قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، إن الجزائر “تفتقد إلى أحزاب قادرة على توجيه الرأي العام، أو هيئات يمكنها اتخاذ قرارات حقيقية”، واصفا المشهد السياسي في البلاد بأنه يعاني من “أزمة مؤسسات” وهذا خلال مشاركته كأمين عام لمنتدى كوالالمبور في ندوة حول الوضع السياسي في الجزائر استضافتها مدينة اسطنبول التركية.
استضافت مدينة إسطنبول، ندوة حول الوضع السياسي في الجزائر، لمناقشة أبعاد مبادرة “الوفاق الوطني” التي تقدّمت بها مؤخرا حركة مجتمع السلم، وعرضتها على الطبقة السياسية في الجزائر، من الموالاة إلى المعارضة، حيث قالت إنها تسعى من خلالها إلى إخراج البلاد من “أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة”، ولكنها في نهاية المطاف وجدت نفسها أمام طريق مسدود بسبب رفضها من طرف الحزبين الحاكمين “جبهة التحرير الوطني” و”التجمع الوطني الديمقراطي”، كما أنها توجهت إلى المؤسسة العسكرية بطلب رعاية الانتقال الديمقراطي لكن هذه الأخيرة على لسان الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش أعلنت رفضها للمبادرة جملة وتفصيلا، لأنها تدفع الجيش للعمل السياسي وهذا ما ترفضه المؤسسة العسكرية التي تقول إنها “تكتفي بمهامها المنصوص عليها دستوريا”.
وكان مركز “علاقات تركيا والعالم الإسلامي” قد نظم الخميس الفارط، قدّمها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، بمشاركة وحضور عشرات الباحثين والكتاب العرب والأتراك، تناولت الوضع السياسي في الجزائر على بعد أشهر قليلة عن الانتخابات الرئاسية لسنة 2019.
وقد أفاد رئيس “حمس” عبد الرزاق مقري على صفحته في “الفايسبوك” وهو الأمين العام لمنتدى كوالالمبور بأنه قام بزيارة إلى اسطنبول “لعقد اجتماع الأمانة العامة لمنتدى كوالالمبور تحضيرا لزيارة ماليزيا ولقاء رئيس المنتدى د. مهاتير محمد ولتنظيم الندوة الدورية التي ستمنح فيها جائرة د. مهاتير محمد الثانية والتي ستقام لاحقا في كوالالمبور في شهر أفريل من السنة المقبلة”.
وعلى هامش لقاء الأمانة العامة قام عبد الرزاق مقري بإلقاء محاضرة في مركز دراسات “تركيا والعالم الإسلامي” تحدث فيها عن واقع الأمة العربية والإسلامية والرهانات المستقبلية حضرها العديد من أبناء الجالية الجزائرية في تركيا، ومراكز دراسات عربية وإسلامية. حيث حذر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري من الوضع الأمني الذي يحيط بالجزائر، مشيرا إلى أنها ” البلاد تعاني من أخطار تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في دول الجوار، سواء ليبيا شرقا أو مالي والنيجر جنوبا، علاوة على انعكاسات محتملة لسباق النفوذ في المنطقة بين الدول الكبرى”.
من جانب آخر، اعتبر عبد الرزاق مقري أن الحضور “أظهر اهتماما كبيرا ولافتا بمبادرة التوافق الوطني التي أطلقتها الحركة مؤخرا ومتابعة وإحاطة كبيرة بالكثير من جوانبها التي أكدت أهميتها ومعقوليتها وأهمية الجهة التي أطلقتها”. وأوضح رئيس “حمس” أنها “كانت المناسبة فرصة كبيرة للدكتور مقري لتوضيح كثير من الجوانب التي تناولتها وسائل الإعلام العربية والإسلامية عن المبادرة ومعالجة نقاط الظل التي تعلقت بها. واعتبر العديد من المشاركين بأن تطور الفكر السياسي لدى الحركة يمثل حالة متقدمة في الفكر السياسي الإسلامي جديرة بالاهتمام والمتابعة”.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز علاقات تركيا والعالم الإسلامي، تأسس في إسطنبول عام 2015، وهو متخصص في خدمة العلاقات الإسلامية والتركية في مختلف المجالات، خاصة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بحسب المركز نفسه.
إسلام كعبش