الخميس , ديسمبر 26 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / لا تعارض مبدأ الحوار والتشاور:
الجزائر تتحفظ على مبادرة محمّد السادس

لا تعارض مبدأ الحوار والتشاور:
الجزائر تتحفظ على مبادرة محمّد السادس

مرت أربعة أيام على دعوة العاهل المغربي الجزائر إلى إنشاء آلية للحوار المباشر من دون أن تجد ردا رسميا من السلطات الجزائرية، سواء من وزارة الخارجية أو من الحكومة أو باقي أحزاب الموالاة، التي تبدو كأنها تتعامل بحذر مع دعوة مثل هذه تأتي في ذكرى احتلال الرباط للصحراء الغربية.

لم تتفاعل الجزائر حتى الآن بشكل رسمي مع مبادرة العاهل المغربي التي ألقى بها عبر خطاب رسمي موجه للشعب المغربي بمناسبة ما تسمى “المسيرة الخضراء”، وهذا الأمر راجع لعدة أسباب. لكن مصدرا دبلوماسيا جزائريا رفض الكشف عن هويته، أبدى تحفظه على المبادرة، وليس على مبدأ الحوار.

وقال ذات المصدر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إن توجيه ملك المغرب دعوة للجزائر من أجل الحوار في الذكرى الـ43 لاحتلال الصحراء الغربية، يمثل في حد ذاته استفزازا جديدا من طرف الرباط، وعقبة في طريق إنهاء التوتر الذي يميز العلاقات بين البلدين”.

وبحسب دبلوماسي جزائري آخر، تحدث لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية، فإن الجزائر “لا تعارض من حيث المبدأ الحوار مع المغرب، لكنها تتمسك باشتراطات أربعة تتعلق بوقف تدفق المخدرات، ووقف الحملات الدعائية، وإقرار حل الخلافات بالحوار، وتحييد قضية الصحراء وإبقائها في سياق أممي”.

وأوضحت خبيرة ألمانية تدعى إيزابيل فيرنفيلس أن رسالة العاهل المغربي موجهة أيضا لأطراف دولية أخرى، فـ”القصر في المغرب يعلم أن اقتراحه سيلقى ترحيبا في أوروبا”، في حين يطرح مراقبون فكرة أن مضمون خطاب الملك المغربي تم بضوء أخضر فرنسي قبل أسابيع قليلة عن التوجه لمفاوضات مباشرة مصيرية بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية في جنيف السويسرية برعاية الأمم المتحدة، حيث سارعت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إلى الترحيب بالمبادرة المغربية للحوار والتشاور مع الجزائر.

وشككت عدة أطراف بالجزائر، في نوايا الملك المغربي في فتح حوار جدي وحقيقي لتجاوز الخلافات التقنية بين الدولتين، بما أن الجزائر أكدت مرارا وتكرارا منذ سنوات على هذا الحوار بين الحكومتين إلا أن الرباط كانت تنسفه في دقائق معدودات. حيث تتذكر الأوساط الرسمية في الجزائر كيف قامت الحكومة المغربية بإلغاء زيارة رئيس الحكومة آنذاك أحمد أويحيى سنة 2005 من دون إعلام الجهات الجزائرية، وفضلت إعلام الرأي العام بالقرار عبر برقية نقلتها وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية.

وفي ردود الفعل حول ما تضمنه خطاب العاهل المغربي، أوضح محي الدين عميمور، وهو وزير سابق للاتصال ومستشار للرئيس الراحل هواري بومدين، في تصريح له أن الخطاب يطالب بحوار موضوعي وبدون شروط مسبقة، في حين أن الخطاب يُلقى بمناسبة المسيرة الخضراء التي قال إن الجزائر “تنظر لها كغطاء للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، في تجاهل لرأي محكمة العدل الدولية”، مضيفا أن “الخطاب ينطلق من مفهوم المغرب لوحدته الترابية، وهي نقطة خلاف جوهرية مع القرارات الدولية التي لا تعترف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب، ومع الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الذي لا يعترف بأي سيادة للمغرب على الصحراء، ثم يتحدث الخطاب عن الواقعية التي هي في الحقيقة محاولة لفرض أمر واقع على الجزائر”.

في السياق ذاته، يرى عبد العزيز رحابي الدبلوماسي وسفير الجزائر سابقا في إسبانيا، أن مبادرة محمد السادس “قدمت الجزائر وكأنها هي العقبة في تطبيع العلاقات بين الطرفين” وهذا غير صحيح بما أن الجزائر لطالما عبرت على تمسكها بالحوار، وهو الأمر الذي تعرفه الرباط جيدا.

وكان البلدان قد أعلنا نيتهما في تطبيع كامل للعلاقات سنة 2012، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية المغربي رئيس الحكومة حاليا سعد الدين العثماني إلى الجزائر بدعوة من نظيره مراد مدلسي، وتم استقباله من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكانت تلك الزيارة التي دامت يومين محطة مهمة بما أنها أتت بعد أكثر من 10 سنوات من زيارة سابقة لوزير خارجية مغربي إلى الجزائر.

وفي تصريح للصحافة عقب الإستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أوضح العثماني أن الجزائر والمغرب “إتفقتا أيضا على استمرار التشاور السياسي بينهما بطريقة منتظمة من خلال وزيري الشؤون الخارجية للبلدين بوتيرة لقاءين في السنة”، وأفاد العثماني “هذه ليس إلا بداية ولا ندعي أننا سنحل كل المشاكل بعصا سحرية” مشيرا إلى وجود “إرادة صادقة” و”تعليمات صارمة” من قائدي البلدين للمضي في مجال التعاون الثنائي إلى الأمام “تنويعا وتعميقا”، ومباشرة بعد هذا اللقاء الذي حمل بذور أمل في تحسين العلاقات بين الجزائر والرباط، قام مجموعة من النشطاء المغاربة الموالين للمخزن بانتهاك حرمة القنصلية الجزائرية في مدينة الدار البيضاء المغربية، حيث تم إنزال العلم الجزائري وتدنيسه.. هذه الحادثة السلبية أعادت مستوى العلاقات إلى نقطة الصفر.

إسلام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super