جدد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج، رشيد بلادهان، التأكيد على موقف الجزائر الثابت إزاء القضية الفلسطينية، والدعم اللامشروط للشعب الفلسطيني، واعتبر أن “ما يحدث على الأراضي المحتلة أعاد كل جهود التسوية إلى نقطة الصفر“، ودعا إلى “ضرورة إعادة النظر في دور جامعة الدول العربية وبعث مسار إصلاح بها بشكل يمكنها من استعادة التضامن العربي باعتباره الضمانة الوحيدة الكفيلة بتعزيز أي جهد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني“، كما دعا “الفلسطينيين إلى التقدم في مسار المصالحة لمواجهة التحديات التي تواجههم“.
قال رشيد بلادهان، أمس، خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، بالقاهرة، خصص لبحث تطورات القضية الفلسطينية عقب إعلان ما يسمى بـ “صفقة القرن”، أن ما يحدث أعاد كل جهود التسوية إلى نقطة الصفر، وأكد على أنه من حق الشعب الفلسطيني العيش بسلام.
وأشار بلادهان أن “الوضع في الأرض المحتلة خطير”، وأن “هناك انتهاكات ممنهجة للقضية الفلسطينية العادلة”، وشدد على أن “فرض سياسة الأمر الواقع والانحياز للاحتلال لن ينجح، وأنه لا سبيل لحل القضية دون إشراك الفلسطينيين”.
ودعا كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج، رشيد بلادهان، إلى التحرك للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ، وقال في السياق ذاته: “نهيب باسم الجزائر الإخوة في فلسطين، التقدم في مسار المصالحة لمواجهة التحديات التي تواجههم”، وأضاف: “ما تمر به قضيتنا المركزية يحتم علينا النظر بجدية ومسؤولية وتقييم دور ومكانة منظمتنا الإقليمية -الجامعة العربية- في الدفاع عن حقوق الشعوب العربية وقضايا العادلة من خلال بعث مسار إصلاح هذه المنظمة بشكل يمكنها من استعادة التضامن العربي باعتباره الضمانة الوحيدة الكفيلة بتعزيز أي جهد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ودعمه وتحقيق تطلعاته بالعيش بسلام في أرضه”.
محمود عباس يؤكد رفض الفلسطينين لـ“صفقة القرن“
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أنه “رفض تسلم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام أو الرد على اتصالاته”، مشددا على أنه “لن يقبل أبدا ما جاء في هذه الخطة، وتعهد بأن لا يسجل في تاريخه أنه باع القدس”.
وقال الرئيس الفلسطيني -في كلمته خلال اللقاء الطارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن الخطة الأميركية ستعطي “منطقة المثلث بسكانها العرب لنا للتخلص منهم”، وتسعى لتمكين إسرائيل من السيطرة الأمنية الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن.
وأضاف عباس أنه كان يعرف أن ترامب سيقترح العاصمة الفلسطينية في أبو ديس، موضحا أنه رفض تسلم خطة ترامب أو تلقي اتصالاته، وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه لم يحدث أي اتصال بين السلطة الفلسطينية وبين إدارة ترامب، “لأننا لم نعد نصدقهم”.
وقال إن اللقاءات الأربعة التي جمعتهم مع ترامب “لم تثمر شيئا”، باستثناء أن ترامب بعدها بادر إلى وقف المساعدات للفلسطينيين وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وشرح عباس أن لقاء القاهرة جاء بطلب من فلسطين لإطلاع العرب على موقف السلطة الفلسطينية من الخطة الأميركية للسلام “لمنع ترسيمها كمرجعية جديدة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن بلاده تقدمت بمشروع قرار إلى الجامعة العربية لرفض الخطة، والدعوة إلى عدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن فلسطين تتوقع من جميع الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار، ليصبح قرارا بالإجماع حتى يتم التحرك بعد ذلك على شكل أوسع ضد الخطة الأميركية التي تشكل هدرا بالجملة للحقوق الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
للتذكير كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الثلاثاء الماضية، في مؤتمر صحفي بواشنطن خطته للسلام بحضور بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني المنتهية ولايته.
وتتضمن الخطة -التي رفضتها السلطة الفلسطينية وجميع فصائل المقاومة- إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
رزيقة.خ