اعترف الرئيس السابق ومؤسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا، جون ماري لوبان أنه ” كان سيمارس التعذيب في الجزائر إذا طلب منه ذلك “، ووصفه بالأمر ” الواجب “، ويواصل لوبان خرجاته الاستفزازية في كل مرة يتم سؤاله عن فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر التي كان فيها جنديا مارس أبشع أنواع التعذيب ضد الجزائريين.
وردا على سؤال من قناة ” أر تي أل ” الألمانية أمس، عن تورطه في التعذيب ضد الجزائريين إذا طلب منه ذلك، أجاب رئيس الجبهة اليمينية المتطرفة ” بلا شك “. وأضاف قائلا ” كنت قد فعلت واجبي، وفضلت حياة فتاة صغيرة بريئة على القاتل الذي يضع قنبلة “.
وقال الزعيم السابق لحزب اليمين المتطرف ” الجبهة الوطنية الفرنسية ” ” كانت التعليمات التي تم تقديمها إلينا هي القضاء بأي ثمن على التهديد الرهيب الذي يشكله الإرهاب، والذي خلف مئات القتلى والجرحى والمشوهين، التي لا أحد يتحدث عنها “، وقال لوبان الذي قاتل في فوج المظليين التابع للجيش الاستعماري الفرنسي من 1956-1957 ” وكان البحث عن هذه الشبكات من القنابل بالتحديد يستخدم عددا من العمليات، أكثر بكثير من البشر من تمزيق ساق فتاة صغيرة “.
إلا أن لوبان نفى في محاولة بائسة لإبعاد شبح التقتيل والتعذيب والتنكيل الذي مارسه هو ورفاقه من العسكريين الفرنسيين ضد الثوار الجزائريين، حيث كذب أنه هو شخصيا قد مارس التعذيب في الجزائر وقال ” لقد فزت بجميع دعاوى قضائية في هذا المجال “.
وأضاف جون ماري لوبان المقصى من الحزب الذي أسسه وتتولاه حاليا ابنته مارين لوبان في مذكراته التي ستصدر نهاية الشهر ” كان الجيش الفرنسي عائدا من الهند الصينية. هناك، وأنها شهدت العنف الرهيبة التي تمرير الخيال وجعل تظهر تمزيق الظفر للبشرية تقريبا. هذا الرعب، كانت مهمتنا لوضع حد لها. لذلك، نعم، كان الجيش الفرنسي يمارس المسألة بشكل جيد للحصول على المعلومات خلال معركة الجزائر، ولكن الوسائل التي تستخدم هناك كانت أقل عنيفة ممكنة “.
وقال جون ماري لوبان في ذات المذكرات التي ستثير الجدل كعادة مواقف هذا السياسي أنه ” نعم، كانت هناك استجوابات خاصة، عضلية تحدثنا عن التعذيب. وأولئك الذين يمارسون هذا الوصم. وسيكون من الجيد تعريف الكلمة. ما هو التعذيب؟ أين يبدأ، أين ينتهي؟ ليّ الذراع هل هو التعذيب؟ ووضع رأسك في دلو من الماء؟..كان الجيش الفرنسي عائدا من الهند الصينية هناك، شاهد جيشنا أشكال العنف الرهيبة التي تفوق الخيال ، الشيء الذي يجعل تمزيق الأظافر (يقصد الذي مارسته فرنسا في الجزائر) تقريبا فعلا إنسانيا. قام الجيش الفرنسي بتجسيد هذه الطريقة (يقصد التعذيب) للحصول على المعلومات خلال معركة الجزائر، ضربات، الصدمة الكهربائية إدخال الرأس في حوض استحمام “.
من جانب آخر، انضمت الجزائر إلى اتفاقية مناهضة التعذيب، فحسب رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا بن زروق سيدي لخضر فإنه ” بإمكانهم الجزائريين ممن عاشوا ويلات التعذيب الهمجي للاستعمار الفرنسي من الاستفادة من صندوق التبرعات التابع لهذه الهيئة الأممية من جهة، ومن جانب آخر، عرض صورة الجزائر أمام المجتمعات الدولية، حتى تعرف الدول حقيقة معاناة الشعب الجزائري وما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم ضد الإنسانية “، وكانت فافا بن زوقي تتحدث أمام مشاركين من بينهم المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان عبد القادر نزار، أن الجزائر ” ليس لديها ما تخفيه “.
كما اعتبرت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن انضمام الجزائر إلى هذا البروتوكول الاختياري ” يأتي أيضا لما تتوفر عليه الجزائر من دعامة قانونية تجعل منها إحدى الدول الرائدة في مناهضة جميع أشكال التعذيب. وعادت المتحدثة إلى عرض كرونولوجي، كشفت فيه أن دفاع الجزائر عن حقوق الإنسان لم تمله مستجدات ظرفية وإنما يعود إلى حقبة زمنية متباعدة “.
ومعروف عن جون ماري لوبان أنه كان جندي شارك في حرب ” الهند الصينية ” ضمن فرقة المظليين، وبعد عودته إلى فرنسا دخل السياسة وشارك في الانتخابات، ونجح في الفوز بمقعد بالجمعية الوطنية، غير أنه ترك مقعده وتطوع للانضمام مرة أخرى إلى فرق المظليين التي حاربت جبهة وجيش التحرير الوطني. وكان محل تهم متعددة بممارسة صنوف من التعذيب ضد جزائريين، ورفعت ضده دعاوى قضائية عدة بهذا الشأن، لم تنته بإدانته لعدم وجود ” أدلة ملموسة “.
ولكن بعض البحوث أكدت تورط جون ماري لوبان في التعذيب بالجزائر خلال حرب التحرير، ومن بينها ما نقلته صحيفة ” لومانيتي ” في نوفمبر عام 2012 بالتأكيد على أن لوبان نفسه أكد ” في تصريح لمجلة عسكرية عام 1962 أنه مارس التعذيب كإجراء ضروري لوقف المقاومة الجزائرية “، ومن ضمن الكتب التي تحدثت عن ذلك كتاب حميد بوسلهام حرب الجزائر 1954-1962. ويبني جون ماري مواقف عنصرية وعدائية وهو من أشد دعاة ” الجزائر الفرنسية “، وقاد لأجل ذلك حملة تعبوية لإقناع الرأي العام الفرنسي بإبقاء الاحتلال الفرنسي للجزائر المستمر منذ 1830، نفس المواقف تحملها ابنته مارين لوبان زعيمة الجبهة المتطرفة والمترشحة السابقة للرئاسيات ولكنها لطالما تتعرض لهزائم في الانتخابات مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية لماي 2017 أمام إيمانويل ماكرون جراء التصويت المكثف للجالية الجزائرية والمغاربية ضدها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية.
إسلام كعبش
جون ماري لوبان يواصل اعترافاته الاستفزازية::
الوسومmain_post