لوحة البسكري حمال الماء هي إحدى روائع الفنان المستشرق هيبوليت لازيرج Hippolyte Lazerge. تزين اليوم إحدى صالات عرض المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة…
يقال أن الفنان طلب من هذا الحمال أن يكون نموذج رسم مقابل أجر… منذ ذلك الحين، ربطت صداقة قوية بين الرجلين. مع مرور الأيام، سار العمل الفني بطريقة عادية ..وذات صباح، لم يحضر البسكري لورشة الفنان.
في اليوم التالي بدأ الرسام يساوره القلق من غياب صديقه حمال الماء. لم يكن للحمال عائلة بمدينة الجزائر، كان البسكري يبيت لياليه في مقهى بالقصبة. بعد البحث عنه، علم الرسام بالخبر المحزن لوفاة حامل الماء من صاحب المقهى الذي كان يبيت فيه… توفي الرجل البسكري في ليلة سابقة… تم وضع رفاته في مشرحة مستشفى مصطفى باشا.
و كان قانون تلك الفترة ينص على انه “إذا لم يطالب أحد بجثة مجهول بعد تأخر زمني معين، يستعمل الجسد في التشريح العلمي مع طلبة الطب!” كما قال له صاحب المقهى. بعدها سارع الرسام إلى اتخاذ الخطوات اللازمة حتى يحقق لنموذجه و صديقه دفن لائق برجل مسلم.. ورث الرسام هيبوليت لازيرج الإبريق النحاسي من صديقه الراحل، حمال الماء. عثر على هذا الإبريق في استوديو الفنان ، في فيلا رو، قريبا من المستشفى، عند وفاته في 21 أكتوبر 1887.
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام و نحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
التشكيلي مصطفى بوسنة