تفاعل العديد من الفنانين الجزائريين، مع المسيرات التي شهدتها الجزائر في الآونة الأخيرة، حيث ضم الفنانون صوتهم إلى صوت الشعب، المطالب بالقيام بإصلاحات جذرية، تتوافق مع تطلعات الشعب، خاصة بعد أن تم العدول عن تمرير العهدة الخامسة.
وقد التف الكثير من الفنانين حول هذا الحراك الشعبي، على غرار لطفي دوبل كانو، رجاء مزيان، الشاب مازي، المازوني وغيرهم…، حيث مرروا رسائل كثيرة كانت مستوحاة من الواقع المعيش لكل مواطن جزائري حر، يطمح أن يعيش في دولة الحق والقانون، وفي دولة تبنى على أسس سليمة وقوية.
الأغاني السياسية في الجزائر تقليد قديم:
وبالعودة إلى موضوع الأغاني التي تحمل الطابع السياسي، وبالتحديد ما يتعلق بالرئاسيات، نجد بأنه لطالما برزت الأغاني من هذا النوع والتي تتغني بحنكة ومسيرة شخصية مابعينها، ولعل عبد العزيز بوتفليقة كان الأوفر والأكثر حظا في نيل حقه منها، حيث وفي أول عهدة له، غمره وأمطره الكثير من الفنانين بالأغاني، تشجيعا لمن حمل مسؤولية الوطن، واعدا باخراجها من مرحلة مريرة جدا، وباطفاء نار الفتنة، حيث برزت آنذاك أغنية عبد القادر شاعو ونادية بن يوسف، والفنان المازوني… وغيرهم.
ورغم العشرون سنة التي حكم فيها عبد العزيز بوتفليقة الجزائر، أي مايعادل أربع عهدات، برزت في آخر عهدة، أغنية تبارك الرئيس وتدفعه للترشح لعهدة أخرى، بعنوان “تعاهدت مع الجزائر” لتزكية العهدة الرابعة، شارك فيها الشاب خالد، كادير الجابوني، حسيبة عمروش، الشاب توفيق، الشابة يمينة، مراد جعفري، حسيبة عبد الرؤوف، محمد لمين، جمال علام، ريم حقيقي، الشاب يزيد، هواري بن شنات، جوباتوري، شريفة لونا، فرقة “أمزاد” و3 أصوات من برنامج “ألحان وشباب” بينهم المتوجة باللقب مؤخرا صونيا… فضلا عن الممثل حسان بن زيراري، الفكاهية عتيقة، أحمد بن عيسى، الفكاهي اسماعين، كما شارك من الوجوه الرياضية اللاعب الجزائري لخضر بلومي…
هذه الأغنية أثارت جدلا واسعا في الساحة الفنية والاجتماعية الجزائرية، أين كانت الجزائر آنذاك كالبركان الخامد، واستفزت مجموعة كبيرة من فناني الجزائر باعتبار نسب هؤلاء القلة القليلة لآرائهم ومواقفهم إلى جميع الفنانين الجزائريين.
في السياق ذاته، وفي العام الحالي، طمح عبد العزيز بوتفليقة لتولي عهدة رئاسية جديدة، حيث انفجر البركان الخامد، وانفجرت الجزائر معه، وخرج آلاف الجزائريين في مسيرات شعبية سلمية تقول “لا” لهذا الواقع، وبالموازاة مع ذلك تفاعل فنانون مع هذا الحراك، وسارعوا لإنتاج أغاني مصورة، طرحوها على موقع “اليوتيوب” تصب كلها في نفس مطالب الشعب.
“الجزائر” تسلط الضوء على أبرز الأغاني التي دعمت الحراك الشعبي، وكان لها صدى كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وارتفعت عدد المشاهدة إلى المليون.
:”المسيرة السلمية“… مازي يشيد بتحضر الجزائريين على طريقة أغاني “الخضر“
أغنية “مسيرة سلمية” التي أداها الشاب مازي، وصورها أثناء المسيرات، محتكا بالمتظاهرين الذي كان واحدا منهم، ورافعا شعارات تدعو لضرورة التغيير وبناء جزائر جديدة، كانت أكثر الأغاني استحسانا وإشادة، حيث وصلت الأغنية على حسابه الشخصي على “اليوتيوب”، لأكثر من نصف مليون متابع على موقع “اليوتيوب”، قدمها مازي على طريقة أغاني المنتخب الوطني، مرر فيها رسائل الأمل والتفاؤل لضرورة بناء وطن بسواعد أبنائه.
:”ألو نظام“… رجاء مزيان تشرح الواقع الجزائري بكثير من الحدة
الفنانة رجاء مزيان قدمت على حسابها الشخصي على “اليوتيوب” أغنية جديدة للتضامن مع المتظاهرين، وللتنديد بالعهدة الخامسة، وتتضمن الأغنية عبارات قوية وتخاطب النظام بالقول “الو يا النظام هل تسمعني أم أنك أغلقت أذنك…”.
هذه الفنانة المتمردة والتي سبق لها وأن قصفت وزير الثقافة وطريقة تسييره في أغنية، خاطبت السلطة بكثير من الحدة والصرامة، لتسمع صوت المواطن البسيط ومعاناته اليومية.
“يوم الشعب“… حان وقت التغيير
أغنية “يوم الشعب” من أداء عدد من الفنانين من دون اسم أي شخص، مهداة للشعب الجزائري والمتظاهرين، خاطبت المسؤولين، ودعت إلى التغيير، كما شددت كلمات الأغنية على ضرورة تحرير الإعلام والفضاءات التعبيرية بدون عنف أو هدم أو تكسير، وعبرت عن أماني الشباب في العيش في بلد القانون والعدل واحترام حرية الصحافة، قائلة: “حابين نعيشو وكرهنا من الذل”.
وعرجت الأغنية على واقع المواطن الجزائري البسيط الذي ذرف الدمع كثيراً، وعاش أوضاعاً مزرية تصدرتها مشاهد الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، ومشاهد رحلة البحث عن سكن.
وحمّلت “يوم الشعب” مسؤولية هجرة الشباب عبر البحر، ومعاناة المواطن الجزائري في المستشفيات، للمسؤولين.
وشارك في الأغنية المصورة “الحرية للجزائر” أطفال ونساء ورجال للتأكيد على “الحرية والتغيير”.
المازوني يقلب الطاولة، ويدير ظهره للعهدة الخامسة:
بعد دعمه المطلق لعبد العزيز بوتفليقة على مدار السنوات الماضية، أطل الفنان المازوني أغنية داعمة للحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة، حيث أصدر الفنان المازوني أغنية ترافقه فيها شابة صغيرة،تؤيد المسرات وتندد بالعهدة الخامسة.
صبرينة كركوبة