الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الجزائر ترتب أوراقها على الصعيدين الإفريقي والعربي

الجزائر ترتب أوراقها على الصعيدين الإفريقي والعربي

بعد سنوات من الجمود بسبب مرض الرئيس السابق، وحصر كل صلاحيات السياسة الخارجية في مركز واحد، أعاد انتخاب رئيس للجمهورية في ديسمبر الفارط، الروح للدبلوماسية الجزائرية حيث منح هذا الوضع القوة للدولة فيما تعلق بوجود الجهة التي توجه خطط السياسة الخارجية خاصة أن الجزائر معروفة بتقاليدها في التعاون الدولي وحل الأزمات بالطرق السلمية ورفض سياسة المحاور والأقاليم.
منذ انتخابه في ديسمبر الفارط، اختار الرئيس عبد المجيد تبون التركيز على إعادة ترتيب الأوراق فيما تعلق بالتعاون أو اتخاذ المواقف التي فقدتها الجزائر بسبب سنوات من الغياب عن المحافل الدولية ومن الواضح أن هناك فريق دبلوماسي عمل على هذا التوجه الجديد نظرا للوزن الذي تقف عليه الجزائر في منطقة شمال إفريقيا وفي القارة السمراء وتعدد الرهانات في المحيط الذي يعرف ترديا أمنيا مستمرا منذ 2011 وتدخلات مستمرة للقوى الدولية وتصاعدا للإرهاب الدولي، كل هذه الأمور دفعت دبلوماسيتنا للتحرك على عدة أصعدة خاصة في الملف الليبي، الذي بفضل جهود دبلوماسية حثيثة وضعت الجزائر الفرقاء الدوليين أمام الأمر الواقع، مؤكدة لهم قدرة الجزائر على احتضان حوار ليبي-ليبي مباشر بين حفتر وحكومة الوفاق، وقبل هذا استطاعت الجزائر أن تفرض نفسها في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، بعدما كانت مقصاة منه خلال المرحلة الانتقالية، وأتت دعوة الرئيس تبون لحضور المؤتمر من طرف المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بعدما عبرت الجزائر بشكل صريح عن رفضها لإقصائها من أي عملية حول جارتها ليبيا، إضافة إلى عمل دبلوماسي وإلحاح دول صديقة كتركيا وروسيا.
وتلعب الجزائر اليوم دبلوماسيا على صعيدين، الصعيد الإفريقي حيث تعتبر القارة المجال الحيوي لها، وشكلت مشاركة الرئيس تبون في الدورة الــ 33 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي فرصة لإعادة كلمة الجزائر في محيطها الإفريقي، حيث أعلن رئيس الجمهورية عن إنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهي المؤسسة التي جمدت في بداية عهد الرئيس المستقيل، وأبرز ما تهدف له هذه الوكالة إعداد وتنفيذ السياسة الوطنية للتعاون الدولي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والثقافي والديني والتربوي والعلمي والتقني، وتقديم المساعدة لعمل الجهاز الدبلوماسي والوزارات المعنية من أجل التعبئة المثلى للمساعدة التقنية والمالية الخارجية في خدمة التنمية الوطنية، ضمان متابعة التسيير التقني والمالي لمشاريع المساعدة والتعاون الدولي لصالح بلدان أخرى، كما تريد الجزائر تعزيز التعاون مع جيرانها خاصة تونس وموريتانيا ودول الساحل الصحراوي، مؤكدة على مواصلة دعم مسار السلام في مالي الموقع في الجزائر سنة 2015.
على الصعيد العربي، تحافظ الجزائر على توازن علاقاتها مع مختلف الدول العربية، وتشكل أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس تبون بداية من أمس، وتدوم 3 أيام إلى المملكة العربية السعودية معالم لفهم توجهات الدبلوماسية الجزائرية في المرحلة الجديدة، في وقت أن هذا التنقل للرئيس تبون يأتي بعد يوم واحد من استقباله لأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والتأكيد على عمق العلاقات الجزائرية القطرية، فالجزائر من خلال كل هذه التحركات تبقى ملتزمة برفض سياسة المحاور التي تعرفها المنطقة العربية وملتزمة بملفات التعاون المشترك في كل المجالات والحفاظ على البيت العربي من خلال القيام بإصلاح جذري لعمل الجامعة العربية، في المقابل تشدد على رفض التدخلات الخارجية في سياستها الداخلية اليوم وغدا.
إ. ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super