الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / أكبر تحدي أمامهم هو النجاح في الإلتزام بالتدابير الوقائية من كورونا:
الجزائريون يحضرون لعيد أضحى “استثنائي”

أكبر تحدي أمامهم هو النجاح في الإلتزام بالتدابير الوقائية من كورونا:
الجزائريون يحضرون لعيد أضحى “استثنائي”

ما يزال الجزائريون يصنعون التحدي من خلال الهبات التضامنية التي تزامنت مع عيد الأضحى المبارك، بحيث توجهوا لتحضير “عيد استثنائي” من خلال شراء الأضاحي بطريقة مباشرة أو عن بعد، وصنع الحلويات وتنظيف البيوت وطلائها، وبدورها تراهن الحكومة على أن العيد سيمر بسلامة من خلال الإجراءات الاحترازية التي وضعتها للتصدي لجائحة كورونا، ويعد عيد الأضحى أكبر تحدي أمام الجزائريين حيث سيبرهنون من خلاله على مدى التزامهم واحترامهم للإجراءات الوقائية للتمكن من تجاوز أزمة “كورونا”.

تحضيرات استثنائية لعيد استثنائي
انهمكت معظم العائلات الجزائرية في التحضير للعيد الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، وذلك من خلال تجديد الأواني، وتنظيف البيوت وطلائها لاستبقال عيد الأضحى في أبهى صورة، ولم تمنعهم جائحة كورونا من التحضير للعيد حيث يؤكد الجزائريون في كل مرة على تضامنهم وقوتهم وقت الشدائد وبأنهم قادرون على التصدي لكل العراقيل التي تواجههم بما فيها أزمة فيروس كوفيد 19.

العيد لا يخلو من “الحلويات”
تتسابق العائلات الجزائرية لتحضير الحلويات بشتى أنوعها تحسبا لعيد الأضحى المبارك بغض النظر عن الأزمة الصحية، وذلك لكسر الجمود وحاجز الخوف الذي طغى على حياتهم اليومية بسبب تفشي وباء كورونا، ويفضل البعض طهي الحلويات التقليدية والتي تكون عادة عروس المائدة على غرار “المقروط” و”الرفيس” و “حلوة الطابع” و”قريوشة”، في حين تتفنن نسوة أخريات في تحضير الحلويات العصرية، ويقمن بتبادل الوصفات التي غزت مواقع التواصل الإجتماعي، لتكون إضافة لنكهة العيد.
هذا ولم تمنح أغلب العائلات الجزائرية أهمية كبيرة لملابس العيد على غرار ما كان عليه الأمر في السابق، ويعود السبب في ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية بسبب الأزمة الصحية، في حين أن منهم من هو ميسور الحال إلا أن هاجس “عدوى كورونا” منعهم من التوجه للأسواق.

هؤلاء سيراقبون بيع وذبح الأضاحي
في حين تراهن الحكومة على إنجاح عيد الأضحى المبارك من خلال الإمكانيات الهائلة التي سخرتها، لحماية المواطنين من عدوى جائحة كورونا، وليكون عيدا كغيره من الأعياد للتغافر والنحر في إطار التضامن بين الجزائريين، ومن هذا المنطلق جندت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ما يفوق الـ 2.000 بيطري في إطار آلية التأطير الصحي البيطري لنقاط البيع المرخصة وهياكل الذبح المعتمدة خلال فترة العيد الأضحى.
كما سيساهم البياطرة، بالتعاون مع كل المصالح الأخرى، في احترام التدابير الوقائية المقررة في إطار مكافحة جائحة كوفيد-19 حيث سيوفرون كذلك الكمامات، وهذا حسب قدرتهم، من أجل حماية المواطنين الذين لا يرتدونها.

