تتجه الجزائر والمغرب إلى إحياء اتفاقيات قضائية جمعت بينهما خلال سنوات 63 و69، والتي تشمل المجالات المدنية والتجارية والأحوال الشخصية وتسليم المجرمين والمساعدة القضائية وتوحيد التشريعات في البلدين لتفادي كل ميز بين المغاربة والجزائريين في ما يرجع لقواعد الاختصاص المعمول بها في البلدين.
شكل تحيين الاتفاقية بشأن المساعدة المتبادلة والتعاون القضائي بين المغرب والجزائر والبروتوكول الملحق بها، الموقعين، على التوالي، في مارس 1963 بالجزائر وجانفي 1969 في إفران المغربية، محور لقاء عقد، أول أمس في الجزائر العاصمة، بين وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، وسفير المملكة بالجزائر لحسن عبد الخالق تم خلال هذا الاجتماع تأكيد أهمية تحيين الاتفاقية بشأن المساعدة المتبادلة والتعاون القضائي، وأن تكون الاتفاقيات التي قد يوقعها البلدان في هذا الشأن شاملة للتعاون القضائي في المجالات المدنية والتجارية والأحوال الشخصية و نقل الأشخاص المحكوم عليهم وتسليم المجرمين والمساعدة القضائية
وتطرق الاجتماع أيضا إلى تعزيز التعاون بين البلدين في المجال القضائي، في ظل انتشار الجريمة المنظمة وظاهرة الإرهاب العابر للحدود.
وتنص الاتفاقية بشأن المساعدة المتبادلة والتعاون القضائي بين المغرب والجزائر الموقعة في مطلع الستينات على “تعهد الحكومتين المغربية والجزائرية، رغبة في إقرار تعاون بين الجزائر والمغرب في الميدان القضائي بأن تتبادلا بصفة مستمرة الأخبار في الميدان التقني القضائي وأن تعملا معا على توحيد التشريعات والأساليب القضائية الخاصة بكل واحدة منهما، بحيث تمكن على الخصوص من تفادي كل ميز بين المغاربة والجزائريين في ما يرجع لقواعد الاختصاص المعمول بها في البلدين”.
وذكرت سفارة المملكة بالجزائر للمواقع الاعلامية المغربية أن المحادثات تناولت أيضا أهمية التوقيع على اتفاقية تعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ووزارة المجاهدين بالجزائر من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية المغربية-الجزائرية.
ويمر هذا العمل، على الخصوص، عبر الأرشفة والتوثيق والتنظيم المشترك لندوات علمية، فضلا عن تبادل التجارب في مجال العناية بقدماء المقاومين والتوقيع على اتفاقيات توأمة بين المدن المغربية والجزائرية التي كانت مسرحا لانتفاضات ضد الاستعمار.
وعبر الدبلوماسي المغربي، خلال هذه المحادثات، عن عزم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على الحفاظ واستحضار جذور التاريخ المشترك، و العمل المشترك لحركات المقاومة في البلدين ضد الاستعمار، فضلا عن الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين .
وأصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مؤلفا يستحضر الذاكرة التاريخية الجماعية المغربية-الجزائرية بمساهمة غنية من 22 باحثا مغربيا و20 باحثا جزائريا.
وأكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني حرص وزارة المجاهدين على توقيع اتفاق للتعاون مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتعزيز والحفاظ على الذاكرة التاريخية الجماعية
وأشار الوزير إلى أهمية الدور الذي اضطلع به المغرب في مساندة الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.
وجاء هذا الاتفاق بعد التصريح الذي أطلقه مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام مند بضعة أيام، والذي عاتب فيه الجزائر عن عدم تعاونها مع المغرب وقال الخيام أن الجزائر التي هي قريبة منا والتي توجد على الحدود معنا، وهي تقع في منطقة محاطة بالتوترات الأمنية، فما تزال ترفض التعاون الأمني مع المغرب.” ،لكن الجزائر تبرر ذلك بالتشكيك في نوايا نظام المخزن،وتريد مزيدا من الضمانات والأدلة لحسن النوايا.
وتريد الرباط إعادة فتح الحدود المغلقة مع الجزائر منذ 1994 ،لكن الجزائر تشترط في مقابل دلك ثلاثة شروط لم توفي بها الرباط ، أولها وقف الهجومات الإعلامية المغربية ووقف تهريب المخدرات وسحب الجزائر من نزاع المغرب مع الصحراء الغربية .
رفيقة معريش