أحيت الجزائر، أمس، الذكرى الـ62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعد من بين المحطات والانجازات الحاسمة في عمر الثورة الجزائرية المجيدة.
وبينت مظاهرت 11 ديسمبر 1960 مدى عزم الشعب في الاستقلال والحرية وعكس جميع مخططات المستعمر، حيث بعثرت أوراق ديغول وأفشلت مخططاته التي أتى بها متواريا خلف شعار الجزائر جزائرية من أجل كسب صمت الشعب الجزائري الذي رد عليه بمظاهرات أثبتت رفضه لأن يكون فرنسيا.
وشهدت مختلف المدن الجزائرية مظاهر متنوعة من الاحتفالات بالذكرى الـ62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 ففي ولاية الجزائر أشرف الوالي محمد عبد النور رابحي رفقة نجيبة جيلالي رئيسة المجلس الشعبي الولائي على المراسم المخلدة الذكرى الثانية والستين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بساحة المقاومة بالجزائر العاصمة، تحت شعار شعب أراد الحياة بحضور المجاهدين وممثلي الأسرة الثورية، نواب البرلمان بغرفتيه، السلطات المدنية والعسكرية، الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي امحمد، المدراء التنفيذيون ومدراء المؤسسات العمومية للولاية، المنتخبون المحليون، فعاليات المجتمع المدني، وإطارات الولاية، المراسم تضمنت الفعاليات رفع العلم والاستماع للنشيد الوطني ” قسما”، وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري من طرف الوالي ورئيسة المجلس الشعبي الولائي والسادة أعضاء اللجنة الأمنية الولائية والأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري من طرف الأمين العام لولاية الجزائر، نواب البرلمان بغرفتيه، الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي امحمد، المنتخبون المحليون، المندوب الولائي لوسيط رئيس الجمهورية، المجاهدات والمجاهدون وممثلو تنظيمات الأسرة الثورية، وأفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية.
كما تم بالمناسبة إلقاء كلمة من طرف الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، لتختتم المراسم بتلاوة فاتحة الكتاب من طرف الشيخ الإمام الذي قرأ دعاء للترحم على أرواح الشهداء الطاهرة.
ومن ولاية سطيف وتحت شعار” شعب أراد الحياة ” انطلقت الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، حيث تم بمقام الشهيد الاستماع إلى النشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور، ثم قراءة فاتحة الكتاب ترحّما على أرواح شهدائنا الأبرار مراسم الإحتفال تمت بإشراف والي ولاية سطيف، محمد أمين درامشي رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي وحضور السلطات العسكرية القضائية والمدنية، نواب البرلمان، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية ,الأسرة الثورية , أعضاء المجلس الأعلى للشباب وفعاليات المجتمع المدني.
وبولاية تلمسان توجهت الأمينة العامة للولاية نيابة عن الوالي وبحضور السلطات الأمنية والمحلية إلى جانب السادة نواب البرلمان بغرفتيه وكذا الأسرة الثورية إلى المقبرة الولائية للشهداء ببلدية الحناية أين تم رفع العلم الوطني والإستماع إلى النشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة عرفاناً وتقديراً بالتضحيات الجسام التي بذلوها في سبيل تحرير الوطن من وطأة المستدمر الفرنسي الغاشم.
ومن روضة الشهداء بلدية عين السمارة انطلقت الاحتفالات بولاية قسنطينة الخاصة بالذكرى الـ62 لمظاهرات الشعب 11 ديسمبر بقراءة الفاتحة والترحم على أرواحهم الطاهرة.
كما أحيت السلطات المحلية المناسبة وعلى رأسها والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة بوضع الحجر الأساس لانجاز متوسطة صنف 6 ب 4000 مسكن اجتماعي ببلدية حامة بوزيان، وتم بالمناسبة تدشين نصف داخلية 200 وجبة بثانوية دحدوح ببلدية ديدوش مراد وتخليد المناسبة تزامن مع فعاليات الأيام الوطنية للفيلم القصير.
بوغالي يبرز المغزى التاريخي والعمق الشعبي لمظاهرات 11 ديسمبر 1960
من جهته، أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أمس، بالجزائر العاصمة، المغزى التاريخي والعمق الشعبي لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، مؤكدا أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ماضية في استرجاع مكانتها المرموقة.
