تشرع اليوم، أعمال القمة العربية بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الجزائر التي يمثلها وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، الذي دعا في خطاب سبق القمة إلى ” إصلاح الجامعة العربية ” وضرورة تطبيق الحلول السياسية لأزمات المنطقة.
تتركز أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية حسب مصادر من هناك حول ثلاثة مواضيع رئيسية، هي الحرب في سوريا التي تستعد لضربة غربية محتملة على خلفية هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الأميركية إليها، والتصعيد في اليمن.
إلا أن الرياض ستسعى خلال القمة الـ29 في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية للملكة، إلى التعبئة ضد إيران، خصمها الأكبر، قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية ال22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلّقة منذ أن اتخذ قرار بذلك قبل نحو سبع سنوات على خلفية الأحداث التي شهدها هذا البلد في سياق انتفاضات الربيع العربي.
وتنعقد القمة في وقت تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف الرئيسي للسعودية، اختبارا صعبا حيال كيفية التصرف في سوريا بعد التقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في هجوم في الغوطة الشرقية قرب دمشق. وكان ترامب أعلن ” عن ضربة وشيكة على سوريا “، لكنه عاد كتب في تغريدة ” لم أقل قط متى سينفذ الهجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق “.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة رسمية لباريس هذا الأسبوع، ردا على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا، ” إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين “.
إلى جانب التطورات السورية، يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بتأجيج النزاع فيه، موضوعا رئيسيا على جدول أعمال القمة خصوصا مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة. وأعلن التحالف العسكري في اليمن مساء الخميس الماضي، أن القوات السعودية تمكنت من اعتراض صاروخ باليستي أطلق باتجاه المملكة، غداة قيام الحوثيين بمهاجمة السعودية بطائرتين من دون طيار وبثلاثة صواريخ بالستية.
ويأتي انعقاد القمة العربية قبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ماي المقبل، الأمر الذي تراه تل أبيب ” تاريخيا “، في حين يندد به الفلسطينيون، وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها ” الأبدية والموحدة “، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، وينتظر من القمة أن تصدر إعلانا بهذا الشأن، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت الدول العربية ستتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذا القرار، إما أنها ستكتفي بالإدانة.
الجزائر تتمسك بإصلاح الجامعة العربية
وكان وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، في كلمته أمام الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة التاسعة والعشرين لجامعة الدول العربية، قد دعا إلى ” تسريع عملية إصلاح الجامعة الدول العربية حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي، بما في ذلك انتشار الأزمات والصراعات ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف “. كما ذكر بأن الجزائر ” قد سبق لها أن دعت في العديد من الاجتماعات السابقة لأجهزة الجامعة العربية لإصلاح عميق للمنظمة العربية “.
وأكد عبد القادر مساهل على موقف الجزائر الداعي إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات التي تهز بعض الدول العربية، في إطار احترام سيادة الدول وإرادة الشعوب بعيدا عن أي تدخل أجنبي، وأشار وزير الخارجية إلى أن الانتصارات المحققة ضد الجماعات الإرهابية في بعض المناطق تؤدي إلى تفشي ظاهرة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب مع كل المخاطر التي ترتبط بها، مؤكدا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد أمن الدول وتعزيز التعاون الدولي للتعامل معها.
وبخصوص القضية الفلسطينية، أوضح مساهل أن هذه القضية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات خطيرة وأنه يتعين على العالم العربي أن يتعامل مع مثل هذه التجاوزات التي من شأنها أن تقوض عملية السلام.
إسلام كعبش