الأحد , سبتمبر 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / رابح لونيسي محلل سياسي لـ "الجزائر"::
“التغيير لن ينجح إلا مع شخصية تعرف النظام من الداخل”

رابح لونيسي محلل سياسي لـ "الجزائر"::
“التغيير لن ينجح إلا مع شخصية تعرف النظام من الداخل”

يرى الدكتور رابح لونسي، المحلل السياسي، أن هناك نية لتصوير الانتخابات الرئاسية في شكل “كاريكاتوري” في ظل الدفع –وفقه- بكل ذلك العدد من الراغبين في الترشح الذين فاق عددهم 100 شخص يبحث عن ترشيح نفسه أمام عدسات الكاميرات، ومن جهة ثانية، يشير لونيسي أن الرئاسيات “لن تكون مفتوحة” مثلما يرغب الكثير من المترشحين، وبخصوص عملية التغيير التي ينشدها البعض، يطرح المتحدث فكرة أنه لن ينجح أي انتقال ديمقراطي سلمي ومدروس إلا على يد رجل “يؤمن بالتغيير، وعمل في النظام، بحيث يعرف أسراره ودهاليزه ومداخله ومخارجه”.

ذهل جميع المراقبين لعدد مستخرجي استمارات الترشح من وزارة الداخلية، حيث فاق عددهم 100 مترشح إضافة إلى غرابة مواقفهم.. أي صورة يمكن تقديمها بهذه الطريقة عن اللعبة السياسية في الجزائر؟
إن هذا الكم الهائل من أناس نشك في الكثير منهم، ونعتقد أنهم دفعوا إلى ذلك عمدا، وهو ما يظهر جليا من خلال تصريحاتهم وهندامهم الغريب وغيرها، فهذا التصوير الكاريكاتوري لهم تدخل في نظرنا في إطار عملية نفسية مدروسة بكل دقة وعناية هدفها تشويه كل المرشحين بجعل الشعب يعمم تلك الصورة المزرية والمضحكة على كل المترشحين باستثناء مرشحي السلطة، فقد تعودنا على ظاهرة تحويل السياسيين إلى مضحكة في الجزائر منذ سنوات، وهو ما يجعل البعض من تخشى الدخول إلى الساحة السياسية خوفا من تعرضها للسخرية وأن يضعها الشعب في نفس موقع هذه الشخصيات الهزلية والكاريكاتورية، فينظر إلى كل السياسيين بأنهم انتهازيين لا تهمهم إلا مصالحهم دون أي تمييز بينهم، ونعتقد أنه عامل من عوامل عدة لهذا التصحر السياسي الذي تعيشه بلادنا اليوم.
بعد “سوسبانس” حول تأجيل الانتخابات الرئاسية قرر الرئيس بوتفليقة استدعاء الهيئة الناخبة، والآن الجميع ينتظر ترشح الرئيس.. هل برأيكم نتجه إلى انتخابات مفتوحة ؟
لا أعتقد بأن هناك انتخابات مفتوحة، فمرشح السلطة سيفوز بالانتخابات بغض النظر عن الطريقة التي فاز بها، لكن الوضع في انتخابات 2019 يختلف عن المرات السابقة، فالرئيس جد مريض وهناك تناقضات وصراعات حادة داخل النظام حول خلافته إضافة إلى تذمر اجتماعي كبير بسبب الوضع المالي المتردي، مما ينذر باضطرابات اجتماعية، أعتقد أن بعض المرشحين كمقري وممكن علي غديري قد وضعوا هذه الحسابات في ذهنهم، فبإمكان غديري مثلا أن يتحول إلى قيادة كاريزماتية تلتف حوله القوى الشعبية لتغيير النظام والدخول فيما يسميه “الجمهورية الثانية”، ونعتقد أن هذه المعادلة لم تغب أيضا عن مقري وحركة مجتمع السلم الذين لهم علاقات وطيدة بقوى دولية لعبت دورا في الربيع العربي، فما نخشاه هو استغلال مقري و”حمس” وبعض الإسلاميين مسألة تزوير الانتخابات لإثارة فوضى في هذا الوضع الصعب، وكل هذا في إطار مخطط دولي، فليعرف الجزائريون أن الجزائر من ضمن الدول المستهدفة من الفوضى الناتجة عن الربيع العربي، ولهذا فالحذر من أن تستغل هذه الأطراف “الإخوانية” ذلك كما تعودت، ونحن نعلم جيدا كيف قفزت “حمس” من باخرة التحالف الثلاثي إلا لكي تستفيد مما سمي بـ”الربيع العربي”.
