كشفت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، أن ما يقارب 2.8 مليون خبزة أو أكثر تتلف وترمى في الحاويات بشكل يومي.
ودعت المنظمة، في تقرير نشرته عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك تحت شعار “لا للتبذير” والذي يندرج في إطار الحملة الوطنية للحد من تبذير الخبز، إلى اقتناء ما يكفيهم من هذه المادة.
وأكدت منظمة المستهلك أن كميات هائلة من الخبز ترمى بشكل يومي في الحاويات، وأوضحت أن الحل الوحيد للحد من هذه الظاهرة هو ترشيد الاستهلاك اليومي ونشر هذه الثقافة لدى المستهلك.
وشددت على أن مكافحة ظاهرة تبذير الخبز والأطعمة مسؤولية وطنية تتم من خلال ترشيد النفقات وحسن التسوق، حيث دعت إلى حفظ الخبز الفائض في المجمد أو استهلاكه في اليوم الموالي.
وأجمع المشاركون في الحملة التحسيسية من جمعية حماية المستهلك وأعوان الرقابة التجارية وحتى بعض المواطنين على أنّ المطاعم الجماعية هي أكثر حلقة تشارك في تبذير مادة الخبز بشكل رهيب جدا، وعليه ركزت الأنشطة التوعوية على المدارس والروضات ومراكز التكوين المهني وبعض محلات الإطعام التي تعرف استقطابا كبيرا للزبائن سواء من خلال النشاطات التربوية والثقافية في الساحات العمومية والقاعات المغلقة أو من خلال التوعية المباشرة بالتنقل إلى تلك المؤسسات والحديث إلى القائمين عليها والمتواجدين فيها.
إطلاق حملة تحسيسية لمكافحة ظاهرة تبذير الخبز
هذا وأعدت وزارة التجارة خارطة طريق خاصة بالأعمال التحسيسية والإعلامية التي ستتم مباشرتها خلال سنة 2020 من أجل مكافحة ظاهرة تبذير الخبز.
وأفادت الوزارة في بيان نشرته سابقا، أن هذا المشروع يهدف إلى لفت انتباه الجمهور العريض حول هذه الظاهرة ورهاناتها الإقتصادية والإجتماعية والبيئية وكذا حول تعميم طرق مكافحة التبذير (حفظ الخبز واستعمال بقاياه…).
وترتكز هذه الحملة على شراكات مع الجمعيات المهنية (الاتحاد العام للتجار الجزائريين والجمعية الوطنية للتجار والحرفيين وجمعيات الخبازين…) والمستهلكين الذين سيعتمدون نفس الرسائل والنصائح الموجهة للجمهور وخطة اتصال تتضمن خطب يوم الجمعة وتوزيع مطويات ووضع ملصقات ونشر رسائل قصيرة لدى المتعاملين الثلاثة في الهاتف النقال وحملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام، استنادا إلى نفس البيان.
كما سيتم بهذه المناسبة تنظيم معارض ومسابقات رسم حول هذه الظاهرة إضافة إلى تحقيقات حول الموضوع.
ويهدف هذا المشروع أيضا إلى تسليط الضوء حول كمية الخبر المبذر من خلال دعوة سكان حي شعبي إلى وضع الخبز المبذر طيلة أسبوع في مكان مخصص لهذا الغرض.
وسيتم أيضا اقتراح أطباق مجهزة بالخبز المسترجع في إطار هذه الحملة لإظهار كيفية تقليص هذه الظاهرة بشكل ملموس علما أن “لخبز لا يعد فقط المنتوج الأكثر استهلاكا في الجزائر بل الأكثر تبذيرا أيضا”.
من جهة أخرى، تقترح خارطة الطريق لوزارة التجارة تأسيس يوم وطني للخبز الهدف منه التعريف بمهنة الخباز وإبراز دوره في مكافحة التبذير.
كما أطلقت الحكومة اجراءات جديدة للتخفيف من ظاهرة تبذير الخبز، وذلك بتشجيع استهلاك الخبز الكامل واستعمال الأكياس الورقية بدل البلاستيكية وهو ما لقي ترحيبا في اوساط المستهلكين.
وتهدف الحكومة بهذه الحملة التحسيسية إلى الحفاظ على صحة المواطنين وانقاذ الاقتصاد الوطني من تبذير الخبز الذي بلغ حدود اللامعقول .
من جهته أكد عبد الله بن حلّة مدير التجارة لولاية الجزائر في تصريح للمصادر اعلامية ، أنّه إلى غاية 31 جانفي الماضي وزعت مصالحة ما يعادل 150 ألف كيس ورقي، لتستقبل المصالح ذاتها حصّة إضافية من قبل أحد المنتجين الخواص ناهزت في مجملها 50 ألف كيس ورقي يجري توزيعها على مخابز الولاية، لتصل بذلك النسبة الإجمالية إلى 200 ألف كيس ورقي على أن تعزز لاحقا بكميات إضافية من قبل متعاملين في هذا المجال ضمن برنامج سنوي للكيس الورقي سواء بمساهمة الخواص أو العموميية
وأشار المتحدث إلى الانعكاسات الخطيرة والقاتلة للكيس البلاستيكي عند ملامسته لمادة الخبز، داعيا المواطنين والمهنيين إلى التقليل قدر المستطاع من استعمال الكيس البلاستيكي.
وبخصوص آليات إدراج الكيس الورقي في المخابز نظرا لتكلفته المرتفعة ومطالب بعض الخبازين إما بالدعم أو رفع تسعيرة الخبز قال بن حلة “الخباز اليوم يطالب برفع التسعيرة.. نحن لا نبحث عن هذا بل نبحث عن آليات النجاعة لهذه العملية وأن يتخلى المواطن عن الكيس البلاستيكي بأي وسيلة كانت”، متسائلا “ما الذي يمنع المواطن اليوم عند توجهه إلى المخبزة أن يستعمل الكيس القماشي كخطوة مقللة نوعا ما من الاستعمال المتزايد للبلاستيك..”.
وأضاف “العملية التحسيسية متواصلة..لا نستطيع التنبؤ بمخرجاتها الآن ولكن مع نهاية شهر فيفري أو الثلاثي الأول من العام الجاري سنقف على المعطيات ونعد التقارير التي نرفعها للوزارة للنظر في الأمر”.