بولنوار: “رغم عدم استقرار الأسعار هذا الأسبوع هناك وفرة في المنتوجات”
كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أن هذا الأسبوع الذي يفصل عن حلول عيد الأضحى المبارك، “سيشهد فيه السوق عدم استقرار في أسعار الخضر والفواكه”، موضحا أن “الأسعار لم تحدد بعد بسبب الظروف الخاصة جراء وباء فيروس كورونا الذي قبل موازين عمل التجار والفلاحين”.
وأضاف الحاج الطاهر بولنوار بخصوص شق الوفرة، أنه “ستكون هناك مداومة لتحقيق الطلب من مخابز رغم نقص الطلب عن هذه المادة منذ بداية جائحة الوباء”، كما طمأن بوجود مداومة لبيع الخضر والفواكه، مسترسلا بالقول “لكن نتوقع عدم استقرار في الأيام الثلاثة القليلة المقبلة”.
وفي سياق متصل، جددت هذا الأسبوع وزارة الفلاحة و التنمية الريفية تأكيدها على وفرة المنتوجات الفلاحية بالأسواق لاسيما خلال عيد الأضحى المبارك وطوال السنة، مشيرة إلى كثرة العرض على الخضر والفواكه الموسمية بالرغم من جائحة كوفيد-19.
هذا وتشهد الأسواق على مستوى مختلف ولايات الوطن هذه الأيام ارتفاعا محسوسا في أسعار الخضر والفواكه، مع العد التنازلي لاقتراب عيد الأضحى المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أسبوع يعود سيناريو ارتفاع أسعار الخضر والفواكه الذي يتكرر في كل عيد أو مناسبة دينية رغم الوباء، ولم يجد الفلاحون حجة سوى نقص العرض ووفرة الإنتاج بسبب توقف العديد من الفلاحين إثر الجائحة.
وفي شق آخر، كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين عن وجود ما يقارب 4 ملاين رأس غنم مخصصة لعيد الأضحى خلال هذه السنة، مؤكدا أنه عدد هائل وكاف ومتوفر بأسعار معقولة، تتراوح بين 4 و 5.5 مليون سنتيم، موضحا أن نقاط البيع وكيفية تنظيمها يلعب دورا في التحكم في سعر أضاحي العيد، خصوصا وأنه “تقرر غلق العديد من أسواق المواشي بسبب عدم احترام الإجراءات الاحترازية في نقاط البيع”.
وفي ذات الصدد، قال بولنوار، إن “الوضع الحالي الذي تمر به البلاد يصعب من تسويق الأضاحي وتنظيم نقاط البيع وطرق تسويقها بالنسبة للموالين والزبائن”، مبرزا أنه “رغم كل هذه الصعوبات إلا أن الطلب ارتفع على الأضاحي خاصة في هذا الأسبوع، فالكثير من العائلات تبحث عن اقتناء أضحية الذي يعد سنة مفروضة لمن استطاع”.

قوراية: “لا تتركوا الأطفال يتجولون عشوائيا يومي العيد”
من جانبه، دعا المختص في علم النفس، أحمد قوراية، الآباء لاستغلال مناسبة عيد الأضحى لإبراز العادات والتقاليد المتأصلة، لزرع الغبطة والفرح في نفوس الأطفال ولإبعادهم عن “الاختلاط بالأخر” من خلال الخروج للشارع وذلك لتفادي إلتقاط عدوى كورونا.
وأوضح قوراية في تصريح لـ” الجزائر” بالقول: “فيما يتعلق بأطفالنا الذين هم فلذة أكبادنا، علينا أن نفهمهم أن الحياة هبة من الله وعليه يجب الحفاظ عليها”، داعيا إلى عدم ترك الأطفال يتجولون في الشوارع حين قال: “لا نتركهم يتجولون بصورة عشوائية يومي العيد”.
وأكد البروفيسور: “لنزرع ثقافة المواطنة في نفوس أطفالنا ولنصقل عقلهم الصغير على الأمور الجادة ونعيدهم للمستقبل بشكل أمن، ولنقل لهم أن القادم أجمل وسوف تنفرج الأزمة وسنعود إلى حياتنا الطبيعية في القريب العاجل”.
هذا وشدد قوراية بالقول: “على الآباء أن يستغلوا هذه المناسبة لإبراز العادات والتقاليد المتأصلة في موروثنا الشعبي، في هكذا مناسبات، حتى نشعرهم بنوع من الغبطة والفرح، فلا ينشغلون بأمور أخرى كالخروج إلى الشارع والاختلاط بالأخر قد يكون حاملا للفيروس وبالتالي العودة إلى الصفر”.
وأضاف محدثنا: “أضحى فيروس كورونا في هرم قائمة الأوبئة التي ترعب المجتمع الإنساني”، ودعا بالمناسبة للإلتزام بالإجراءات الوقائية وبالتالي “لا يعرض نفسه وأفراد أسرته ومحيطه الاجتماعي من أخطار العدوى بهذا الفيروس الذي يتهدد حياتنا في كل حين”.
وتابع قوراية: “نحن نعيش نفحات العشرة من ذي الحجة، وستحل علينا شعيرة من شعائر الله وهي يوم عيد ويوم الحج الأكبر، والتي ينبغي علينا إظهارها والإكثار من ذكر الله، والالتزام بكل وسائل الوقاية من هذه الجائحة من تباعد اجتماعي الذي يعد أكبر ضرورة لابد التقيد بها”، ولفت بالقول: “لنكن إيجابيين في هذه الحياة ونزرع بذور الأمل لنحصد ثمار المحبة والصحة، لنؤسس لحياة أفضل من خلال التقيد بكل الأدوات التي ترشدنا إلى السلامة حفاظا على الأبدان والأرواح، ولنقوم بنحر أضحيتنا في مكان أمن، وبعيدا عن التجمعات، حتى نضع الحد لانتشار هذا الفيروس اللعين”.

