كشفت أمس الاثنين لجنة الثقافة والاتصال والسياحة بالمجلس الشعبي الوطني، أن مداخيل قطاع السياحة بالجزائر لا تتعدى عتبة النصف مليار دولار سنويا، وهو عائد ضئيل مقارنة بإجمالي المداخيل قطاعات أخرى، مؤكدة أن هذه الوضعية تدعو الجزائر إلى البحث عن حلول قادرة على ترقية القطاع لاسيما وأنه يزخر بإمكانيات هائلة. وخلال اليوم البرلماني الذي نظمته حول “السياحة في الجزائر ..البديل الواعد ” بقبة زيغود يوسف بالعاصمة، بحضور رئيس المجلس السعيد بوحجة، وزير السياحة عبد القادر بن مسعود، وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بالإضافة إلى ثلة من البرلمانيين وسفراء دول، أكد رئيس لجنة الثقافة والاتصال والسياحة بالمجلس الشعبي الوطني نادري لخضر التزام اللجنة بمتابعة وتقييم السياسات العامة تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزير بوتفليقة عبر مخطط عمل الحكومة الذي أكد ضرورة تطوير قطاع السياحة والصناعات التقليدية كدافع أساسي للحفاظ على حركية النمو والتنمية خارج المحروقات، مبرزا ان البرلمان حلقة مهمة في ترقية المقاربة السياحية في الجزائر سواء بتحيين الإطار القانوني أو تقريب مختلف الجهات المعنية في سبيل إشراكها في مواجهة التحديات التي يواجها القطاع الذي لا تتعدى مداخيله عتبة نصف مليار دولار سنويا وهو ما يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي إيرادات الدولة مما يجعلنا نبحث عن السبل الكفيلة لترقية القطاع بخطى ثابت ومدروسة وحتما ستكون لها انعكاسات ايجابية على جميع الاصعدة.
وحسب ذات المتحدث، فقد اعتمدت الجزائر على تفعيل الاستراتيجية الوطنية التي يتوقع أن تكون لها انعكاسات إيجابية على الداخل كالمساهمة في رفع معدل النمو الاقتصادي وتقليص نسبة البطالة وجلب العملة الصعبة، وعلى الخارج من خلال تعزيز وجهة الجزائر والتعرف بتنوعها وثرائها الثقافي.
وبما أن القطاع السياحي اليوم يعتبر بمثابة محرك للتنمية المستدامة – يضيف- فهو يشكل دعما للنمو الاقتصادي ومصدر لخلق الثروات ومناصب الشغل والمداخيل المستدامة لاسيما على المستوى المحلي، فإن الجزائر أولت أهمية كبيرة لهذا القطاع اعتمادا على ما بنته أو ورثته من القدرات التراثية والحضارية والبشرية ومن المكتسبات الطبيعية الموروثة والمشيدة، وذلك عن طريق التأطير الملموس للإنطلاقة القوية للسياحة الوطنية وتحويل الجزائر من بلد مصدر إلى بلد مستقبل للسواح، وهذا المسعى يترجمه المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية في آفاق 2030، الذي يعد إطارا مرجعيا لرؤية بعيدة المدى لتسييح الجزائر كما يعد مفهوما جديدا لتنمية السياحة الوطنية.
رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة:
موقع الجزائر يجعلها وجهة سياحية بامتياز
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، أنه بإمكان الجزائر التي تتمتع عالميا بالموقع الجغرافي الاستثنائي وبالتنوع الكبير في خصوصياتها المحلية وبالتراث الثقافي والرصيد الطبيعي ان تصبح وجهة سياحية بامتياز.
وفي الكلمة التي القاها بمقر المجلس الشعبي الوطني حول موضوع ” السياحة في الجزائر..البديل الواعد”، اكد بوحجة ان فطاع السياحة اضحى واحدا من اقوى المقاليد التي يتحقق بفضلها التحول الاجتماعي والنمو الاقتصادي بالاضافة الى انه ذو بعد انساني، يتداخل فيه انتاج الخدمات السياحية مع مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والبيئية.
واردف بالقول ان التنمية الوطنية لا تقاس بالوفرة المالية ولا باستيراد الخبرة مقابل تصدير المواد الاولية، بل ان الاقتصاد يرتكز على تنوع مصادر الثروة، خاصة وان الجزائر تزخر بامكانات ضخمة من هذه المصادر، ومنها السياحة، التي تمثل بمواردها المتنوعة والمتجددة، اداة مثلى لتجسيد الاهداف المتوخاة في اثراء موارد الدخل الوطني، حيث يعول عليها للمساهمة في تعزيز النمو وتنويع الاقتصاد.
ودعا رئيس المجلس الشعبي الوطني الى جعل الاقتصاد الوطني يعزز شموليته، باعتبار السياحة عضوا منها وفي حاجة ماسة اليها، من منطلق ان كل القطاعات الاستثمارية ذات اولوية، لما تساهم في التنوع الاقتصادي وتطوير الصادرات خارج المحروقات واستحداث مناصب شغل دائمة.
وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد القادر بن مسعود:
الترويج للسياحة ليس مسؤولية الحكومة وحدها
شدد وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود على تعزيز الشراكة والتعاون للنهوض بقطاع السياحة، خاصة وأن النموذج الاقتصادي الجديد الذي أقرته الحكومة في إطار السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تضع السياحة ضمن القطاعات الإستراتيجية التي يعول عليها للنهوض بالاقتصاد الوطني خارج المحروقات.
ورافع الوزير من أجل تشجيع الاستثمار في مجال السياحة وضمان التكوين وذلك للاستجابة لمتطلبات هذا المجال لترقية وجهة الجزائر، موضحا ان تشجيع ومرافقة حاملي المشاريع في قطاع السياحة من شأنه أن يجعل الوجهة الجزائرية إنتاجا سياحيا بامتياز.
و شدد بن مسعود على ضرورة الترويج لوجهة الجزائر وتشجيع الأجانب الى القدوم لاكتشاف الجزائر القارة التي تتميز بتنوع سياحي و ثقافي متميز خاصة و انها تتمتع بالسلم والسلام.
كما أبرز الوزير بالمناسبة أهمية تعزيز الاستثمار السياحي من أجل توسيع مرافق الايواء لاستقبال السياح وتوفير مناصب شغل لامتصاص البطالة والتكفل بالتنوع السياحي المتوفر في كل مناطق الوطن مع تعزيز السياحة الصحراوية وترقية الموروث الثقافي والحضاري لاستقطاب السياح من داخل الوطن وخارجه، مركزا على ضرورة ترقية الصناعة التقليدية وجعلها تساهم في تحقيق الثروة المستدامة وخلق مناصب شغل مستدامة، مشيرا إلى أن هذا القطاع ساهم لحد الآن في خلق 900 ألف منصب شغل.
وقد اقيم بالمناسبة، معرض للصناعات التقليدية والحرف ومعرض آخر للمؤسسات السياحية وبعض المنتوجات الثقافية.
نسرين محفوف