الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / “التحالف الرئاسي” في مواجهة مفتوحة مع المعارضة

“التحالف الرئاسي” في مواجهة مفتوحة مع المعارضة

شكّل “التحالف الرئاسي الرباعي” الجديد الذي أعلنت عليه قوى الموالاة، في اجتماع بقصر الحكومة إنذارا مباشرا للمعارضة التي تعيش على وقع خلافات وانشقاقات أضرت كثيرا بمسعاها السياسي الرامي للضغط على النظام لتطبيق إصلاحات وتثبيت التغيير الذي تريده هذه الأحزاب منذ 2014.

خرجت تشكيلة الوزير الأول أحمد أويحيى التجمع الوطني الديمقراطي بعد أيام من اجتماع الأحزاب الأربعة الداعمة للرئيس بوتفليقة، ببيان صريح حامل لعدة رسائل، أكد من خلاله أن “تحالف الأربعة أحزاب لدعم رئيس الجمهورية، سيتصدى للهجمات والحملات الدنيئة، التي تحاك ضد شخص الرئيس بوتفليقة، وضد استقرار البلاد”، ويظهر من لهجة البيان أن هذه الأحزاب الداعمة للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة لن تفوت الفرصة على المعارضة في “الطعن” في إنجازات الرئيس طوال عشرين سنة من الحكم، أو أن تتخذ فرصة انتخابات الرئاسة لسنة 2019 طريقا لضرب البرنامج الرئاسي إن ترشح بوتفليقة رسميا لعهدته الخامسة.

وبنفس لهجة بيان حزب أحمد أويحيى، أطلق الأمين العام للحركة الشعبية عمارة بن يونس، رصاصات الرحمة على المعارضة، وتحداها إذا كانت لديها الشجاعة في مواجهة الرئيس، متسائلا في الشأن ذاته، لماذا تخاف هذه الأحزاب من تولي الرئيس بوتفليقة البلاد لعهدة خامسة ؟؟.

وقبل أشهر قليلة عن الاستحقاق الرئاسي بدأت المياه في التحرك تحت أرجل الأحزاب السياسية التي يظل الغموض يلفها من كل جانب، خاصة داخل معسكر المعارضة التي لم تقدم لحد الساعة مرشحين من وزن ثقيل ما عدا طرح بعض الأسماء التي لا تعدو أن تصنف في خانة “أرانب” سباق لا تحمل من التأثير في المعادلة الانتخابية شيئاً، وهذا علي بن فليس رئيس حزب “طلائع الحريات” تيقن أخيرا أنه لا مكانة للترشح أمام الرئيس بوتفليقة، نتيجة وصل إليها رئيس الحكومة الأسبق بعدما كان منافسا لبوتفليقة في موعدين رئاسيين الأول سنة 2004 والثاني في 2014.

وتعتقد بعض الجهات في المعارضة أن أحزاب الحكم تعيش حالة “ارتباك” لم تكن معهودة بسبب التناقضات والصراعات الحاصلة داخل السلطة إضافة إلى ما تؤكد أنه “رفض شعبي” لسياساتها، ويقول جيلالي سفيان رئيس حزب “جيل جديد” في تصريح لـ “الجزائر” أن هناك “تخوف داخل معسكر أحزاب الموالاة من الصدى الذي أصبحت ترفعه المعارضة”، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب المجتمعة حول رئيس الجمهورية “محاصرة برفض شعبي متنامي”.

وأفاد جيلالي سفيان أنه إذا تقدم الرئيس بوتفليقة لرئاسيات 2019 فإن “المعارضة لا جدوى من مشاركتها في السباق الرئاسي”، وأبرز رئيس “جيل جديد” أن أحزاب المعارضة في حالة عدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، فإنه من غير المتوقع تقديمها لمرشح توافقي، مشيرا إلى أنها “ستدخل الرئاسيات بطريقة منفردة حيث أن كل حزب سيقدم مرشحه ويدافع عليه بنفسه”.

من جانبه، رد ناصر حمدادوش القيادي في حركة مجتمع السلم على بيان “الأرندي” بقوله “نحن لا نطعن في الأشخاص ولا نمس باستقرار المؤسسات”، مشددا في السياق ذاته، أنهم كحزب معارض “ننتقد الاختلالات الظاهرة في السلطة ولا نشكل أي تهديد لأحد”.

وترى فطة السادات البرلمانية عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أنه من غير الموضوعي اتهام المعارضة بالضعف، مبرزة أنها “قدمت مبادرات سياسية تم إفشالها من طرف النظام الذي يمتلك أدوات قوية للضغط”، مشيرة في السياق نفسه، إلى أساليب “التزوير والاستحواذ على الإرادة الشعبية” على حد قولها، وأعادت فطة السادات التذكير بحادثة غلق مقر المجلس الشعبي الوطني بالسلاسل، والانقلاب على رئيسه السعيد بوحجة حيث اعتبرت تلك الخطوة بمثابة “إشارة من إشارات التهديد التي تستعملها السلطة لتخويف المعارضة”.

ومن الواضح أنه في الوقت الذي تتجمع فيه الأحزاب الكبرى للموالاة، لوضع خارطة طريق المرحلة القادمة، وتم اختيار الرئيس بوتفليقة كمرشح لها، رغم أن هذا الأخير لم يفصح بعد عن موقفه النهائي من الترشح، انطلاقا مما يقولون “البحث عن الاستقرار ومواصلة الانجازات التنموية المحصلة في العشرين سنة الأخيرة” تظل المعارضة تائهة في الميدان، تتبع ظلها، وتتهم السلطة على غلق قواعد اللعبة، من دون أن تجيب على سؤال واضح قبل أشهر قليلة عن سادس انتخابات رئاسية في عهد التعددية، ما هي خطتها لفك قيود و”كادنة” هذه اللعبة ؟؟.

إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super