أدانت الجزائر،امس الإثنين، الهجمات الصاروخية التي استهدفت مناطق مأهولة في العاصمة الرياض ومدن أخرى في المملكة العربية السعودية، انطلاقا من الأراضي اليمنية.
وحسب ما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فقد أوضح المصدر ذاته أن الجزائر تعبر عن استنكارها وإدانتها الشديدين للهجمات الصاروخية التي استهدفت ليلة الإثنين انطلاقا من الأراضي اليمنية، مناطق مأهولة في العاصمة الرياض ومدن أخرى في المملكة العربية السعودية الشقيقة مخلفة سقوط ضحايا من المدنيين.
وحسب البيان، فان الجزائر تعرب مرة أخرى عن تضامنها ووقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، في مواجهة أي محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها، داعية إلى الوقف الفوري لمثل هذه الأعمال العدائية التي من شأنها تعميق الأزمة وزيادة التصعيد والتوتر في المنطقة.
وقد تصدت السعودية لسبع صواريخ أطلقت على أراضيها من اليمن، حيث تزامن هجوم الحوثيين مع الذكرى الثالثة لبدء هجمات التحالف بقيادة السعودية على اليمن، وذلك حسبما قال المتحدث الرسمي باسم التحالف.
وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف بقيادة السعودية على اليمن العقيد الركن تركي المالكي، إن ثلاثة صواريخ كانت باتجاه الرياض، وواحد باتجاه خميس مشيط، وواحد باتجاه نجران واثنان باتجاه جازان.
وأدى اعتراض الصواريخ إلى تناثر شظايا على بعض المناطق السكنية، ونجم عن ذلك مقتل مقيم مصري واحد وإصابة اثنين آخرين وأضرار مادية.
وقد استهدف الانفجار مطار الملك خالد الدولي في الرياض بصاروخ من طراز بركان H2.
للتذكير فقد تصدت في الرابع من نوفمبر 2017 القوات السعودية لصاروخ كان يستهدف مطار الرياض الدولي، وآنذاك وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الهجوم بأنه “يرقى لعمل حربي” ضلعت فيه إيران.
الحكومة اليمنية:
توقيت إطلاق الصواريخ ومداها يشير إلى تورط إيران
من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية، أمس الاثنين، تكرار الحوثيين إطلاق الصواريخ الباليستية ضد السعودية رفضا صريحا للسلام، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأضافت أن تكرار المليشيا الانقلابية، إطلاق الصواريخ على السعودية بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء، مؤشر لمضيها في الإصرار على نهجها العدواني.
واعتبر البيان الحادثة “رفضاً صريحا للسلام، وتحديا سافرا للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة”.
وأضافت الحكومة اليمنية، أن بصمات توقيت إطلاق الصواريخ ومداها والرسالة من ورائها كلها تشير بوضوح إلى تورط إيران المخطط والداعم والممول للمليشيا الإرهابية وتوجيه أفعالها بما يخدم مصالحها.
وأشار البيان إلى أن طهران أرادت من خلال هذا الاستهداف الجديد للسعودية، تخفيف الضغوط والتحركات القائمة ضدها من المجتمع الدولي، وإثبات أن لديها أوراقا تستطيع من خلالها ابتزاز العالم.
وعبرت الحكومة اليمنية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا العمل الإجرامي والإرهابي لإيران وأدواتها ممثلة بمليشيا الحوثي.
للإشارة، فقد سبق وان هددت إيران السعودية، مؤكدة انها لن تغادر اليمن إلا بـ”هزيمة مفضوحة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إنه سيأتي اليوم الذي تغادر فيه السعودية اليمن وقد منيت بهزيمة مدوية، مشيرا إلى أن المسؤولين السعوديين وقعوا في فخ يتعذر عليهم انتشال أنفسهم منه حيث دفعوا ثمنا باهظا للحرب التي شنوها على الشعب اليمني الأعزل.
وقد هاجم وزير الداخلية السعودي إيران بشدة، متهما إياها بالوقوف وراء إثارة القلاقل في الدول العربية ودعم وتمويل منظمات إرهابية.
وقال الوزير السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، في افتتاح اجتماعات الدورة 35 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي تم عقده بالجزائر، إن إيران تقوم بدور تخريبي في وطننا العربي عبر أذرع منظمات باتت تخطف القرار من الحكومات الشرعية، داعيا الدول العربية إلى اتخاذ المواقف المناسبة إزاء التدخلات الإيرانية.
نسرين محفوف