منحة العيد غائبة في أغلب القطاعات
قررت العديد من المؤسسات الاقتصادية والخدماتية إلغاء منحة العيد، حيث كبح الوباء ميزانية المالية المخصصة للمؤسسات بسبب توفق العمل بسب جائحة وباء فيروس كوفيد 19، والظروف التي تمر بها البلاد كبدت خسائر مالية معتبرة نجم عنها التراجع عن تقديم المنح في الكثير من القطاعات.
كما تذمر العمال لتأخر صب رواتبهم في كثير من المؤسسات ذات الدخل الضعيف، ولم يجدوا إلى الأضحية سبيلا خاصة العاملين في القطاع الخاص، حيث جاءت ردود الجزائريين متفاوتة بين من قبلوا إلغاء منحة العيد، ومن تأسفوا لمن لم تطالهم هذه الامتيازات.
ووجد الجزائريون مواقع التواصل الاجتماعي منبرا للكشف عن مشاكلهم منذ بداية وباء كورونا الذي خلف خسائر للتجار والمؤسسات، كما عبر بعض وراد المواقع على تحسرهم الكبير لفقدانهم المنحة التي كانت تنقص عنهم عدة أعباء، فيما اعتبر البعض أن التمييز في المنحة أمر غير مقبول في هذه الظروف، واقترحوا تقديمها تضامنا للعائلات المعوزة أو مد يد المساعدة للقطاعات التي تتقاضى أجورا ضئيلة.

بياطرة من مختلف الولايات لمراقبة ذبح الأضاحي
أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن أزيد من 2.000 بيطري مجندون في إطار آلية التأطير الصحي البيطري لنقاط البيع المرخصة وهياكل الذبح المعتمدة خلال فترة العيد الأضحى لمراقبة ولمتابعة العملية، وذلك حسب آخر بيان للوزارة الذي أوضحت أنه في إطار الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وضعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية آلية تأطير صحي وبيطري خلال فترة العيد على مستوى نقاط البيع المرخصة.
وكشفت الوزارة عن تجنيد البياطرة للمساهمة بالتعاون مع كل المصالح الأخرى، لتوفير هياكل الذبح المعتمدة في مختلف ولايات الوطن، مشددة أنها ستكون مفتوحة على مستوى القطر الوطني شريطة احترام التدابير الوقاية المقررة في إطار مكافحة جائحة كوفيد-19، كما سيوفرون كذلك الكمامات، وهذا حسب قدرتهم، من أجل حماية المواطنين الذين لا يرتدونها.

جمعيات خيرية لتوزيع الأضاحي على العائلات المعوزة
وفي الشق الإنساني تتسارع جمعيات الخيرية في تكثيف الحملات التضامنية، حيث تضاعفت الأنشطة التضامنية لفائدة العائلات المعوزة مع اقتراب عيد الأضحى لتوزيع أضاحي العيد ومؤونة للأسر المعوزة، وانطلقت عمليات جمع الهبات لشراء أضاحي العيد من طرف الجمعيات الخيرية في مختلف البلديات.
وفي سياق متصل، تشرع في هذا الأسبوع الكثير من الجمعيات التي أطلقت حملتها الواسع من مواقع تواصل الاجتماعي ولاقت استجاب كبيرة عبر مختلف البلديات من التضامن لمساعدة العائلات الفقيرة حتى تتمكن من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك الذي فقد نكته بسبب الظرف الصحي الاستثنائي.
وجددت الجمعيات الخيرية دعواتها للمساهمة في تجسيد مشروع أضحية العيد لفائدة العائلات المعوزة في المجتمع الذي أبدى روح التضامن والتآزر في الظرف الذي يستوجب التلاحم، ومن بين هذه العمليات التضامنية مبادرة جمعية كافل اليتيم “أضحية العيد” لجمع الهبات لشراء ما لا يقل عن 32 أضحية سيتم توزيعها على العائلات المعوزة، وكذلك فروع الكشافة الإسلامية الجزائرية التي ترمي إلى جمع 45 أضحية لفائدة العائلات ذات الدخل الضعيف وغيرها من الجمعيات الموزعة في مختلف ولايات الوطن.
هذا وتتواصل الحملات التضامنية لتوزيع أضاحي العيد إلى غاية الخميس المقبل، عشية عيد الأضحى على أمل بلوغ الهدف المرجو وإسعاد العائلات الجزائرية ذات الدخل المنعدم خصوصا في ظل الوباء.
أميرة أمكيدش/ خديجة قدوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super