أعلن الرئيس الروسي” فلاديمير بوتين” أن الشركاء من افريقيا يمكنهم الانضمام للعمل باستراتيجية الشراكة الاقتصادية لـ “بريكس” التي تم اعتمادها في عام 2015.
وقال الرئيس الروسي” فلاديمير بوتين” خلال اجتماع رؤساء “بريكس” مع رؤساء وفود الدول المدعوة إلى قمة المنظمة العاشرة في جوهانسبرغ الجنوب أفريقية “يجب التفكير بانضمام الشركاء الأفريقيين للعمل على كل من الاتجاهات المحددة — الاقتصاد، المالية، الأمن الغذائي، مشيرا إلى أنه منذ 5 سنوات جرى أول لقاء لرؤساء دول “بريكس”، وتمكنت دول المنظمة من تعزيز وتوسيع تفاعلها في المجالات الاقتصادية، السياسية والإنسانية”.
وقد اجتمع زعماء دول “بريكس” مع رؤساء وفود الدول المدعوة لحضور القمة، ومعظمها من الدول الإفريقية في إطار موسع يطلق عليه اسم بريكس+، وكان موضوع تعزيز الشراكة بين “بريكس” والدول الإفريقية وتنمية القارة السمراء حاضرا بقوة على جدول أعمال الاجتماع. وفي الفترة الأخيرة باتت مسألة تعزيز الحضور الاقتصادي في إفريقيا تكتسب اهمية خاصة بالنسبة لروسيا، حيث أعلن الرئيس بوتين أن موسكو تدرس عقد قمة روسيا – إفريقيا، وستكون الأولى من نوعها في حال تمت بالفعل.
وفي هذا الخصوص، رجح بعض الخبراء الذين تحدثت اليهم ” الجزائر ” قبول الجزائر دعوة الرئيس الروسي في الانضمام الى بريكس نظرا للعلاقات الاقتصادية والسياسية العميقة التي تجمع البلدين، مؤكدين ان هذا سيفتح آفاقا كبيرة من ناحية النمو والتبادل التجاري.
الخبير الاقتصادي محمد حميدوش:
الانضمام إلى بريكس سيمكن الجزائر من الانفتاح على التكتلات الاقتصادية
كشف الخبير الاقتصادي محمد حميدوش أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الجزائرية الروسية ممتازة بدليل الاتفاقيات الكثيرة التي ابرمت بين الطرفين في الفترة الاخيرة اهمها توقيع مذكرة تفاهم اكتوبر 2017 بين المؤسسة الحكومية الروسية للطاقة الذرية روس آتوم مع مفوضية الطاقة الذرية بالجزائر، لبناء محطة للطاقة النووية مجهّزة بمفاعل ماء مضغوط بحلول عام 2025.
واضاف في هذا الصدد ان التفاعل بين روسيا والجزائر يمكن أن يحقق استثناءا، اذا ما قبلت الجزائر دعوة الطرف الروسي الانضمام الى بريكس وحسنت من صادراتها، موضحا ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يبقى ضعيفا بالنظر الى حجم العلاقات الممتازة التي تربط البلدين، حيث يبلغ حجم المبادلات بين الجانبين بنحو 4 مليار دولار ،علما ان ثلثي المبادلات هي عبارة عن صادرات عتاد و تجهيزات عسكرية روسية، مقابل تعاملات للسلع و البضائع متواضعة بين الطرفين.
اما عن فوائد الانضمام الى بريكس، يرى ذات المحلل الاقتصادي ان هذا سيمكن الجزائر من الانفتاح على التكتلات الاقتصادية العالمية بما يساهم فى توفير فرص جديدة أمام المنتجين الجزائريين فى النفاذ إلى هذه الأسواق، مشددا على ضرورة فتح مجالات تعاون جديدة مع دول هذا التجمع الذى يمثل سوقا واعدة قوامه 42% من إجمالي سكان العالم وهو ما يمثل فرصة كبيرة أمام الجزائر فى زيادة صادراتها.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي:
الجزائر حليف إستراتيجي لروسيا
اعتبر المحلل السياسي عبد العالي رزاقي، الجزائر حليف إستراتيجي لروسيا في ظل ازمتها مع الناتو.
واوضح رزاقي ان علاقات البلدين زادت متانة بعد ان أعفت موسكو الجزائر من دين فاق قدره 4 ملايير دولار كانت الجزائر تدين به للاتحاد السوفيتي، ما أتاح للدولتين تحسين علاقاتهما وتوطيد روابطهما السياسية والاقتصادية.
وعزز المتحدث رأيه بالتقرير الاخير لمعهد كارنيجي الأمريكي والذي اكد ان روسيا، على امتداد الأعوام الخمسة عشر الماضية، عملت على استعادة نفوذها في شمال إفريقيا، لتعزيز حضورها في منطقة تتفاعل، بوتيرة أكبر، مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أظهرت موسكو قدرة على انتقاء الفرص عن طريق التعاون العسكري، ودبلوماسية الطاقة، والتجارة، حيث أشارت الدراسة إلى مختلف الاتفاقيات وكل أوجه التعاون والتبادل الذي تسعى روسيا بها للعودة إلى المنطقة بقوة عبر جميع الأبواب في آن واحد.
للتذكير، فقد اوردت ذات الدراسة ان روسيا قد زادت من نفقاتها العسكرية في المنطقة، ولا تزال جهة جاذبة لتزويد بلدان المنطقة، لا سيما مصر والجزائر، بأسلحة لقاء أسعار معقولة، والجزائر، حليفة موسكو منذ فترة طويلة، وهي من المشترين الخمسة الأوائل للأسلحة الروسية، إذ تتلقّى من روسيا أكثر من 80 في المئة من معداتها”.
ونبهت الدراسة إلى أنه في العام 2016، استحوذت الجزائر على 10 بالمئة من صادرات الأسلحة الروسية، كما شهدت الفترة بين العامين 2012 و2016 زيادة بنسبة 277 في المئة في قيمة الأسلحة المباعة للجزائر، ما جعل البلد الشمال أفريقي خامس أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وروسيا هي الجهة الأساسية الموردة له في هذا المجال.
ما هو تجمع “بريكس”
ويمثل تجمع “بريكس”، الذى يضم كل من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا واحدة من أهم التكتلات الاقتصاية المؤثرة في الاقتصاد العالمي إذ أنه وفقا لإحصاءات صندوق النقد الدولي، فإن نسبة إسهام دول بريكس في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50%، وصار إجمالي اقتصاداتها يمثل 23% من إجمالي الاقتصاد العالمي مقارنة بـ12% قبل 10 أعوام، كما ارتفعت حصتها في التجارة الدولية من 11٪ إلى 16٪.
نسرين محفوف