جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يعد اقتناء ملابس العيد، لاسيما للأطفال من العادات الراسخة لدى الجزائريين، ومع اقتراب هذه المناسبة تشرع العائلات في رحلة بحث طويلة بين الأسواق والمحلات والفضاءات التجارية، في حين تفضل عائلات أخرى شراءها عبر الإنترنت “التسوق عبر النت” لكسب الوقت والجهد، وهي فكرة يشجعها البعض ويحذر منها آخرون لأسباب مختلفة.
وقد يتجه الكثيرون للإنترنت لشراء مقتنياتهم، لعدة أسباب، كضيق الوقت، أو لكونهم ليسوا من هواة التبضع بالأسواق والمحلات، فيما يفضله آخرون لكونه يتيح خيارات عديدة.
إيجابيات وسلبيات
ويتفق الجميع على أن لهذا النوع من التسوق إيجابيات وسلبيات، ومن الإيجابيات توفير الوقت والجهد، والظفر بمنتجات بأسعار مقبولة، كما يتيح للزبون خيارات عدة، لكن يبقى له بالمقابل سلبيات عديدة، وأخطرها إمكانية وقوع الزبون ضحية احتيال من مواقع وهمية، إضافة إلى مشاكل الشّحن والتأخير، وكذا عدم تطابق السلعة اللي يتسلمها مع تلك التي طلبها.
توفير الوقت والجهد، يعد أكبر ميزة لهذا النوع من التجارة، إذ بكبسة زر وفي أي وقت شاء، يمكن للزبون إرسال طلبيته والحصول عليها دون عناء التنقل والبحث في الفضاءات التجارية، والتي تعد للكثيرين عملية متعبة.
كما أن من مميزات الشراء عبر الإنترنت أن البضاعة لا تمر عبر وسطاء، إنما من المنتج مباشرة للزبون، وهذا ما يجعل سعرها أقل، كما أن هذا النوع من التسوق يتيح خيارات عدة، سواء ما تعلق بالعلامات التجارية، أو بالألوان أو المقاسات، ما يفضله الكثير من الناس.
كما يرى الكثيرون أن الشراء عبر النت يجعلهم ملتزمون بشراء المنتج الذي خططوا لشرائه، عكس التسوق بالمحلات والفضاءات التجارية، إذ يجد المتبضع نفسه ينفق أمواله على شراء منتجات أخرى لم يكن يخطط لها، كما يتيح التسوق عبر الانترنت الوصول إلى السلع القديمة أو المستعملة بأَسعار منخفضة للغاية، خاصة للعائلات التي تضطر لذلك بسبب وضعها الاقتصادي.
أما عن سلبياتها، وحسب الكثيرين ممن كانت لهم تجربة مع هذا التسوق، تتعلق بمشاكل الشّحن والتأخير، إذ غالبا ما ينتظر الزبون لفترة طويلة لحين وصول المنتج، إضافة إلى خطر الإحتيال، فيمكن أن يتعرض الزبون له من صفحات وهمية، ومن أضرار ذلك، أن الزبون في بعض الأحيان يرسل المبلغ كاملا، كما يمكنه أن يتعرض لسرقة بياناته الشخصية.
أما المشكل الآخر الذي يعد من بين السلبيات الكبيرة، والذي يشتكي منه الكثيرون، فيتمثل في عدم مطابقة المنتج الذي يطلبه الزبون مع الذي يصله، أي أنه قد لا يعرف بالضبط ما الذي سيحصل عليه ما لم تكن الجهة المسوقة معروفة.
كما أن الشراء عبر الإنترنت قد لا يكون في صالح الزبون، خاصة إذا تعلق الأمر بالملابس، فغالبا ما تكون الأحجام غير دقيقة ولا يمكن تحديد الملمس أو القماش أو الجودة، وتكون عملية إعادة السلعة معقدة وصعبة، حيث يرفض الكثيرون من أصحاب البضائع إعادتها أو إرجاع أموال الزبون.
الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلك تحذر من المواقع الوهمية
تحذر جمعيات حماية المستهلك من اقتناء المنتجات عبر منصات مجهولة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص، نظرا لكثرة الاحتيالات، ولعدم تطابق بعض المنتجات التي تصل للمشتري مع تلك المروجة في الصور.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، زكي حريز، أن “التسوق عبر النت لديه ميزات عديدة، ومن الجيد تطوير التجارة الإلكترونية، لكن يجب على الزبون أن يحسن اختيار المنصات”.
وأضاف حريز في تصريح لـ”الجزائر” أن “هناك منصات رقمية معروفة ومعتمدة ولديها سجلات تجارية، ويمكن للراغب في التبضع عبر الانترنت التوجه نحوها، وهذا لضمان نوعية المنتجات ولإتاحة الفرصة أمامه لاستبدال أو استرداد أمواله في حال لم تعجبه البضاعة”.
وحذر المتحدث ذاته من المخاطر التي قد تنجم من التبضع من مواقع غير معروفة أو صفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي يكون الخاسر الأكبر فيها الزبون، أولا لإمكانية تعرضه للاحتيال، أو لتسلم منتج لا يتطابق مع المطلوب.
وأفاد حريز بأن “الفدرالية تتلقى يوما العديد من الشكاوى من المواطنين الذين تم الاحتيال عليهم، ومن الصعب استرجاع حقوقهم”.
ويرى رئيس الفدرالية أنه بخصوص شراء الملابس والأحذية “فمن الأفضل أن تكون من المحلات والفضاءات التجارية، كون الصورة التي تعرضها الصفحات والمواقع لا يمكنها أن تقدم تفاصيل مهمة عن نوعية القماش، تركيبته ونسبة المواد الطبيعية والمصنعة، الحجم والمقاسات”.
رزيقة. خ