تحاول عدد من البلدان الإفريقية من بينها الجزائر وجنوب إفريقيا عزمها مقاطعة القمة الإفريقية الإسرائيلية المرتقبة والمقرر تنظيمها في شهر أكتوبر المقبل، وذلك على خلفية تحركات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة في إطار تحضيراتها الدبلوماسية للمشاركة القوية في هذا الموعد المنتظر تنظيمها في الطوغو.
من المنتظر أن تنعقد قمة إفريقيا- إسرائيل خلال شهر أكتوبر القادم، بالطوغو، ويطلق على مؤتمر الطوغو اسم مؤتمر “إسرائيل – أفريقيا”، وقد تم تدشين موقع الكتروني استعدادا لهذه المناسبة، وتقوم السلطات الإسرائيلية بمشاورات مستمرة مع بعض الدول الإفريقية بعد تمكنها من فتح سفارات لها في بعض البلدان من القارة السمراء. وجاء في تقارير دولية أن تل أبيب مستاءة من دخول الكثير من الدول الإفريقية على خط الجهود التي تبذلها أطراف مناوئة لتوسع الكيان الصهيوني في إفريقيا، لعرقلة القمة الإفريقية الإسرائيلية، وقال تقرير أعده خبراء إسرائيليون أن هذه البلدان ترى في التوسع الاسرائيلي في القارة السمراء منافسة لها داخل عقر دارها وتخشى من تركيز الحكومة الإسرائيلية سياستها على القارة السمراء. وحسب بعض المعلومات فإن الجزائر وجنوب إفريقيا اللتان تعدان من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية في أفريقيا، بدورهما يسارعان الزمن على الصعيد الديبلوماسي لإفشال الاختراق الاسرائيلي لإفريقيا، إذ أن دبلوماسيا جنوب إفريقي لم يذكر اسمه، أكد للقناة الإسرائيلية السابعة وهي قناة تلفزيونية غير حكومية، ” عزم بلاده مقاطعة القمة التي ينتظر عقدها بالطوغو “، وقالت القناة، “إن جنوب إفريقيا تسعى إلى مقاطعة إسرائيل في أوساط الدول الإفريقية، بعد محاولات نتنياهو عقد اتفاقيات مع بعضها، لمنع تشكيل أغلبية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة “، جنوب إفريقيا ليست الدولة الوحيدة التي ترفض التحركات الإسرائيلية في القارة الإفريقية، إذ أكد ذات المصدر، أن الجزائر وموريتانيا وتونس تقف مع بلاده في صف واحد في التصدي لتلك التحركات. وحسب تقرير نشرته صحيفة “جيروزالم بوست ” الإسرائيلية يرتقب عقد هذه القمة في دولة الطوغو نهاية أكتوبر المقبل، وينتظر أن تعرف مشاركة ما بين 20 إلى 30 رئيس دولة في القمة، قالت فيه أن إسرائيل تعتزم توجيه دعوات إلى 54 دولة افريقية للمشاركة في القمة.