وخلال وقفة ترحم نظمت بالمعلم التاريخي المخلد للذكرى الـ62 لمظاهرات 11 ديسمبر بالمركز الثقافي لخضر رباح ببلدية محمد بلوزداد (العاصمة), ذكر السيد بوغالي بالسياق التاريخي لهذه المظاهرات التي شكلت –كما قال– “منعرجا هاما” في تاريخ الجزائر، بالنظر إلى”الدفع القوي الذي منحته للقضية الجزائرية على المستوى الدولي”.
كما أبرز “العمق الشعبي لهذه المظاهرات التي أعطت درسا تاريخيا للعدو, لكونها ترجمت مدى احتضان الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وعبر ربوع الوطن لهذه الثورة الشعبية التي مكنت من استرجاع السيادة الوطنية”.
وبعد أن شدد على ضرورة الحفاظ على أمانة الشهداء, أكد السيد بوغالي أن “الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, تمكنت من تحقيق انطلاقة جديدة من شأنها استرجاع مكانتها المرموقة على الساحة الدولية وذلك بفضل تضافر جهود كل المخلصين لهذا الوطن”.
واستهلت هذه الوقفة بالاستماع إلى النشيد الوطني ورفع الراية الوطنية وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، وذلك بحضور أعضاء من الأسرة الثورية ونواب بالمجلس الشعبي الوطني وكذا والي ولاية الجزائر, رابحي عبد النور، والسلطات المحلية وجمع من المواطنين.
وزارة الخارجية تحيي الذكرى
كما أحيت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس، الذكرى الـ62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 المخلدة للتضحيات الجسام للشعب الجزائري في سبيل نيل استقلاله.
وبعد رفع العلم الوطني وقراءة الفاتحة على الأرواح الطاهرة للشهداء, قام وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري بمقر الوزارة, تخليدا لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مثل هذا اليوم.
وفي كلمة بالمناسبة, قال المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الخارجية, عبد الحميد عبداوي ، إن مظاهرات 11 ديسمبر 1960, “أبانت قوة الثورة الجزائرية وحتمية نهاية الظلم وعهد الطغيان والاستبداد, حيث فرض الشعب الجزائري الأبي على غلاة الاحتلال إرادته في انتزاع حريته واسترجاع سيادته رغم تعنت المستعمر الذي بالرغم من الدعم الذي لقيه من حلفائه عسكريا وسياسيا وإعلاميا, لم يستطع إسكات ثورة بلغ صداها أرجاء العالم كله”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي والإعلامي, أكد عبداوي, أن هذه الملحمة الشعبية ساهمت في “تعزيز موقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية, وإعادة بعث الأمل لدى الشعوب المضطهدة, بعدما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ15 القرار الداعي إلى تصفية الاستعمار واعتبرت أن اخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي وسيطرته واستغلاله, انكار لحقوق الإنسان الأساسية, يناقض ميثاق الأمم المتحدة ويعيق مسار السلم والتعاون الدوليين وساهمت بذلك المظاهرات في صدور اللوائح الأممية المتعلقة بتصفية الاستعمار” .
ووفاء منها لتضحيات الشعب الجسام, يضيف عبداوي, “انخرطت الدبلوماسية الجزائرية, منذ الاستقلال في مساع الدفاع عن حقوق الشعوب المستضعفة والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم على غرار القضيتين الفلسطينية والصحراوية العادلتين”, مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية اليوم “تواصل على نفس النهج بذل الجهود من أجل الدفع بمسارات التعاون في محيطها المباشر والانخراط في جميع المبادرات الأممية الهادفة لتحقيق السلم والأمن والاستقرار في العالم في ظل ما يشهده من توترات متزايدة و استقطاب متصاعد”.
وبذلك, أصبحت الدبلوماسية الجزائرية, يؤكد عبداوي, “محل ثقة وجعلت من الجزائر مصدر أمن و سلم في المحيط العربي والإفريقي وفي العالم, فمن المصالحة الفلسطينية إلى لم شمل العرب تأخذ اليوم الدبلوماسية الجزائرية على عاتقها تنسيق العمل الإفريقي خاصة في مجال ترقية السلم والأمن في إفريقيا في ظل ما تعانيه القارة من مشاكل بنيوية تهدد كيانات الدول”.
وذلك, يضيف عبداوي, “يفرض مضاعفة الجهود من أجل تنسيق العمل الإفريقي في المسارات الأممية خاصة توحيد صوت إفريقيا داخل مجلس الأمن للوصول إلى تنفيذ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية, وهو ما جسده مؤخرا مسار وهران”, مؤكدا أن “حصول الجزائر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن سيساهم بفعالية في إيصال صوت إفريقيا داخل هذه الهيئة الأممية والدفاع عن مصالحها الحيوية”.
فلة. س