أعلنت الجامعة العربية أول أمس في بيان لها تضامنها مع المغرب، التي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران يوم الثلاثاء المنقضي على خلفية المساس بالأمن والوحدة المغربية.وأعلن المغرب الذي يقيم علاقات وثيقة مع الرياض، يوم الثلاثاء قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران. ووجهت الرباط تهما لطهران مرتبطة بتسهيل عمليات إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، عبر سفارة إيران بالجزائر.
وزعم المغرب أنه يملك الدليل الدامغ على ذلك وأن عنصرا في السفارة الإيرانية بالجزائر قد شارك في العملية، وهو ما وضع سيادة الجزائر على إقليمها بالمحك بحسب الخبراء. وأعلن محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام الجامعة العربية احمد ابو الغيط في بيان له عن “التضامن مع المملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها مع إيران لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية “.
وأشار عفيفي إلى تثمين القرار الأخير الصادر عن القمة العربية الأخيرة خلال شهر افريل المنقضي في الظهران، الذي أدان التدخلات الإيرانية واعتبر المتحدث أن دعم المغرب في موقفها ضد إيران يعكس موقفاً عربياً صلباً في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها.
مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية المعنية بمتابعة هذا الموضوع تعد إطارا عربياً فعالاً لتنسيق السياسات وتوحيد المواقف في مواجهة الأطماع والتهديدات والتدخلات الإيرانية. كما أعلنت السعودية، الخصم التقليدي لإيران،عن وقوفها إلى جانب المغرب،وسارت في فلكها كل من الإمارات والبحرين وعدد من دول الخليج والأردن.
بينما رفضت جبهة بوليساريو عن طريق المتحدث الرسمي باسم الجمهورية العربية الصحراوية رفضا قاطعا اتهامات الرباط .
واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إيران بتسهيل تسليم جبهة بوليساريو أسلحة عبر حزب الله اللبناني وبمشاركة سفارة ايران بالجزائر. ونفت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة هذه الاتهامات، وأعربت عن أسفها لأنها تشكل ذريعة لقطع العلاقات الدبلوماسية. وأضافت الخارجية الإيرانية أن السلطات الإيرانية تعتبر أن لا أساس لهذه القضية مؤكدة أن الجمهورية الإسلامية ملتزمة باحترام سيادة وأمن الدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
لكن وزير الخارجية المغربي كرر الأربعاء الاتهامات في حق طهران وقال في بيان أن “المغرب قدم أدلة دامغة ومفصلة عن دور حزب الله مع ضلوع السفارة الإيرانية في الجزائر في عمليات تدريب عسكري وتسليم أسلحة وتدريب على عمليات في المدن . وأصدر حزب الله بيانا نفى فيه هذه المزاعم والاتهامات وأضاف بيان الحزب أنه “يعتبر أنه من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة “.كما نفت إيران من خلال سفارتها بالجزائر هذه الادعاءات، واصفها بالباطلة. وسبق أن قطع المغرب علاقاته بايران مطلع 2009، منتقدا بشكل خاص نشاطا دينيا لطهران في المملكة، قبل أن يعيدها في 2014
الجزائر ترفض إقحامها
لا تنظر الجزائر بعين من الرضا إلى النزاع الذي يريد المغرب أن يجرها إليه. وبحسب الخبراء فإن المغرب وجد نفسه محاصرا بقرار مجلس الأمن القاضي بضرورة إنهاء الصراع مع الجمهورية العربية الصحراوية .
ولم تجد الرباط من سبيل آخر لتحويل الأنظار، إلا “العدو الإيراني المشترك” للولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج وإقحام الجزائر في النزاع من جهة ثانية، لعل ملف الصحراء الغربية قد يعرف توجيها آخر.
واختارت المغرب إيران كعدو مشترك بوجود تعبئة عالمية ضده حاليًا، ووجود أطراف كثيرة تؤيد هذا المطلب وفي مقدمتها الجامعة العربية . وانتقد محللون دوليون حجة المغرب لتوريط الجزائر مع حزب الله وإيران واعتبروها واهية وغير مقنعة بحكم انشغال إيران في سوريا والعراق ولبنان واستعداداتها لصدامات قد تكون محتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج . وتكهن خبراء برغبة مغربية في دمج جبهة البوليزاريو وحزب الله وإيران لتوقيف عملية السلام في الصحراء الغربية، بعد إقرار مجلس الأمن بضرورة جلوس المغرب والبوليزاريو إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، لذلك فمن مصلحة المغرب أن تصنف البوليزاريو كمنظمة إرهابية إلى جانب المغضوب عليهم.
رفيقة معريش