عرفت السياحة الصحراوية انتعاشا ملحوظا هذا الموسم مقارنة بالمواسم الفارطة، لاسيما بعد الإجراءات التي اتخذتها الدولة بخصوص التسهيلات في منح التأشيرة للسياح الأجانب بواسطة وكالات السياحة والأسفار لدى الوصول وبرمجة رحلات جوية إضافية نحو مناطق الجنوب الكبير.
وكشفت إحصائيات مديرية السياحة والصناعة التقليدية توافد ما لا يقل عن 3121 سائحاً منذ مطلع السنة الجارية، على ولاية تيميمون، وذلك في إطار موسم السياحة الصحراوية.
وأوضحت ذات المصالح أن 2423 سائحاً وطنياً و698 أجنبياً من مختلف الجنسيات ممن توافدوا على الواحة الحمراء منذ مطلع السنة الحالية، وذلك للإستمتاع بما تزخر به المنطقة من قدرات سياحية متنوعة ما بين طبيعية وثقافية وتاريخية، وهو ما يؤهلها لإستقطاب السياح.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان المديرة المحلية للقطاع، يمينة تمام، قولها إنّ السياح يتوافدون على جميع المعالم السياحية بالمنطقة من بينها القصور القديمة التي تشتهر بها هذه الولاية التي تحصي أكثر من 100 قصر أثري، فضلاً عن المناظر الطبيعية الخلابة والمسالك السياحية المتنوعة.
ونوّهت إلى أنّ الرصيد التراثي والثقافي الثري والمؤهلات السياحية المتعددة التي تشتهر بها ولاية تيميمون، يمنح للسائح الحرية في اختيار وتحديد المواقع السياحية والتاريخية التي يرغب في زيارتها، وهناك من السياح ممن يفضلون السياحة الدينية وحضور المهرجان الوطني الثقافي الوطني ”أهليل” المنظم سنويا، واكتشاف مشاهد من الثقافات الشعبية والفنون والطبوع الموسيقية، وآخرون يفضلون الإستمتاع بمشاهدة المهرجانات الفولكلورية والمواسم الشعبية، وأيضا التعرف على ما تزخر به الولاية من صناعات تقليدية وأكلات تقليدية.
السياحة الصحراوية تشهد رواجا وإقبالا كبيرين
وفي هذا السياق، كشف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، نذير بلحاج، أن موسم السياحة الصحراوية “كان إيجابيا بشكل كبير خاصة في ظل التسهيلات التي قدمتها الدولة والتي وضعت حدا لجملة العراقيل التي كانت تقف أمام الارتقاء بالسياحة الوطنية على مدار العقود الماضية”.
وأوضح بلحاج في تصريح لـ”الجزائر” أن “التدابير التي اتُّخذت مؤخرا لفائدة السياح الأجانب والمتمثلة في منح تأشيرات الدخول على مستوى المطارات والمعابر الحدودية، عكست عزم الدولة على تفعيل السياحة الصحراوية وبفعل نجحت في ذلك حيث عرف هذا الموسم انتعاشاً ملحوظاً مقارنة بالمواسم الفارطة”.
وتوقع المتحدث، انتعاش قطاع السياحة والسياحة الصحراوية والحموية أكثر خلال الموسم المقبل، مؤكدا أن النقابة الوطنية للوكالات السياحية تعمل على الترويج للسياحة من مختلف المعارض الدولية والوطنية خاصة وأن السياحة الصحراوية قاطرة حقيقية لإنعاش القطاع، يرتبط تطويرها وترقيتها باستقطاب أكبر عدد ممكن من سياح الداخل والخارج.
موسم استثنائي وحضور مميز للأجانب
كما أكد المنسق الرئيسي ومساعد رئيس الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، قايم عبد العليم، أن “السياحة الصحراوية عرفت انتعاشا ملحوظا فاق السنوات الماضية، واهتماما كبيرا من قبل السياح خاصة الأجانب وذلك بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية بخصوص التسهيلات في منح التأشيرة للسياح الأجانب”.
وقال المتحدث في تصريح لـ”الجزائر” إن “الفيدرالية كان لها زيارة خلال الموسم إلى الصحراء ولاحظنا إقبالا كبيرا للسياح خاصة في تمنراست والفيدرالية اجتمعت أيضا بمديريات السياحة بولايات الجنوب الذين أكدو لنا أن موسم السياحة الصحراوية لهذه السنة كان استثنائيا”.
وأشار ممثل الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة أن الفنادق التابعة للفدرالية الموجودة في الولايات الجنوبية عرفت نشاطا كبيرا ما يدل على نجاح السياحة الصحرواية هذا الموسم، مشيرا أن الفيدرالية تسعى للترويج للسياحة الصحراوية وذلك من خلال تنظيم زيارات للولايات الجنوبية، أبرزها زيارة الاتحاد العربي للإعلام السياحي الذي كان له تنقل مؤخرا لولاية بسكرة.
وفي نفس الموضوع، أكد عضو بالمكتب الوطني للفيدارلية الوطنية للوكالات السياحية والفندقة، درقاوي جلول، أن “السياحة الصّحراوية في الجزائر حققت أرقاماً إيجابية خلال هذه السنة مقارنة بالسنوات الأخيرة، ونسقا تطوّريا متعاظما مردّه قرارات وإجراءات التحفيز العمومية، مما ساهم في رفع العراقيل والتجميد وهو مؤشر واضح على انتعاشها”.
وأوضح أن جانت وولايات الجنوبية عرفت توافدا كبيرا من السياح خاصة الأجانب بعد التسهيلات التي أجرتها الدولة بخصوص التأشيرة، داعيا السلطات إلى تفعيل التأشيرة الالكترونية من أجل تطور أكثر للسياحة الصحراوية.
فلة. س