الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / اختتام زيارة بوقادوم الثانية :
الجزائر تؤكد وقوفها الدائم إلى جانب مالي

اختتام زيارة بوقادوم الثانية :
الجزائر تؤكد وقوفها الدائم إلى جانب مالي

تؤكد الجزائر في كل مرة أنها تقف إلى جانب مالي في أزماتها، وتعتبر أن استقرار هذا البلد من استقرارها، وهو ما تعكسه الزيارات الدبلوماسية التي يقودها وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم و لقاءاته المتتالية مع مختلف المسؤولين والفاعلين الماليين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، إضافة إلى تأكيدات السلطات العليا في البلاد في كل مرة على مرافقة الجزائر لهذا البلد وإيصاله إلى بر الأمان، وعلى رأسها تأكيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأخير، الذي قال فيه “أن 90 بالمائة من حل الأزمة بهذا البلد سيكون جزائريا”.
تواصل الجزائر مساعيها وجهودها الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة التي يعشها مالي، فهذا البلد الذي عانى من ويلات الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية التي زادت الأوضاع تدهورا، والتي قادت في الأخير إلى حدوث انقلاب على الرئيس، ابراهيم أبو بكر كيتا، رأت الجزائر التي ترفض حل الانقلابات، أنه لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يعانيه هذا البلد، وجاءت تحركاتها سريعة، فقد كانت أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى لمالي بعد حادثة الإطاحة بالرئيس كايتا، لوزير الخارجية صبري بوقادوم، والذي التقى خلالها بالمسؤولين العسكريين، واستمرت المحادثات، كما استمرت الزيارات، حيث قام بوقادوم وفي ظرف أقل من شهر بزيارة ثانية لمالي أول أمس، التقى خلالها مختلف المسؤولين والفاعلين في مالي، وأكد خلالها اهتمام الجزائر بأمن واستقرار مالي.

المحلل السياسي، بشير شايب:
“الجزائر دائما ولا تزال الوسيط الحصري الموثوق به لحل النزاع في مالي”
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، ورئيس تحرير المجلة الإفريقية للعلوم السياسية، بشير شايب، أن الجزائر ومنذ ثمانينات القرن الماضي وهي تلعب دور الوسيط الحصري الموثوق به بالنسبة لمالي خلال الأزمات التي مر بها، وهي اليوم لا تزال الجانب الموثوق بالنسبة للماليين، ويرى أن حل الأزمة بهذا البلد يكون بالتعاون بين الجزائر ومجموعة دول “الاكواس” –المجموعة الاقتصادية لدول غرب افرقيا-فكلاهما ليدهما نظرة مشركة .
وأوضح شايب أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، أن “الجزائر ساهمت منذ سنوات طويلة في إيجاد حلول للأزمات والنزاعات في مالي ، كما كانت دائما الوسيط الحصري الموثوق به الذي طالما تدخل كلما كان هناك نزاع في هذا البلد، وساهمت كثيرا في بلورة الكثير من الحلول بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد”.
ويرى المحلل السياسي أن الثقة التي اكتسبتها الجزائر على مدار سنوات والاتفاقيات التي كانت هي الوسيط في توقيعها، جعلت منها مرجعية، وهو ما يعكس العلاقة بين الجزائر ومختلف الأطراف في مالي .
ويقول شايب أن الحل الجزائري للأزمة في مالي يكون بالتعاون مع منظمة “الإكواس” فهما لديهما نفس الرؤية لحل الأزمة، كما أن الاشتراطات التي وضعتها “الإكواس” تقريبا هي نفسها اشتراطات الجزائر من تشكيل حكومة، و العودة إلى المسار السياسي الديمقراطي .
وفي رده على سؤال حول تعامل الجزائر مع “الانقلابيين”، في الوقت الذي ترفض مثلها مثل الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالانقلاب العسكرية التي تحدث في افر قيا، قال شايب أن الجزائر صحيح لا تتعامل مع الانقلابيين لكنها في الوقت ذاته لا يمكنها أن تمنع نفسها من أن تساعدهم للعودة للمسار الصحيح الديمقراطي و العودة إلى كلمة الشعب، وهي في تعاملها لا تمشي وفق قاعدة “سلم الآن” إنما تمنح الوقت لمدة 6 أشهر أو أكثر للعودة للمسار الصحيح، و في هذه الفترة لا تسمح لنفسها بأن تنأى عن الأزمة في هذا البلد، فمن غير الممكن أن تقوم الجزائر أو الدول الأخرى من قطع العلاقات أو غلق الحدود مع دولة فيها انقلاب و حرب أهلية و نزاعات كمالي و عدم التعاطي معها، و قال إن علاقة الجزائر مع مالي لا تنحصر فقط في التعاون السياسي و العسكري، بل في الجانب الإنساني ومنح قروض ومنح، كما أن مالي تحتاج لمرافقة سياسية من الجزائر باعتبارها دولة جوار إضافة إلى أنهما يتقاسمان العبء الأكبر لنتائج الوضع الأمني المتردي في الساحل.
للتذكير كان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أكد أول أمس، خلال الندوة اللقاء مع الصحافة الوطنية بخصوص الأزمة في مالي، أن الجزائر تتابع عن كثب ما يجري في هذا البلد، وتتواصل معها بشكل مستمر، معربا عن أمله في “أن تكون الفترة الانتقالية مقلصة إلى أدنى حد وأن يكون على رأس الدولة شخصية مدنية حتى نشارك في إيجاد الحل بهذه الدولة”.
وأضاف في هذا الجانب “أن الجزائر لم تتحادث ولم تتشاور مع أي طرف دولي خارجي بخصوص هذه المسألة”، مؤكدا “أن 90 بالمائة من الحل المالي جزائري ونؤكد أنه ليس هناك حل بشمال مالي سوى بالرجوع إلى الاتفاق الذي احتضنته الجزائر وكذا الشرعية الدستورية بهذا البلد”.
من جانبه، كان وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم قد أجرى أول أمس، بباماكو سلسلة من المحادثات مع عدة فاعلين ماليين دارت أساسا حول الوضع في مالي، حيث تحادث مع الوزير الأول السابق لجمهورية مالي سومايلو بوباي مايغا وكذا الذهبي ولد سيدي محمد الوزير السابق ورئيس اللجنة المكلفة بنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج لاتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر وأيضا سيدي إبراهيم ولد سيداتي رئيس وفد تنسيقية حركات الأزواد بلجنة متابعة اتفاق الجزائر التي ترأسها الجزائر”.
كما تحادث بوقادوم مع “فاعلين سياسيين ماليين آخرين لاسيما الإمام محمود ديكو قائد حركة أم5 ورئيس حزب “التوافق من أجل تطوير مالي” حسيني أميون غيندو”.
وقد أشاد الفاعلون الماليون بـ”دور الجزائر في المنطقة وبالتزامها الثابت إزاء مالي وشعبها وأعربوا عن تقديرهم للتضامن الفاعل الذي لطالما أبدته الجزائر إزاء هذا البلد الشقيق والجار”.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super