اعتبر التشكيلي مصطفى بوسنة، أن هناك أحداث كثيرة تكشف في مجملها عدم الاهتمام أو ربما احتقار لكل ما هو فن حقيقي، مضيفا بأنه تحدث سابقا لما حدث لخيرة فناني الجزائر في تظاهرة ما سمي بربيع الفنون تحت إشراف وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، و أحداث أخرى كثيرة أحب أن أنساها لأنها تثبت ما تتعرض لها الفنون التشكيلية من تهميش ولامبالاة.
وأضاف مصطفى بوسنة في تصريح لــ “الجزائر”، أنه ومن مدة تلقى طلب شراء بعض من أعماله من سيدة أمريكية، لكن المضحك في الأمر إنه لا استطيع إخراج لوحاته من الجزائر لقول الجمارك إنها تراث وطني….
في سياق آخر، أشاد التشكيلي بتمثال “الحمال” الواقف في ساحة تافورة لقصة مأساوية حدثت في 2 ماي سنة 1962، عندما أقدم الاستعمار الفرنسي على قتل حمالين جزائريين بالرصاص الحي. وفي ذلك اليوم رفض الحمالون المتجمعون في ساحة الشهداء قرب ميناء الجزائر، إفراغ شحنة باخرة بالميناء، استجابة لأوامر جيش جبهة التحرير الوطني، فكان مصيرهم الاستشهاد. في سنة 1985 قام النحات الجزائري محمد بوكرش بصنع تمثال “الحمال” في نفس الساحة تخليدا لذكرى اعتصام الحمالين واستشهادهم.
ويروي التمثال المصنوع من “البرونز” يروي قصة مؤلمة للكادحين من أبناء الشعب الجزائريين الذين كانوا يركضون وراء لقمة العيش وتحت طغيان المستعمر الفرنسي، حيث يتجمعون فجرا في ساحة تافورة، المدخل السفلي للعاصمة،ليعرضوا خدماتهم من أجل تفريغ البضائع من السفن والشاحنات أو القيام بشحنها، ومن بين مئات أبناء الولاية والمناطق المجاورة الذين يقفون هناك، يتم اختيار الأقوياء الذين يستطيعون حمل الأثقال لهذا العمل الشاق.
وأضاف بوسنة، نجح محمد بوكرش في التعبير عن بؤس الحمالين من خلال التمثال، وهو الفنان الجزائري المشهور في فن النحت، الذي اتخذ منه وسيلة للتعبير الفني، الفكري والفلسفي. ودخل الفنان بوكرش العالمية من مهرجان تونس الدولي الذي تردد عليه كثيرا،ثم اختياره لإنجاز ”منحوتة الربيع العملاقة” بملتقى النحاتين بشانغ شون بالصين الشعبية سنة 2000.
يذكر أن الفنان مصطفى بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز، وتميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر.
صبرينة ك