عرف تساقط الثلوج على سفوح الجبال وفي بعض المدن أيضا خلال اليومين الأخيرين حدثا مهما بين الجزائريين، لتكتسي البلاد حلة بيضاء وتتحول عدة جهات إلى مقصد مثالي لعشاق المغامرات، فبعد مدة من الترقب تهاطلت الثلوج موقفة فترة احتباس الأمطار، وهي المدة التي دفعت المواطنين إلى تأدية صلاة الاستسقاء عبر مختلف المساجد لتعود الحياة مع عودة التساقطات المطرية الأخيرة.
وقد أكدت الأرصاد الجزية الجزائرية في السياق، تساقط الثلوج على 23 ولاية شرق ووسط البلاد إلى غاية يوم أمس، حيث كان سمك هذه الثلوج بين 10 و20 سم، لينطلق بذلك موسم السياحة الشتوية الجبلية.
مواطنون يستمتعون بالأجواء الشتوية على سفوح الجبال
وقد غطّت الثلوج التي تهاطلت بشكل أكبر الليلة الماضية، الطرق والأرصفة في عدة بلدات من ولايات سطيف، برج بوعريريج، البويرة، البليدة وحتى جيجل، ميلة وقسنطينة وغيرها من المدن لتصنع ديكورا جميلا وتتيح للمواطنين فرصة الاستجمام وممارسة هواياتهم المفضلة على غرار: التزحلق واللعب بكرات الثلج، حيث شق كثير من هواة التزحلق على الجليد طريقهم إلى جبال الشريعة وتيكجدة والبابور، وفي وادي العثمانية بولاية ميلة، فضل مجموعة من الشباب، السباحة في الماء المعدني الساخن وهم يستمتعون بتساقط الثلوج الباردة، ليظهروا التنوع الطبيعي في الجزائر ويصنعوا الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حديثنا مع المواطنين الذين فضلوا الاستمتاع بهذه الأجواء الشتوية الباردة، لمسنا حماسا وفرحة بهيجة بعودة هذا الطقس وهم الذين توافدوا بكثافة على جبال الشريعة بولاية البليدة، حيث اعتبر محمد. س، أن “هذه الأجواء لا تعوض بثمن، خاصة وأن ممارسة هواية التزحلق أو التزلج، تخرج المرء من روتين الحياة اليومية التي يعيشها، فتدب فيه طاقة جديدة”.
لتؤكد مواطنة اسمها سامية، أن “متعة المغامرة تستحق قطع مسافات طويلة للتجربة، والمحاولة وعيش لحظة الاستمتاع بالثلوج، وممارسة مختلف الهوايات المرتبطة بتساقطه”، في حين نبه مواطن آخر واسمه مراد. ق، إلى أخذ الحيطة والحذر من الثلوج فالصعود إلى الجبل لمسافة طويلة ليس بالأمر السهل، لذلك وجب على المواطنين أن ينتبهوا لهذا التفصيل.
وكالات سياحية ونوادي رياضية تتسابق لتنظيم الرحلات إلى الشريعة وتيكجدة
تتسابق وكالات سياحية ومختلف النوادي وكذا الجمعيات لتنظيم الرحلات السياحية المتجهة إلى الجبال التي تكسوها الثلوج، حيث تكون الوجهة إلى جبال الشريعة بولاية البليدة وجبال تيكجدة التي تنتمي إلى جبال جرجرة بولاية البويرة، ويوصي المشرفون على هذه الوكالات والنوادي، بضرورة خوض التجربة مع توفير التجهيزات اللازمة من إحضار ملابس شتوية مناسبة دافئة ومناسبة للمشي في الثلوج، قفازات، أحذية شتوية وحقيبة ظهر، تضم الغذاء… إلخ.
وفي هذه الأيام تحديدا، انتعشت السياحة الشتوية المحلية، فتسابقت الوكالات السياحية لعرض رحلات عبر الحافلات، إلى عدّة مناطق سياحية، حيث انتهزت عدد منها على غرار: وكالة “الرحاب للرحلات والسياحة” وكذا “رحال كلوب” فرصة تهاطل الثلوج لتخصص جولة خاصة لمحبي المغامرة والمناظر الساحرة وسط الثلوج، والتزحلق في واحدة من أجمل جبال الجزائر وهي أعالي الحظيرة الوطنية بولاية البليدة، كما يواصل النادي الليبي للرحلات السياحية أيضا رحلاته التي بدأها الصيف الفارط، ليخصص نصيبا إلى منطقة الشريعة، حيث يستمتع الليبيون بالأجواء هناك.
كما خصصت وكالة ريان للسياحة ونادي “نونو للرياضات الجبلية” رحلتهما إلى منطقة تيكجدة والتي تعد هي الأخرى من أشهر مناطق الجزائر السياحية في جبال جرجرة بولاية البويرة، وهي مثال للجمال الإلهي تحفة خلابة، ألهمت مختلف زوارها وتعتبر ثاني أشهر منطقة معروفة بالثلوج بعد الشريعة.
تينهنان. ي