تواصل القوات الجوية المصرية ضرب مواقع ما تقول عنهم “متشددين” شرق ليبيا وخاصة في درنة، هذا قبل أيام من اجتماع مهم تحتضنه العاصمة الجزائر في 5 و6 من شهر جوان يجمع قائدي الدبلوماسية الجزائرية والمصرية والتونسية لبحث تسوية سلمية للأزمة الليبية.
يواصل الطيران الحربي القيام بطلعات جوية ضد معاقل التنظيمات الإرهابية ” مجلس شورى بنغازي ” في شرق ليبيا، بعد الهجوم الإرهابي الذي ضرب المينيا المصرية وخلف عشرات القتلى من الأقباط المسيحيين المصريين، ويأتي سياق هذا التدخل العسكري المصري في ليبيا بعد الزيارة التي قادها رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي إلى شرق ليبيا ولقائه الماريشال الليبي خليفة حفتر الذي يترأس جيشا ليبيا مدعوما ببرلمان طبرق، وتدعم هذا التدخل العسكري بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد أحداث المينيا وهدد من خلاله الجوار بالتدخل في إطار مكافحته للإرهاب الذي يستهدف الأمن القومي المصري وتأتي رسائل السيسي موجهة بالأخص إلى ليبيا التي تعرف صراع سياسيا وعسكري كبير بين حكومة طرابلس وحليف القاهرة الأساسي الماريشال خليفة حفتر، لكن التدخل المصري العسكري المتواصل في ليبيا تحت غطاء مكافحة الإرهاب لم تستقبله الجزائر بعين الرضا حسب موقع ” ميدل إيست ” المقرب من الدوحة حيث نقل ” أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوقف الغارات الجوية التي يشنها الطيران المصري على مدينة درنة الليبية، مؤكدا أنها لن تحل الأزمات الأمنية التي تعيشها مصر “، وذكر المصدر ذاته نقلا عن ” مصدر دبلوماسي إن الضربة العسكرية الأخيرة على شرق ليبيا، قد حركت الجزائر، حيث راسل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نظيره عبد الفتاح السيسي يطلب منه وقف قصف ليبيا “، ولفت الموقع إلى أن بوتفليقة أبلغ السيسي، أن قصف ليبيا لن يحل المشاكل الأمنية، وذلك بعد شن الجيش غارات على ما قال إنها مواقع لإرهابيين بمدينة درنة شرقي ليبيا “.
في نفس الوقت تنقل بعض المصادر أن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي ” اتصل مباشرة بعد الغارات بأحمد أويحيى، مدير ديوان الرئيس وطلب التوسط لدى القاهرة لوقف الهجمات الجوية على شرق ليبيا “، لكن لحد الساعة لم تؤكد الجزائر رسميا عبر وزارتها للخارجية حول موقفها بخصوص التدخل العسكري المصري في ليبيا، وتتجه الجزائر لاحتضان لقاء يجمع وزراء خارجية كل من تونس ومصر الشهر المقبل لبحث آخر الأوضاع في الجارة ليبيا، ومن المنتظر أن تعالج هذه الاطراف قضية التدخل المصري في البلد بالرغم من أن القاهرة تقول أن تدخلها شرعي وفق ميثاق الجامعة العربية ولوائح الأمم المتحدة التي تخول لأي بلد بالتدخل للدفاع على أمنه القومي إن كان مهددا.
وكان خلال اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد في الجزائر خلال الشهر الحالي، أن كشفت بعض المصادر عن خلاف جزائري مصري حول إشراك الإسلاميين في عملية الحكم في ليبيا، بين الجزائر التي تطالب بمصالحة شاملة والقاهرة التي لا تريد أي مكانة للإخوان المسلمين في الدولة الليبية مستقبلا ولذلك تمعن في دعم الماريشال خليفة حفتر.
وسبق أن أشار محمد حامد الباحث المصري في العلاقات الدولية في تصريحات لـ “الجزائر” أن ” الضربات المصرية في ليبيا تهدف إلى هزيمة المتطرفين في ليبيا والجماعات المارقة والتي تهدف إلي زعزعة استقرار الدولة المصرية وأيضا النيل من مصر عبر تنفيذ عمليات إرهابية موجعه ومؤثرة “، وأضاف محمد حامد أن ” هدف الضربات المصرية في ليبيا هو رغبة القاهرة في استعادة كيان الدولة في ليبيا عبر نواة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر والبرلمان المنتخب كما أن التدخل في ليبيا يقع تحت الفصل السابع الخاص بالأمم المتحدة وهذا يتيح التدخل الدولي وأن الضربات المصرية لا تعد انتهاكا للسعادة الليبية لأنها جاءت بموافقة الحكومة والجيش الليبي ووفق ميثاق الجامعة العربية وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي التي تسمح لمصر في حق الدفاع الشرعي عن أمنها القومي “.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / حسب موقع " ميدل إيست " المقرب من الدوحة :
الجزائر تعارض التدخل العسكري المصري في ليبيا
الجزائر تعارض التدخل العسكري المصري في ليبيا