في ذات السياق، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، “هناك صراعا سياسيا بين مصر وإسرائيل في أفريقيا، على خلفية التوغل الإسرائيلي المستمر في القارة الأفريقية “، وأضافت الصحيفة أن “مصر ونيجيريا والمغرب وبعض الدول الإسلامية الأخرى، يعملون جاهدين من أجل إحباط المساعي الإسرائيلية الرامية إلى ترسيخ أقدامها في إفريقيا “، ونقلت عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم ” إنه على الرغم من الجهود العربية المبذولة، إلا أن إسرائيل تحقق أهدافها، وعودتها إلى أفريقيا أمر مفروغ منه “، وأشارت معاريف إلى أن الصراع بين إسرائيل وخصومها يدور في اتجاهين أساسيين، الأول ” مؤتمر طوغو ” والذي تعد له إسرائيل منذ شهور والمقرر عقده في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر. فبعد زيارة نتنياهو إلى 4 دول من شرق إفريقيا، العام الماضي، يدل مؤتمر توجو على عودة إلى إسرائيل لدول غرب أفريقيا “.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ” أصدر تعليمات مشددة بضرورة ترسيخ العلاقات مع أفريقيا ووضعها على قائمة الأولويات الإسرائيلية، ولذلك يبذل ممثلو الخارجية الإسرائيلية في أفريقيا جهودا كبيرة من أجل إنجاح المؤتمر، الذي من المتوقع خلاله أن يلتقي نتنياهو خلاله بأكثر من 10 من القادة الأفارقة “، وبحسب صحيفة معاريف، فإن بعض الدول العربية ” يعارضون إقامة المؤتمر لأنهم يعتبرون أن هذا التطور يمكن أن يضر بمكانتهم في القارة الأفريقية “، وعلقت الصحيفة على موقف هذه الدول العربية بالقول ” إن هذا النمط من السلوك كان معروفا للخارجية الإسرائيلية قديما، واليوم تعاود الدول العربية السير على نفس النهج القديم، حيث تم الضغط على بعض قادة أفريقيا لعدم حضور المؤتمر “، أما الساحة الثانية التي تشهد صراعا بين الدول العربية وعلى رأسها مصر وبين إسرائيل، هي محاولة الأخيرة الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة دولة مراقب، حيث أثار نتنياهو هذه القضية مع كافة الزعماء الأفارقة الذين التقاهم. وفي إطار السياسة الإسرائيلية اتجاه قارة إفريقيا، تقول الصحيفة الإسرائيلية إن نتنياهو ” أصدر تعليمات للخارجية الإسرائيلية بتقديم دعم غير محدود وبكافة الطرق الممكنة لسيراليون، وبالفعل أرسلت تل أبيب مساعدات إنسانية إلى الدولة الواقعة غرب أفريقيا، في أعقاب الفيضانات “، ونشرت صحيفة ” جيروسالم بوست ” الإسرائيلية مؤخرا، تقريرا أشارت فيه، إلى أن دولة الطوغو ستوجه الدعوة إلى 54 دولة افريقية للمشاركة في القمة المشار إليها. ويقدم الإعلام الإسرائيلي حيزا كبيرا لهذه القمة، وأصبح يعول عليها كثيرا لإعطاء صورة قوية عن إسرائيل، حيث أشارت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن إسرائيل ” تسعى إلى تطوير وتقوية علاقاتها مع الدول الإفريقية، وهي تملك سفارات في عشر دول من أصل 54 دولة وهذه الدول هي : السنغال، مصر، انغولا، غانا، كوت ديفوار، إثيوبيا ، جنوب إفريقيا ، نيجيريا، كينيا، الكاميرون، إلى جانب عدد من السفراء غير المقيمين “.
من جانب آخر، وعلى عكس ما يروج في الكواليس من نية بعض الدول ” محاربة ” التواجد الإسرائيلي في القارة السمراء، أورد الموقع الإسرائيلي ” إسرائيل فالي ” أن المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، كشف بأن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل ” بلغ أكثر من أربعة ملايين دولار شهريا “. وأضاف الموقع أن التجارة بين إسرائيل والمغرب ” تشهد ارتفاعا كبيرا، وفقا لإحصاءات المكتب المتخصص، حيث أن صادرات المغرب إلى إسرائيل بلغت 24 مليون دولار سنة عام 2015، وسط ترقب بتضاعف المبلغ بفعل تزايد واردات السلع الإسرائيلية إلى المغرب “، ووفقا لذات المصدر، يعد المغرب ” ضمن أكبر البلدان الإفريقية الخمسة التي تربطها مبادلات تجارية مع إسرائيل، حيث يعد المغرب الشريك الثاني بعد مصر في القارة السمراء، تليه موريتانيا ثم إثيوبيا فأوغندا ثم جمهورية غانا “، وأضاف ذات المصدر، أن ” الشركات الإسرائيلية للصناعات الكيميائية والميكانيكية والأجهزة الإلكترونية والمعدات المخصصة للقطاع الزراعي تصدر منتوجاتها نحو المغرب، محققة رقم معاملات شهري فاق في السنة الماضية حوالي أربعة ملايين دولار شهريا “.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / فيما اعتبر المغرب ومصر شريكين هامين للكيان العبري :
الجزائر تضغط تجاه مقاطعة قمة إسرائيل- أفريقيا بالطوغو
الجزائر تضغط تجاه مقاطعة قمة إسرائيل- أفريقيا بالطوغو