أفاد سفير الجزائر ببروكسل عمار بلاني أن إنشاء لجنة برلمانية مختلطة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي يشكل فرصة ممتازة وأداة إضافية من أجل تعزيز ودعم الشراكة و الحوار السياسي بين الجزائر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي وبوجه الخصوص البرلمان الأوروبي، وتأتي هذه التصريحات بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الطرفين بسبب الفيديو الشهير الذي بثته الصحفية ليلى حداد من مقر البرلمان الأوروبي.
ذكر سفير الجزائر ببلجيكا وممثلها بالاتحاد الأوروبي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية في ذات المناسبة بالطابع ” الاستراتيجي ومتعدد الأبعاد ” للشراكة بين الجزائر والاتحاد الاوروبي، مؤكدا أن ” العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي تتطور بمستويات عالية وفي مختلف الميادين “، ومشيدا في نفس الوقت ” بالتزام الطرفين من أجل إنشاء هذه اللجنة “.وتتكون اللجنة البرلمانية المشتركة من 26 عضو 13 برلماني جزائري و 13 برلماني أوروبي. وعلاوة على الرؤساء المشتركين، يضم مكتب اللجنة نائبي رئيس ويتعلق الأمر بلويزة شاشوة من جانب البرلمان الجزائري وتقية صايفي من جانب البرلمان الاسباني.
في ذات السياق، شارك وفد برلماني جزائري، مكون من أعضاء من الغرفتين يقوده نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الحاج العايب، في الاجتماع التأسيسي للجنة البرلمانية المختلطة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي و التي انعقدت يوم الخميس المنصرم ببروكسل.
ويأتي استحداث هذه اللجنة البرلمانية المشتركة لتجسيد الرغبة التي أعرب عنها الطرفين بمناسبة اللقاء البرلماني المشترك الـ 15 الذي انعقد يوم 3 نوفمبر 2016 و المتمثلة في رفع مستوى الحوار البرلماني المشترك من خلال تأسيس هذه الهيئة. وتم تأييد هذا القرار من طرف مؤتمر رؤساء البرلمان الأوروبي يوم 11 جانفي 2018.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أشاد الحاج العايب بتنصيب هذه الهيئة البرلمانية الهامة، منوها بالديناميكية البناءة التي تعرفها العلاقات الجزائرية-الأوروبية التي بوسعها أن تخدم “الاهتمامات المشتركة وتحقيق طموحات شعب ضفتي البحر الأبيض المتوسط من أجل بناء منطقة سلم و ازدهار و كذا مواجهة التحديات المشتركة.
و من جهته، قال نائب رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ماريا ساسولي أن استحداث هذه اللجنة “سيساهم في مواصلة القفزة النوعية، من خلال هذا الشكل الوثيق للتعاون بين البرلمانان كما سيساعد على تكثيف علاقاتنا”، مؤكدا أن الجزائر تعتبر ” بلدا استراتيجيا في إفريقيا الشمالية و شريكا هاما للاتحاد الأوروبي، من خلال قربه الجغرافي من أوروبا بالإضافة إلى دوره في المنطقة “.
و في بيان مشترك أصدر في ختام هذا اللقاء من طرف أعضاء اللجنة البرلمانية المشاركة و حمل توقيع رؤساءه المشتركون و هم السيد عبد الكريم دحمون عضو في المجلي الشعبي الوطني و السيدة ايناس أيالا سندر رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان المغرب العربي وإتحاد المغرب، أشار الطرفين إلى ” تمسكهما بتعزيز الحوار وتعميق العلاقات وإقامة شراكة متميزة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر مبنية على الثقة و الاحترام المتبادل والتضامن وتبادل الاهتمامات بهدف تحقيق فضاء مشترك للاستقرار والديمقراطية والازدهار المشترك.
وعادت المياه إلى مجاريها بين الجزائر والإتحاد الأوروبي بعد فترة عصيبة طبعتها أزمة دبلوماسية استدعت إثرها وزارة الخارجية سفير الاتحاد الأوروبي جون أوروك لإبلاغه احتجاجا رسميا على فيديو صورته من داخل مقر البرلمان الأوروبي صحفية بلجيكية من أصل جزائري، رأت فيه السلطات تهجما على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. مما استوجب على هيئة الإتحاد الأوروبي بعد جملة من التصريحات الرافضة لما حدث داخل البرلمان الأوروبي تقديم اعتذاراتها للجانب الجزائري وإعلانها فتح تحقيق في القضية لكشف ملابسات وأسباب وخفايا استغلال الصحفية لمؤسسة مهمة من مؤسسات الإتحاد الأوروبي لتقديم خطاب سياسي يعادي مؤسسات دولة أخرى، ترتبط مع الإتحاد الأوروبي بعلاقات استراتيجية ومهمة.
إسلام كعبش