أكدت الجزائر التزامها بالانضمام جماعيا إلى مسعى تناسقي من أجل التكفل بالأسباب العميقة المؤدية إلى تدفق الهجرة في القارة الإفريقية، و أن الإستراتيجية التي يجب إتباعها لا يجب أن تنحصر في البعد الاجتماعي و الاقتصادي بل تشمل أيضا البعد السياسي، في الوقت الذي توصل فيه القادة الاوروبيين خلال اجتماع أمس إلى اتفاقات حول هذه المسالة و صفت بانها”تسوية جيدة” و”تكافل بين دول الاتحاد”.
وجددت الجزائر على لسان الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، نور الدين عيادي، الذي يقود وفدا جزائريا في الدورة الـ 33 للمجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الإفريقي، في العاصمة الموريتانية تحسبا للقمة الـ 32 لرؤساء الدول و الحكومات الإفريقية، خلال تدخله حول دراسة الوضعية الإنسانية في إفريقيا، التزامها بالانضمام “جماعيا إلى مسعى تناسقي من أجل التكفل بالأسباب العميقة المؤدية إلى تدفق الهجرة التي تعرفها القارة الإفريقية”.
وأشار إلى أن “هذه الآفة ما فتئت تتفاقم جراء النزاعات و الأزمات في إفريقيا” معتبرا أن “الإستراتيجية التي ينبغي تبنيها لا يجب أن تنحصر في بعدها الاجتماعي و الاقتصادي بل يجب أن تندرج في منظور أوسع يشمل البعد السياسي”.
هذا و قد أعلنت الجزائر على لسان وزير الخارجية عبد القادر مساهل الأربعاء الماضي ، رفض فكرة إقامة مراكز استقبال على أراضيها وفرز المهاجرين الذين يقطعون مسافات طويلة عبر الصحراء على أمل عبور المتوسط، حيث قال مساهل في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية: “من المستبعد جدا أن تفتح الجزائر مراكز لإيواء واستقبال المهاجرين على أراضيها. نحن نعاني أصلا من نفس المشكلة ونعمل على إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أراضينا وفق الاتفاقات التي تربطنا مع بلدانهم الأصلية ووفق النصوص والمواثيق الدولية”، مضيفا “أنا لا أهتم بما يقوم به الأوروبيون في هذا المجال… هذه مشكلتهم. أعتقد أن لديهم الإمكانيات المادية والذكاء الكافي لمجابهة هذه المشكلة”.
من جانبهم توصل قادة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول الهجرة فجر أمس، خلال قمة في بروكسل شهدت توترا وخلافا مع ايطاليا التي طالبت شركائها بالتزامات محددة حول استقبال المهاجرين.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على تويتر أن “قادة دول الاتحاد الأوروبي ال28 اتفقوا على خلاصات القمة بما في ذلك الهجرة”، وذلك في أعقاب محادثات ماراتونية بدأت في مساء أول أمس الخميس.
ولم يتم تحديد تفاصيل الاتفاق على الفور وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام صحافيين بان “التعاون الأوروبي هو المنتصر” ، مضيفا “لقد اتخذنا قرارا حول التكافل المنتظر منا إزاء دول الدخول الأول”، غير انه قال أيضا أن” فرنسا لن تفتح على أراضيها مراكز إيواء للمهاجرين، لأنها ليست بلد الوصول الأولي لهؤلاء المهاجرين”، مضيفا ان”الكثيرين يريدون حثنا على اتخاذ هذه الخطوة، لكنني أرفض ذلك، لأنه يجب علينا عدم إعادة النظر في مبادئ عملنا مرة تلو أخرى”.
ورحب رئيس الحكومة البولندي ماتيوش مورافيسكي قائلا “انها تسوية جيدة جدا”، مضيفا “هناك تصريحات حول اعادة ايواء (توزيع طالبي اللجوء) على أساس تطوعي وكلها على أساس التوافق”.
من جهته قال رئيس الوزراء الشعبوي الايطالي جوزيبي كونتي إن بلاده “لم تعد بمفردها”، وذلك بعد أن صّعد الضغوط على شركائه الاوروبيين مع اعتراضه تبني توصيات حتى قبل بدء النقاش المتعلق بالهجرة.
أما المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فقالت أن “أمام أوروبا الكثير من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي”، داعية إلى حلول “متعددة الأطراف” بدل إتباع الدول الأعضاء نهجا “أحاديا”.
وشملت المقترحات الايطالية الفرنسية التي كانت موضوع النقاش بين القادة الاوروبين خصوصا إقامة “مراكز مراقبة” في دول أوروبية “متطوعة” يُنقل إليها المهاجرون بعد وصولهم الى شواطئ التكتل.
ويمكن انطلاقا من هذه المراكز توزيع المهاجرين الذين يستوفون شروط التقدم بطلب للجوء على دول أوروبية أخرى أيضا متطوعة ما يلبي طلب ايطاليا ب”تقاسم مسؤولية” كل المهاجرين الواصلين إلى أوروبا.
رزيقة.خ
الرئيسية / الحدث / فيما توصلت الدول الأوروبية إلى "تسوية جيدة" للمسالة:
الجزائر تؤكد التزامها بـ “المسعى الجماعي” للتكفل بالهجرة
الجزائر تؤكد التزامها بـ “المسعى الجماعي” للتكفل بالهجرة
فيما توصلت الدول الأوروبية إلى "تسوية جيدة" للمسالة:
الوسومmain_post