من المنتظر أن يتقدم التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده المملكة السعودية لدعم القوة المشتركة لدول الساحل جي5 التي ترعاها فرنسا، بحسب وزير الخارجية السعودي، وتم تجسيد تحالف استراتيجي بين باريس والرياض منذ زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض ولقاءه ولي العهد محمد بن سلمان وتم بموجبه عقد اتفاق تمويل سعودي وإماراتي لخطة مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا في غرب إفريقيا.
كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن التحالف العسكري الإسلامي الذي تدعمه بلاده ” سيقدم الدعم اللوجيستي والمعلومات والتدريب لقوة جديدة لمكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا تجد صعوبة في بدء عملياتها “، وقالت وكالة رويترز أن إعلان الجبير هذا يشير ” لانخراط في منطقة الساحل من جانب تحالف عسكري إسلامي ينظر له على نطاق واسع على أنه وسيلة للتصدي لهيمنة إيران المتزايدة.
ووافقت السعودية والإمارات يوم الأربعاء على تقديم نحو 150 مليون دولار لقوة دول الساحل المعروفة باسم جي5 والمؤلفة من قوات من جيوش مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد في مؤشر على أن دولا خليجية عربية تسعى لكسب نفوذ في تلك المنطقة، وتسعى المملكة لكبح مطامح إيران في توسيع نطاق نفوذها في غرب إفريقيا وعبر العالم الإسلامي.
وفي مقابلة مع قناة فرانس 24 قال الجبير إن ” بلاده ستوسع نطاق مساهمتها باستخدام منصة التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تشكل في الآونة الأخيرة لدعم قوة جي5 “، وقال الجبير ” لأننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب والتطرف فقد تعهدنا بتقديم 100 مليون يورو لهذه القوات ثم تعهدنا أيضا بتقديم الدعم اللوجيستي والتدريب والمعلومات والدعم الجوي من خلال التحالف العسكري الإسلامي “.
وفي حوار مع صحيفة ” لوموند ” شرح الوزير السعودي معنى المساهمة السعودية، وهي الأكبر من بين كل المساهمات، بما فيها الأوروبية والأميركية قائلا إن ” محاربة الإرهاب والتطرف محاربة كاملة تشكل أولوية لدينا، ولا نستطيع دحر الإرهاب ما لم نعمل معا “. وحذر عادل الجبير من أن التنظيمات الإرهابية والإجرامية ” تستطيع أن تزدهر في مناطق واسعة من أفريقيا التي تعاني من موارد متواضعة إذا لم نقف بوجهها، مضيفا أن بلاده، إلى جانب المائة مليون دولار التي ستقدمها توفر مساعدات ثنائية عسكرية وتنموية لكافة بلدان الساحل استجابة للطلبات التي قدمتها لـ”لتحالف العسكري الإسلامي” الذي تنتمي إليه.
وذكرت صحيفة ” الشرق الأوسط ” المقربة من السلطات السعودية أن الرياض لا تريد أن تتوقف مساهمتها عند هذا الحد، بل إنها تقترح استضافة قمة جديدة لبلدان الساحل في عاصمتها. لكن الوزير لم يحدد تاريخا معينا للقمة الموعودة. في المقابل، فقد شدد على أن محاربة الإرهاب عسكريا لا تكفي، بل يتعين القيام بجهود إيديولوجية لمحاربة التطرف والفقر، وإيجاد فرص عمل لمنع الالتحاق بالمجموعات المتطرفة والمجرمة.
ودشنت قوة دول الساحل (جي5) عملية عسكرية رمزية بمناسبة تشكيلها في أكتوبر الفارط، وسط تنامي الاضطرابات في منطقة الساحل التي يتسلل عبر حدودها السهلة الاختراق إرهابيون بينهم عناصر تابعة لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ” داعش “، لكن فرنسا التي لها 4500 جندي في المنطقة تقول إن الإرهابيين حققوا نجاحات عسكرية ورمزية في غرب أفريقيا في الوقت الذي تواجه فيه قوة جي5 صعوبة في توفير التمويل اللازم وفي بدء العمل، تم تجاوزها في القمة التي دعت إليها فرنسا. في باريس يوم الأربعاء، وتم جمع الموارد المالية اللازمة لتشغيلها على أرض الواقع، حيث وصل المبلغ الذي جمعته القوة المشتركة في باريس، إلى 250 مليون دولار للبدء في تنفيذ عملياتها على المدى القصير. وتبوأت السعودية الصدارة من مجموع المانحين بـ 100 مليون أورو والإمارات بـ 30 مليون أورو. وقال رئيسا فرنسا ومالي إنهما يأملان أن تحقق قوة (جي5) أول انتصاراتها بحلول منتصف 2018 لتثبت جدارتها وتضمن مزيدا من الدعم الملموس من الأمم المتحدة.
وكانت الجزائر من أبرز الغائبين عن هذا المؤتمر الذي رعاه الرئيس الفرنسي. و حسب وكالة ” رويترز ” للأنباء فإن السلطات في باريس ” تشعر بالقلق من أن الجزائر لا تتعاون بشكل كامل في التصدي للمتشددين الذين ينشطون على طول حدودها أو تضغط من أجل تطبيق نتائج محادثات السلام في مالي والتي لعبت فيها دور الوساطة “، وفي رده على سؤال صحفي قال الرئيس إيمانويل ماكرون ” كل من يريد أن يشارك في تحالف الساحل موضع ترحيب. زرت الجزائر الأسبوع الماضي ودعوتها للتعاون بشكل أكثر إيجابية مع العمل الذي نقوم به اليوم. هذا قرار الجزائر لكنني أريد مساعدتهم “. ولا تزال الجزائر، التي رفضت المساهمة في القوة عندما زارها ماكرون يوم الخامس من ديسمبر، تتعامل بتشكك مع أي نشاط عسكري قرب حدودها تقوم به فرنسا القوة الإستعمارية السابقة، وكذلك ترفض بتاتا التواجد العسكري الغربي القريب من حدودها الترابية، فهي تريد التعامل المباشر مع الحكومات الإفريقية المعنية بدون أن تتواصل مع قوى عسكرية أجنبية، هذا ما أشار إليه الوزير الأول أحمد أويحيى في قمة أوروبا-إفريقيا بكوت ديفوار، بأن الجزائر ساهمت بـ 100 مليون دولار على مدى سبعة سنوات في إطار التزاماتها مع جيرانها من دول الساحل لدعمهم في مواجهة الإرهاب، أما العقيدة العسكرية للجزائر فتم شرحها في الدستور، الجيش لا يخرج خارج القواعد للقتال.
إسلام كعبش
لمساعدة قوة جي5 المنتشرة في الساحل:
الوسومmain_post