وجهت الجزائر نداء لجميع منتجي النفط إلى اغتنام فرصة الاجتماع المزمع تنظيمه بعد غد الخميس، “لتغليب روح المسؤولية والتوصل إلى اتفاق شامل وواسع وفوري لخفض فوري للإنتاج”، وقالت إن الصدمة المزدوجة لسوق النفط بسبب تفشي فيروس “كورونا” ورفع بعض الدول للإنتاج أدى إلى انهيار الأسعار، وحذرت من “المزيد من التدهور خلال الأسابيع القادمة” مما سيؤدي إلى “تحطيم وتفكيك دائم للصناعة البترولية”.
وقال وزير الطاقة، محمد عرقاب، في بيان لوزارة الطاقة، إن “الجزائر التي تترأس مؤتمر أوبك توجه نداء لجميع منتجي النفط لاغتنام فرصة الاجتماع المنتظر عقده في 9 أفريل الجاري-بعد غد الخميس، لتغليب روح المسؤولية والتوصل إلى اتفاق بشأن خفض إنتاج النفط يكون شاملا وواسع النطاق وفوري”، و أكد عرقاب أنه وفي ظل هذه الظروف “الجزائر ستعمل كما في الماضي على التوفيق بين وجهات النظر والبحث عن حلول توافقية و المساهمة في أي جهد من شأنه تحقيق الاستقرار في سوق النفط لصالح البلدان المنتجة والمستهلكة”،
وأضاف الوزير، أن سوق النفط “يواجه تهاوي في الطلب إلى مستوى غير مسبوق مع ما عرفه في الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا على النشاط الاقتصادي العالمي وتدابير الحجر الصحي التي اتخذتها العديد من البلدان”، كما أشار إلى أن سوق النفط يواجه زيادة في الإنتاج العالمي للنفط بسبب رغبة بعض الدول في إنتاج كميات من النفط بأقصى قدراتها.
و أضاف عرقاب أن “هذه الصدمة المزدوجة أدت إلى انخفاض حاد في أسعار النفط و سيكون هذا الانخفاض في الأسعار أكثر حدة في غضون أسابيع قليلة ، عندما تكون قدرات تخزين النفط في البر والبحر قد وصلت الى مستويات التشبع ، مما يؤدي إلى تحطيم و تفكيك دائم للصناعة البترولية”.
منتجو النفط.. مواقف مماثلة حول ضرورة وقف تهاوي الأسعار واختلافات في التعاطي مع المشكلة
ويتقاسم العراق النظرة نفسها مع الجزائر بخصوص وضع سوق النفط وضرورة تحمل كل الأطراف مسؤوليتاهم، حيث أكد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان على أهمية انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” والمنتجين المتحالفين معها من خارجها في هذه الفترة الحرجة التي تواجه فيها السوق النفطية العالمية فائضاً تسبب بتراجع كبير في أسعار النفط.
و قال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد ،في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) إن “الوزير النفط ثامر الغضبان أجرى مشاورات عبر الهاتف مع عدد من وزراء “اوبك +”، واصفاً الأجواء العامة قبل الاجتماع بالإيجابية.
وأشار جهاد إلى أن “وزير النفط شدد على أن الاتفاق الجديد خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح، لكنه بحاجة إلى دعم من قبل المنتجين الرئيسين من خارج “أوبك+ “، كالولايات المتحدة وكندا والنرويج وغيرها، وأن الوضع الحرج للأسواق النفطية
خلال الفترة الحالية يضع المنتجين أمام مسؤولية مشتركة اتجاه ما يحدث، لأن الجميع تضرروا وتكبدوا خسائر كبيرة، فضلاً عن الأضرار الذي تسبب بها هذا الوضع لاقتصاداتهم بشكل خاص والاقتصاد العالمي عموماً، وأن تأثير انتشار وباء فيروس كورونا ساهم في تعقيد الأمر بعد انخفاض الطلب العالمي على النفط.
ونقل جهاد عن وزير النفط قوله “إن المنتجين سواء من “أوبك +” أو من خارجها في مركب واحد، وأن على الجميع تحمّل المسؤولية في قيادته إلى شاطئ الاستقرار عبر اتفاق خفض جديد.
وأشار إلى أن “ذلك يتطلب مزيداً من التضحية والتضامن المشترك، وأن لا يقتصر ذلك على “اوبك+” اذا ما أردنا إيجاد حلول واقعية لاستقرار الأسواق العالمية”.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي بإسم الكرملين ، دميتري بيسكوف-حسب ما نقلته الوكالة الروسية “سبوتنيك”، مساء أول أمس- أن روسيا تتطلع إلى إطلاق مفاوضات بناءة بشأن الوضع في أسواق الطاقة العالمية موضحا أن زيادة حجم إنتاج النفط لا تخدم مصلحة أي دولة في هذا الظرف
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين في مقابلة مع قناة “روسيا-1” ، “لم تكن روسيا من مؤيدي إنهاء صفقة “أوبك+”، ويتطلع الجانب الروسي إلى التفاوض البناء الذي لا بديل عنه لاستعادة استقرار سوق الطاقة العالمية” تضيف الوكالة، و قال: “نرى أن شركاءنا أقدموا على تسهيلات وزيادة غير مسبوقة في حجم الإنتاج، وأدى ذلك إلى أن جميع مستودعات النفط في العالم ستكون مملوءة بالكامل بعد حين، ولم تعد الناقلات تستخدم لنقل النفط بل كصهاريج عائمة، وفي نهاية المطاف سنصل إلى انخفاض سعر النفط إلى أدنى مستوى له، ما لا يصب في مصلحة أي دولة”.هذا وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد السبت الماضي، بفرض رسوم إضافية على النفط الذي تستورده الولايات المتحدة من الخارج، كإحدى أدوات الحفاظ على إنتاج البلاد من الخام في ظل أسعار متدنية، وصرح بالقول: “لدينا شركات نفطية عظيمة نجحت في خلق عشرات آلاف فرص العمل في السوق الأمريكية.. سنعمل على حمايتها”.
رزيقة.خ