أكدت المنظمة الوطنية للمجاهدين أن الإنتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 12 جوان المقبل، قد تشكل خطوة على طريق التقدم، وأشارت بالمقابل إلى دخول البلاد مرحلة جديدة تمكن من التخلص من رواسب الممارسات السابقة.
وقالت المنظمة في بيان لها “ها هي الساحة الوطنية تشهد هذه الأيام حركية غير عادية تندرج في إطار شروع التشكيلات السياسية في تحضير قوائم مرشحيها للانتخابات التشريعية المقرر خوض غمارها يوم 12 جوان 2021 تضاف إلى تلك القوائم أسماء من يتطلعون لنيل ثقة الشعب في افتكاك مقعد في هذه المؤسسة الدستورية ( المجلس الشعبي الوطني )”، مشيرة إلى أن السياق المترتب عن تطبيق ما نص عليه تعديل دستور سنة 2020 قد هيأ مناخا يوحي إن صدقت العزائم أن هناك نية لإحداث نقلة نوعية في فهم وممارسة ما يتوجب على هذه المؤسسة القيام به.
وأضافت المنظمة: “ما يسمح للبلاد بدخول مرحلة جديدة في التفاعل مع القضايا التي تستأثر باهتمام مواطنينا وتخلصها من رواسب الممارسات السابقة التي ندرك جميعا أنها قد تميزت بتكريس مناخ هيأ البلاد لاستفحال كثير من المخاطر التي تتنافى مع روح القيم الوطنية والأهداف النبيلة التي قدم ملايين الشهداء أرواحهم من أجل تحقيقها وحيث تشكل ثورة أول نوفمبر 1954 المحطة الكبرى التي تتوقف أمامها أجيال هذا الشعب العريق كلما ألمت به المخاطر التي تستهدف النيل من تطلعه وطموحه المشروعين في بناء مستقبل أجياله بما ينسجم مع تلك القيم والأهداف”.
ويؤكد البيان الذي وقعه الأمين العام بالنيابة، محند واعمر بن الحاج، بالقول: “إننا ندرك جميعا ما أفضت إليه السياقات السابقة من أضرار طالت أبعادها مختلف الميادين من خلال ما رافق ذلك من إخفاقات جعلت شعبنا يدرك بحدسه الذي لا يخطئ مكامن تلك الإخفاقات فيبادر بتحديد معالم الطريق ويبقى أمام من يتحملون مسؤولية الشأن العام على مختلف المستويات الاسترشاد بتلك المعالم”، وأضافت: “المنظمة الوطنية للمجاهدين وهي تستشعر أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقها ضمن المسيرة الوطنية تجد نفسها ملزمة بدعوة كل الأطراف المعنية بالاستحقاقات المقبلة تمثل طبيعة مقتضيات التحولات العميقة التي مافتئ واقعنا الوطني يفرزها وتفهم ما يمليه ذلك من وجوب إخضاع من يتم اختيار ترشيحهم لهذا الاستحقاق الوطني مراعاة جملة من الضوابط التي تعمدت المراحل السابقة تجاوزها”.
وأشارت المنظمة إلى ما وصفته بـ”المنعطفات الخطيرة” التي ترتبت عن الممارسات الخاطئة، وأكدت “حرصها في كل الأحوال والظروف على التموقع إلى جانب القوى الحية والفاعلة في تشكيل جبهة لحماية الوطن من الانزلاقات التي كادت أن تعصف بكيان الدولة”، كما ذكرت بدور المجاهدين وما اقتضاه منهم ذلك من تضحيات ولم يكن دافعهم انتظار الشكر أو الجزاء من أي أحد إذ كان الدافع هو روح المسؤولية التي يتحلون بها والغيرة على حاضر ومستقبل الوطن الذي كانت فيه هذه الفئة في طليعة من تحمل مسؤولية تحريره من الاحتلال الفرنسي – تؤكد المنظمة-.
الوفاء لتقاليد المنظمة
ويؤكد المصدر: “ستظل هذه الفئة حريصة على التفاعل مع القضايا المصيرية وهنا تبدوا أهمية التذكير أن المنظمة الوطنية للمجاهدين وبقطع النظر عن مقتضيات الظروف ستبقى وفية لتقاليدها بالمبادرة بإبداء مواقفها مما يجري حولها من تفاعلات ذات صلة بمسيرة البلاد انطلاقا”.
وترى المنظمة أن الإسحقاق التشريعي المقبل قد يشكل خطوة على طريق التقدم، وبالمقابل دعت كل الأطراف المعنية بهذه العملية الوطنية الهامة التحرر من الممارسات السابقة وتبني آليات تواكب بحق ما يتطلع إليه الشعب الجزائري من بناء مؤسسات جادة تستجيب لطموحه في الرقي الاجتماعي والازدهار الاقتصادي في ظل دولة وطنية وديمقراطية تؤمن لأبنائها عدالة اجتماعية وتضمن لهم حياة حرة وكريمة دولة تستلهم مرجعيتها من بيان ثورة أول نوفمبر 1954 وتسترشد بأهداف هذه الثورة”.
خديجة قدوار