دافع مساهل عن دعم الجزائر للاستقرار في دول الجوار لكنه أكد من جهة ثانية رفض المشاركة في أي عملية عسكرية خارج الحدود لمخالفته لعقيدة الجيش والدستور الجزائري.
أثنى عبد القادر مساهل أمس على أهمية حوار مجموعة 5+5 الذي انعقد أول أمس بالجزائر العاصمة،وكشف المسؤول الأول في الخارجية ان الاجتماع جاء استجابة للوضع في المنطقة التي تشهد تحديات خطيرة وفي مقدمتها الأمن والهجرة الغير شرعية إضافة إلى التطورات الحاصلة في ليبيا ومالي.
وجدد وزير الخارجية في حديثه للقناة الإذاعية الثالثة أن الجزائر تدعم دول الجواربقوة لكنها ترفض من جهة ثانية محاولات إقحامها في مكافحة الإرهاب عسكريا في نزاعات المنطقة.
وكشف المتحدث عن تكوّين عددا من عناصر النخبة في مالي والنيجر وعددا من دول المنطقة لمكافحة الإرهاب ، فضلا عن الدعم اللوجيستيكي والمساعدات الإنسانية لهذه الدول بماقيمته 100 مليون دولار خلال العشر سنوات الأخيرة .
و أضاف مساهل أن الجزائر تراقب كل التطورات عن كثب وتتأهب بكثير من الحرص واليقظة على الحدود.
و أن مصالح الأمن قد أخذت عودة 6 آلاف من إرهابيي داعش إلى أفريقيا على محمل الجد ،وحذرت منه في مناسبات عديدة، مضيفا أن الجزائر عضو مؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بنيويورك الذي يضم ألأكثر من 60 بلدا ، وتترأس رفقة كندا لجنة المنتدى في منطقة الساحل الصحراوي، واحتضنت اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وتم التحذير خلالها من عودة إرهابيي داعش إلى أفريقيا، والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر .
وأشاد وزير الخارجية بالمناسبة بمجهودات الجيش الوطني والأسلاك الأمنية في الحفاظ على استقرار الوطن لاسيما المرابطة على الحدود مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية كمالي وليبيا .
ودافع المتحدث عن دعم العملية السياسية في ليبيا عبر مؤسسات دستورية قوية للقضاء على كل أشكال البيئة الحاضنة للإرهاب أو عودة إرهابيي داعش أو الجريمة المنظمة .
واستشهد مساهل بتقرير معهد غالوب الذي صنف الجزائر السادسة في قائمة العشرة دول الأكثر أمنا، وهو الإنجاز الذي يعد ثمرة للمصالحة الوطنية للرئيس بوتفليقة الذي تبنى مقاربة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ،التي أثبتت فعاليتها بدليل العدد القليل من الجزائريين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي .
وأيد المسؤول الأول في الخارجية تصريحات وزير الخارجية المغربي- التي قال فيها إن مشاركة المغرب لم تكن في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر والمغرب ،موضحا أن اجتماع أول أمس يدخل في إطار حوار5+5
وقال بوريطة، في كلمة ألقاها أمام وزراء خارجية الدول المشاركة من الضفتين، إن “استقرار المنطقة أمر أساسي وثمين جداً لكي يتم اختبار صلابته، وهو لا يتم من خلال تصريحات طائشة”، في إشارة مباشرة إلى التصريحات التي أطلقها وزير عبد القادر مساهل تجاه المغرب .
وكان مساهل قد اتهم قبل أشهر المغرب بنقل الحشيش عبر الخطوط الملكية المغربية إلى الدول الإفريقية، كما وجه أحمد أويحيى اتهامات قبل أيام للمملكة بإغراق الجزائر بالمخدرات، وهي الاتهامات التي لم يكذبها المسؤولون المغاربة، وزادت من توتر العلاقات بين البلدين.
واستقبل بوريطة في الجزائر من طرف وزير الخارجية عبد القادر مساهل وبدا الطرفان على وفاق كبير،وتناقلت وسائل الإعلام الدولية صور اللقاء وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي وعلق المئات من الرواد على مستقبل العلاقات وفتح الحدود بين البلدين لإعادة شمل العائلات التي فرقتها الحدود.
وشوهد مساهل وهو يرافق بوريطة،وتوقع متابعون لشأن المغاربي أن المحادثات التي جمعت مساهل ببوريطة قبل الاجتماع ،من الممكن أن تؤدي إلى زيارة مرتقبة لمساهل للرباط مستقبلا.
رفيقة معريش
عبد القادر مساهل:
الوسومmain_post