جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان أن الجزائر تستقبل سنويا في إطار برنامج المنح الدراسية وبرامج التعاون الثنائي مع الدول العربية نحو 1300 طالب من عدة بلدان عربية، بحيث يتوزع هؤلاء على مختلف التخصصات في الأطوار التعليمية في الليسانس والماستر والدكتوراه.
وأبرز بن زيان أمس الثلاثاء، في كلمته خلال اليوم الثالث للمؤتمر 18 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي بأن الجزائر تعكف حاليا على بلورة رؤية إصلاحية عميقة لمنظومتها الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي رؤية حيث قال إنها شاملة في تصورها وتشاركية في مسعاها وتدريجية في تنفيذها.
وأضاف بأن هذه الرؤية تندرج في إطار الإصلاحات الشاملة التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون عن طريق إرساء دعائم الشرعية الدستورية وبناء مؤسسات ديمقراطية من أجل بناء الجزائر الجديدة التي يتبوأ فيها التعليم والبحث العلمي مكانة الصدارة حيث كرّس دستور الفاتح نوفمبر 2020 هذه الأولوية.
واعتبر المتحدث ذاته بأن ذلك يتجسد من خلال الضمانات الدستورية للحق في التعليم عبر دمقرطة الإلتحاق بالجامعة وحماية الحريات الأكاديمية وضمان حرية البحث والإبتكار، إضافة إلى تأسيس هيئتين استشاريتين عاليتين تعنيان بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي هما المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات والأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا .
وأكد بن زيان بأن الجزائر اعتمدت نهجا طموحا نحو تحقيق التنمية الشاملة المستدامة وهو الأمر الذي تطلب إنجاز استثمارات هامة في مجال البنية التحتية والقاعدة الإرتكازية إلى المساهمة في إطار التعاون والشراكة في جهود التنمية في المنطقة العربية في القارة الإفريقية.
وشدد بن زيان على ضرورة التنسيق والتشاور بين الوزراء والمسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي لمجابهة التحديات التي تفرضها التحولات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وأشار إلى أن “العالم العربي يواجه تحديات مشتركة في المجالات ذات الصلة بالتربية والثقافة والعلوم وهو ما يملي على القائمين على القطاعات المعنية ضرورة التنسيق والتشاور من أجل مجابهة تلك التحديات خاصة منها التي تفرضها التحولات العالمية والإقليمية المتسارعة”.
وذكر بن زيان أنه “بالرغم من التحديات المستجدة التي فرضتها الوضعية الوبائية جراء تفشي وباء كوفيد-19 على المستوى العالمي للسنة الثالثة على التوالي يبقى التعليم والتكوين والبحث والابتكار هي الميكانزمات الرئيسية المفضلة التي يمكن أن تستند إليها الجهود العربية من أجل التصدي للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19”.
وأضاف: “هذه التحديات التي لم يكن العالم في أتم الاستعداد لمجابهتها خاصة في مجالات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني والتعليم التناوبي والتعليم المدمج وما يرتبط بها من مقاربات بيداغوجية جديدة, وأنماط تعلم حديثة وأساليب تقييم مستحدثة”.
وتطرق بن زيان لاقتراح الجزائر المتضمن وضع آليات تعاون ذات طابع إجرائي وعملياتي وفقا لبروتوكول عربي موحد، وذلك عن طريق إنشاء شبكة للأكاديميات العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى جانب تفعيل دور هيئات التعاون العربية الموجودة حاليا بما يضمن الاستفادة المشتركة على غرار اتحاد الجامعات العربية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
وذكر في هذا الصدد بمقترحات الجزائر المتعلقة بتعزيز التبادل الطلابي العربي والرفع من عدد المنح وإقامة فرق بحث عربية مشتركة، معربا عن أمله في انخراط الدول العربية في المسعى الرامي إلى مجابهة التحديات التي تفرضها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة.
كما أشار إلى مساعي الجزائر الهادفة إلى استحداث فضاء لتبادل الامتياز والممارسات الحسنة بين مختلف البلدان العربية من خلال التفكير في إطلاق ندوة عربية للجامعات المرموقة المصنفة في مراتب عليا دوليا بما يمكن من البحث في سبل تثمين اداء المؤسسات الأكاديمية القائمة”.
وأشار الوزير إلى المقترح المتعلق بوضع آليات للتنافس العلمي والبحثي بين المؤسسات الجامعية العربية, عبر تصنيفات ومعايير مشتركة.
وعبر بن زيان عن أمله في أن تساهم الإقترحات الهامة والتوصيات المنبثقة عن المؤتمر الـ 18 لوزراء التعليم العالي العربي في وضع رؤية استشرافية متكاملة للتعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي آفاق 2030 تضمن انتقالا نوعيا في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار والتصدي للأوضاع الصعبة التي تعيشها الأمة العربية نحو واقع جديد يرتكز أساسا على استنهاض الهمم ووضع نظام للإعتراف بالشهادات التي تمنحها الجامعات العربية وحمايتها من التزوير وتحديد معايير عربية للتصنيف وتحسين ترتيب الجامعات عربيا ودوليا وتشجيع الحركية بين الأساتذة والباحثين والخبراء العرب وفتح مجال التنافسية والإبتكار والإبداع والتميز في الوطن العربي.
ودعا المسؤول ذاته القائمين على الجهود العربية للعمل على الرفع من نسبة الإعتمادات المالية المخصصة لفائدة البحث والتفكير في إيجاد آليات تمويل موحدة لعدد من المشاريع المشتركة والتي من شأنها ترقية الإمتياز.
وكشف الوزير بن زيان في هذا الصدد أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر أبرمت العديد من المذكرات والإتفاقيات في شتى المجالات العلمية والبحثية والتي أسهمت إلى حد كبير في تعميق الشراكات وتقريب وجهات النظر خاصة وأن الجزائر تتطلع إلى مزيد من الإتفاقيات ومذكرات التعاون وتوحيد الرؤى والأهداف اتجاه القضايا المصيرية.
زينب. ب