هناك رؤساء حكومات سابقون على غرار مولود حمروش وسيد احمد غزالي وبن بيتور يشخصون أزمة سياسية وهم من رجالات النظام السابقين.. ماذا باستطاعة هؤلاء القيام به لإخراج البلاد من حالة الأزمة ؟
نعتقد أن طرح حمروش هو الأقوى والأكثر عمقا، فحمروش له مشروع واضح المعالم للقيام بإصلاح عميق للدولة، وقد شرع فيه عندما كان رئيسا للحكومة بعد 1988 قبل أن يجهضه المحافظون بتوظيفهم “الفيس” المنحل آنذاك، أما سيد أحمد غزالي، فتتحكم فيه في نظري مجرد تصفيات حسابات مع بوتفليقة، لكن بن بيتور، فخطابه يركز على المجال الاقتصادي والأرقام، فيبدو أنه شخصية تكنوقراطية أكثر مما هي سياسية، فخطابه بتفاصيل الأرقام مع شعب لا يوليها أهمية كبرى تجعل خطابه ضعيف وغير مؤثر، لكن علينا الإشارة أنه يمتلك مبادرة تغيير تدريجي، وحسب مراحل محددة بفترات زمنية دقيقة، لكنها لم تلق رواجا كبيرا لدى الشعب، وفي الأخير أقول لك بأن أي إصلاح عميق للدولة أو انتقال ديمقراطي سلمي ومدروس يستحيل أن ينجح إلا على يد رجل يؤمن بالتغيير، وعمل في النظام، أي من أبنائه، ويعرف أسراره ودهاليزه ومداخله ومخارجه.
يوجد انقسام في صفوف المعارضة بخصوص التعامل مع الرئاسيات، بين مشارك كـ”حمس” التي تنوي تقديم رئيسها مقري وقوى مقاطعة كـ”الأفافاس” و”الأرسيدي” وحركة مواطنة.. هل سيخدم السلطة انقسام المعارضة بخصوص موعد 2019 ؟
طبعا السلطة تعمل على ذلك، لكن ما لم أفهمه هو سرعة اتخاذ القرارات لدى بعض الأحزاب دون الاستناد على معلومات وأسس علمية، مما جعلها تبدو كأنها انهزامية واستسلامية، فالسياسي الحاذق يجب أن يعرف توظيف أوراقه في الوقت المحدد والملائم للوصول إلى تحقيق مكاسب، لكن رمي كل الأوراق وكشفها منذ البداية ما هو إلا عملية تحييد لا فائدة ترجى منها وليس لها أي تأثير على المشهد السياسي المستقبلي، كما هو مجرد عملية رمي سلاح يمكن تحقيق من خلاله أهداف بواسطة مفاوضات مع قوى ومرشحين لتحقيق مكاسب سياسية سواء للحزب أو مشروعه إن كان يملكه دون أن ننسى التأثير في المشهد السياسي.
كيف تهتم القوى الدولية بالاستحقاق الرئاسي، خاصة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا ؟
تعد الجزائر منطقة استراتيجية هامة بحكم موقعها وثرواتها ودورها في محاربة الإرهاب، فلهذا تهتم كل هذه القوى بهذه الرئاسيات، وهو ما يظهر بجلاء من خلال تحرك سفرائها واتصالها بكل القوى والأحزاب السياسية بهدف جمع معلومات ومعرفة ما يحدث فعلا، بالرغم من أن الكثير من قيادات الأحزاب التي التقى معها هؤلاء السفراء لا تتعدى معرفتهم بالوضع معلومات عمومية ومعرفة أبسط إنسان في الشارع للأسف الشديد، طبعا تعد هذه الانتخابات عامل مؤثر جدا على هذه الدول التي تريد استقرار الجزائر وضمان مصالحها، خاصة فرنسا ودول الضفة الشمالية للمتوسط لأن أي فوضى في الجزائر ستمس بأمن هذه الدول خاصة فرنسا.
حاوره : إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super