة مثلا للخضر والفواكه للصناعات التحويلية بدلا من القمامة لكان هناك”.
وأشار حريز إلى إشكالية تبذير مادة الخبر، واعتبر أن “هذه المسالة يجب دراستها من العديد من الجوانب، فالخبز الحالي والذي قيمته 10 دنانير والمشكل من الطحين الأبيض هو قنبلة صحية موقوتة، وكانت الفدرالية قد طالبت السلطات العمومية تشجيع استخدام الفرينة الكاملة لصناعة الخبز”.
من جانبها، كانت منظمة حماية المستهلك بالتزامن مع بداية شهر رمضان، قد أطلقت حملة على المستوى الوطني لمكافحة التبذير وترشيد الاستهلاك خلال هذا الشهر ومن خلال وسم “ماترميهاش كاين لي ما لقاهاش”.
ودعت المنظمة المواطنين عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى تجنب التبذير، وحثتهم على شراء ما يلزمهم فقط من خلال شعار “اشري قيسك”، بمعنى اشتري ما تحتاجه فقط، كما نشرت مجموعة من النصائح لتفادي التبذير خلال هذا الشهر رمضان، من بين ما تضمنته “تجنب التبضع خلال الصيام” و”الاقتصاد في العزومات” و”الادخار ووضع ميزانية محددة للشهر”.

وزارة البيئة:
“كمية النفايات تزداد في هذا الشهر بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالأشهر الأخرى”
من جانبها، كانت وزارة البيئة قد أعلنت مع دخول شهر رمضان بأن كمية النفايات تزداد في هذا الشهر بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالأشهر الأخرى، نظرا لزيادة مستويات استهلاك جميع المواد الغذائية، بما في ذلك مادة الخبز، التي تسجل معدلات تبذير عالية تبلغ 600 طن في اليوم الواحد.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن هذه النفايات تشمل أساسا بقايا الطعام والنفايات البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد وغيرها، وهو ما يوضح حجم “الهوس الاستهلاكي” المسجل خلال هذا الشهر، وأضافت أنه إلى جانب ذلك، لوحظت ظاهرة حرق القمامات والفضلات في وسط الأحياء السكنية أو بجوارها، وكذا الحشائش الجافة بصفة عشوائية وغير منظمة، عند تنظيفها، وهو ما يؤدي إلى تلوث المحيط والإضرار بصحة الناس.
ومن بين المظاهر السلبية الملاحظة أيضا هناك الرمي العشوائي للفضلات الحيوانية أو الخاصة بالخضر من قبل التجار والجزارين، إذ تحصي الوزارة رمي أكثر من 500 ألف قنطار من الخضر من بين 10 ملايين التي يتم اقتناؤها، كما يلاحظ في رمضان الاستعمال الكبير للأكياس البلاستيكية والاستهلاك غير الرشيد لمختلف المشروبات المعبأة في القارورات البلاستيكية، وهو ما ينعكس سلبا على صحة الإنسان والمحيط الذي يعيش فيه.
ودعت الوزارة المواطنين إلى تفادي السلوكيات السلبية في شهر رمضان، التي من شأنها الإضرار بمحيطهم، وعلى رأسها الاستهلاك المفرط والرمي العشوائي للنفايات، مؤكدة على ضرورة تغيير الذهنيات، حيث إن “نظافة المحيط لا تقتصر فقط على عمال النظافة”.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super