• علي لخضاري: كل حلفاء حفتر يبحثون عن موطئ قدم في الجزائر”
في أول لقاءاته مع وزراء الحكومة الجديدة، استقبل رئيس الدولة الإنتقالي عبد القادر بن صالح وزير الشؤون الخارجية صابري بوقادوم بمقر الرئاسة وهذا للتباحث حول أوضاع دول الجوار وعلى رأسها الشأن الليبي، ويأتي لقاء المسؤولين الجزائريين في ظل التطورات الخطيرة الحاصلة في العاصمة طرابلس بفعل الحرب التي يشنها قائد شرق ليبيا المشير خليفة حفتر على الحكومة المعترف بها دوليا منذ 4 أفريل الفارط.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، مساء أول أمس، محور اللقاء الذي جرى بين رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ووزير الخارجية صبري بوقادوم، حيث شكل استعراض الأوضاع في دول الجوار، لاسيما في ليبيا محور اهتمامات نقاش المسؤولين.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أن اللقاء “سمح باستعراض الأوضاع السياسية في دول الجوار، لاسيما ليبيا، وخطر تفاقم الأوضاع الذي يمس مباشرة الشعب الليبي الشقيق”، وفي هذا الصدد “تشجع الجزائر كافة الليبيين على إيجاد الحلول السياسية التي من شأنها المساهمة في إحلال الأمن والاستقرار في منطقتنا”، وقد تناول اللقاء أيضا “الأوضاع الدولية، بالخصوص في الوطن العربي وجوار الجزائر ومسائل أخرى ذات الأهمية البالغة”.
من جهة أخرى، قدم وزير الشؤون الخارجية المعين مؤخرا في حكومة بدوي صابري بوقادوم إلى رئيس الدولة “أبرز العناصر التي يتضمنها برنامج عمله”، وبهذه المناسبة، ذكر رئيس الدولة بالمحاور الجوهرية لسياستنا الخارجية، لاسيما مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وترقية السلم والتعاون الدوليين بما يخدم بشكل أمثل مصالح بلدنا.
ومن الواضح، أن هذا اللقاء الذي نشطه رئيس الدولة الإنتقالي عبد القادر بن صالح مع وزير خارجيته أرادت من خلاله الجزائر تمرير إشارات رسمية إلى الأطراف الليبية المتصارعة على بعد كيلومترات عن الحدود الجزائرية وعلى رأسها المشير حفتر المبادر بالهجوم العسكري بأنها لا تزال ملتزمة بضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بين كل الأطراف الفاعلة ما عدا المجموعات الإرهابية، وبالتالي فإن اللجوء إلى الحرب لن يفيد لا الأزمة الليبية ولا دول الجوار وعلى رأسها الجزائر التي تؤكد دائما على مبدأ الحل السياسي في هكذا أزمات دولية معقدة.
وحسب الباحث في العلاقات الدولية علي لخضاري فإن الموقف الجزائري بخصوص الأزمة الليبية لم يتغير، حيث أنه داعم مستمر لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، فالجزائر مثلما يقول علي لخضاري “تعترف بالحكومات الشرعية” وفي ليبيا، يقول المتحدث أن الموقف الجزائري “يدعم الاستقرار في هذا البلد”.
ويعتقد الباحث في العلاقات الدولية علي لخضاري في تصريح لـ”الجزائر” أن موقف الجزائر المعبر عليه من طرف رئيس الدولة ووزير الخارجية “إدانة لاستعمال القوة من طرف حفتر الذي نسف جهود المؤتمر الثاني للسلام” الذي ترعاه الأمم المتحدة وكان من المنتظر عقده في غدامس الحدودية بداية الأسبوع.
وسبق لعدة تقارير أن أفادت بأن هجوم الماريشال الليبي النافذ في شرق البلاد خليفة حفتر، يكون قد تحرك بدعم من قوى عربية وغربية كبرى من أجل خلط الأوراق داخليا وخارجيا، يعني القضاء على المسار الأممي الذي يرعاه المبعوث الدولي غسان سلامة، حيث كان من المنتظر أن تستضيف مدينة غدامس الأحد الماضي، لقاء المؤتمر الوطني قبل القضاء عليه بسبب الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حفتر على الحكومة المعترف بها دوليا، أما خارجيا فإن تزامن حملة حفتر العسكرية مع الحراك الشعبي السلمي في الجزائر يكون حسب الباحث علي لخضاري رسالة من حلفاء العسكري الليبي في المنطقة العربية كالإمارات والسعودية ومصر وفرنسا، خاصة أن كل هذه الأطراف حسب لخضاري “تبحث عن تأثير أو موطئ قدم في المشهد الجزائري”.
وفي السياق ذاته، أكد عدة باحثين ليبين في ندوة دراسية بالعاصمة تونس، على ضرورة لعب الجزائر لدورها السياسي كاملا في جارتها ليبيا، بالنظر إلى ثقلها جيوسياسي في المنطقة، من دون ترك الأوراق في قوى خارجية وإقليمية معينة.
وقال الباحث الليبي محمد عمران أبو القاسم، والذي قدم مداخلة حول دول الجوار العربي والإفريقي في الأزمة الليبية، إن “الدور الجزائري والتونسي كان إيجابيا وداعما لليبيا والحل السلمي، والدفع نحو الحوار وتوحيد المؤسسات والآراء”، من جهته، أوضح الباحث الليبي محمد عمران كشادة بأن “ليبيا تعاني من أزمة عميقة ومن نزاع مسلح وما يحصل يهدد ليبيا والشعب الليبي”، مبرزا ضرورة “لعب دول الجوار، وتحديدا الجزائر وتونس، دورها من أجل تهدئة الأوضاع في ليبيا”، وعبر عن أمله أن يكون دورهما أكبر في الفترة المقبلة، نظرا لعدة عوامل ومنها القرب الجغرافي والترابط التاريخي.
• منظمة الصحة: “147 قتيلا في ليبيا منذ بدء هجوم حفتر”
وفي سياق متصل، قتل 147 شخصا وأصيب 614 آخرون منذ شن المشير خليفة حفتر في الرابع من أفريل الماضي، هجومه على العاصمة الليبية، وفق حصيلة جديدة نشرتها منظمة الصحة العالمية.
من جهته، قال مكتب تنسيق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في تغريدة أن “أكثر من 18 ألف شخص نزحوا بسبب المعارك يتلقى ستة آلاف منهم مساعدات”، كما دعت الأمم المتحدة أمس، “كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس” وتفادي استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، وقالت المنظمة أنها نشرت فرق من الجراحين في المستشفيات لمواجهة “تدفق” الجرحى.
من جهتها قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تغريدة أن فريقها في ليبيا سلم وزارة الصحة معدات طبية عاجلة لتقديم المساعدة للضحايا في المناطق الأكثر تضررا وخصوصا عين زارة وقصر بن غشير جنوب العاصمة طرابلس، وأضافت “مع تدهور الوضع ميدانيا وتزايد عدد الضحايا، تحتاج البنى التحتية الطبية بشدة للمساعدة”.
إسلام كعبش