كشفت صحيفة “كوميرسانت” عن نية الجزائر شراء 14 مقاتلة ميغ-29 أم/أم 2 بمبلغ يصل إلى 800 مليون دولار من روسيا .
وأشارت الصحيفة الروسية، إلى أن وفدا جزائريا حضر الأسبوع الماضي منتدى “الجيش-2018” في مدينة كوبينكا بمقاطعة موسكو، وناقش على هامشه مسائل متعلقة بتوريد الأسلحة مع نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول ألكسندر فومين.
وقال خبيرالتسليح العسكري “أكرم خريف” “للجزائر ” أن الصفقة لم توقع بعد ،و أن شكوكا كثيرة لاتزال مطروحة لإتمامها ،بفعل التجربة السيئة للجزائر في استخدام هدا النوع من الطائرات المقاتلة قبل 12 عاما من اليوم.
ونقل خبير التسليح في الموقع الإخباري الذي يديره “مينا دفاع” المختص في الشؤون العسكرية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا شكوك بعض الخبراء العسكريين في احتمال إلغاء الصفقة قبل إتمامها بفعل تجربة الجزائر السابقة في طائرات ميغ 29 أس أم.
حين اضطرت الجزائر إلى إعادة 15 مقاتلة من طراز “ميغ 29” كانت قد استلمتها في سنتي 2006 و2007 بسبب نوعيتها التي تبين أنها أدنى من التوقعات .
واقترحت موسكو على الجزائر تسليمها، بدلا من طائرات الميغ هذه، مقاتلات احدث لكن ثمنها اكبر بكثير، وهي “ميغ 29-أم 2″ و”ميغ35 ”
وتعد الجزائر إحدى أكبر الدول المستوردة للطائرات الروسية، إذ زودت قواتها الجوية خلال الـ10 سنوات الأخيرة بـ58 مقاتلة “سو-30 أم كي أ” و14 مروحية نقل “مي – 26 تي 2” و16 طائرة تدريبية قتالية من طراز “ياك-130″، بالإضافة إلى مروحيات قتالية من طراز “مي-28”.
يذكر أن “ميغ-29” هي طائرة مقاتلة من مقاتلات الجيل الرابع صممت للسيطرة الجوية في الإتحاد السوفيتي، وتم تصديرها إلى العديد من الدول النامية إضافة إلى دول حلف وارسو وما زالت بالخدمة في القوات الجوية الروسية والعديد من الدول الأخرى، وقد صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي والدفاع الجوي وحتى الهجوم الأرضي.
وتستطيع الميج-29 حمل ستة صواريخ جو-جو من طراز “أر-73” إضافة إلى صواريخ “أر-60” ومدفعًا من عيار 30 مم، وتعد من الطائرات متعددة المهام، حيث صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي، والدفاع الجوي، وحتى الهجوم الأرضي، ورغم أن العديد من الخبراء يقارنون إمكانياتها بالطائرة “إف-16” الأمريكية نظرًا، لتشابههم في الحجم، إلا أنها في الواقع تشبه إلى حد ما المقاتلة “إف-15 “.
وكان رئيس قسم الأسلحة في شركة “روستيخ” الروسية سيرغي أبراموف، قد كشف فيما مضى أن روسيا تعتزم الرفع من تعاونها العسكري التقني مع الجزائر، وأنها ستكثر من منح القروض للدول الراغبة في شراء الأسلحة الروسية.
وتصنف الجزائر منذ سنوات في المرتبة الثالثة في العالم كزبون دائم للصانع الروسي في مجال الصناعات العسكرية والحربية، إذ أبرمت الجزائر صفقات تسليح مع روسيا تزيد عن 2.5 مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة .
وجاءت الهند في المركز الأول بين البلدان التي تشتري الأسلحة الروسية حيث اشترت منها ما قيمته 14 مليار دولار تقريبا خلال نفس الفترة.
وتشغل الصين المركز الثاني، بينما تأتي فيتنام في المركز الرابع بعد الجزائر .
وتدخل أذربيجان وسوريا وميانمار وأوغندا في قائمة البلدان العشرة التي تشتري أسلحة روسية أكثر من غيرها،وتحوز المبيعات الروسية على مايقارب 60 زبونا في انحاء العالم. وتتصف تجارة الأسلحة الروسية بمخالفتها لمعظم البلدان الأخرى، إذ توافق على تسليم تقنيات إنتاج أسلحتها بدون شروط سياسية وهو ما يعتبر مهما جدا لبلدان تمارس سياسة خارجية مستقلة دون الالتفات إلى واشنطن.
وعلل السفير الروسي بالجزائر إيغور بيلايف أن سبب الاهتمام الجزائري بالسلاح الروسي هو الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يتنامى الإرهاب في إفريقيا الشمالية وخصوصا في ليبيا التي أصبحت دويلات مسيطر عليها من قبل المجموعات المسلحة، بالإضافة إلى الوضع على الحدود الجنوبية وفي دولة مالي .
وأشار السفير الروسي إلى أن الجزائر هي صديق تاريخي لروسيا وبين الدولتين أكثر من علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية.
رفيقة معريش
الصفقة لا تزال لم توقع بعد:
الوسومmain_post