الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / بنجامان ستورا يؤكد على إيجابية إعادة الجماجم::
“التعاون حول الذاكرة بين الجزائر وفرنسا مهم جدا”

بنجامان ستورا يؤكد على إيجابية إعادة الجماجم::
“التعاون حول الذاكرة بين الجزائر وفرنسا مهم جدا”

اعتبر المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا المختص في تاريخ الاستعمار الفرنسي بالجزائر أن قضية إعادة جماجم المقاومين الجزائريين أثناء الثورات الشعبية إلى الدولة الجزائرية ” أمر مهم ” بالنسبة لملف الذاكرة الذي يظل يؤرق العلاقات بين الجزائر وباريس بعد أكثر من نصف قرن من استقلال البلاد.
أكد المؤرخ الفرنسي المعروف بنجامان ستورا أن عودة الحديث عن جماجم المقاومين الجزائريين المتواجدين في متحف الإنسان في باريس، منذ تقريبا قرنين من الزمن، بمناسبة الزيارة الأخيرة التي أداها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيد إلى الواجهة ” الحلقة الدموية للاستعمار الفرنسي في الجزائر “، وأن هذه الجريمة التي اقترفها الجيش الإستعماري الفرنسي في حق هؤلاء الجزائريين أتت بعد 20 سنة من الإمضاء على معاهدة التافنة مع الأمير عبد القادر سنة 1837. ووصف بنجامان ستورا في مداخلة له عبر ندوة نظمتها جمعية ” الفضاء الوطني تاريخ وذاكرة حرب الجزائر ” أن ملف الذاكرة الذي يميز العلاقات الجزائرية الفرنسية بأنه ” ثقيل جدا “.
وكانت مداخلة المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا في الندوة الدراسية تحت عنوان ” الذاكرة المجروحة لحرب الجزائر ” المنظمة في باريس، قد حاولت تقديم إجابات على إشكالية تهدئة الذاكرة بين البلدين، بالرغم من مرور 60 عام من نشر مختلف البحوث والدراسات حول الأمر، وأضاف ستورا أنه في إطار معالجة ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا ” لا بد من عدم إغفال الجزائريين الذين عاشوا فترة الاستعمار الصعبة، خاصة مع الجرائم المرتكبة في حق الأهالي ونفيهم من مناطقهم بما أن معظم الجزائريين كانوا ريفيين “. وأوضح المؤرخ ستورا أن التاريخ المشترك للبلدين ” تم تشكله بركيزتين مختلفتين “، مفيدا أن ” الوطنية الفرنسية تأسست على فكرة الاستعمار واحتلال الجزائر، في حين أن الوطنية الجزائرية قامت على رفض الاستعمار وحرب التحرير “. مرجعا في نفس الوقت أن ثقل ملف الذاكرة بين البلدين يرجع بالأساس إلى ” الصدام الحاصل بين الوطنيتين “.
واعترف المؤرخ بنجامان ستورا في ذات الكلمة أنه من الصعب كتابة تاريخ مشترك بين البلدين، بسبب وجود تاريخ موازي في كلا البلدين، معتقدا في نفس الوقت أنه يمكن تقاسم التاريخ بين الجزائر وفرنسا لكن لا بد من توفر عامل زمني مهم. ونوه ستورا بتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى الجزائر في 6 ديسمبر الفارط، حيث كان ستورا أحد المرافقين له في تنقله الأول إلى الجزائر العاصمة، خاصة في مجال الذاكرة وما تعلق بقرار إعادة جماجم المقاومين الجزائريين إلى الدولة الجزائرية وتسليم جزء من الأرشيف الجزائري المتعلق بفترة ما قبل 1962.
وكان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، قد أكد أن بلاده ” قررت إعادة جماجم المقاومين الجزائريين المتواجدة حاليا في متحف الإنسان بباريس إلى الجزائر “، ولأول مرة تتفاعل الدولة الفرنسية مع هذا الموضع، عندما قال الرئيس الفرنسي خلال ندوة صحفية في ختام زيارته إلى الجزائر ” لقد وافقت على طلب عبرت عنه السلطات العمومية الجزائرية عدة مرات بشأن إعادة جماجم المقاومين الجزائريين، واتخذت قرارا بالشروع في هذه العملية “، ومن جانب آخر، يشار إلى أن وسائل إعلام فرنسية كشفت في تقارير بثتها سابقا عن 18 ألف جمجمة محفوظة بمتحف “الإنسان” في باريس، منها 500 فقط جرى التعرف على هويات أصحابها، من ضمنهم 36 قائدا من المقاومة الجزائرية قتلوا على يد القوات الاستعمارية الفرنسية في أواسط القرن الـ19.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super