– عدد حالات الإصابة مرشحة للإرتفاع ولا بد من اليقظة
– توزيع مليون جرعة للقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية ولا يوجد هناك سوء في التوزيع
كشف المدير العام لمعهد باستور، فوزي درار، أن الحالة الوبائية الحالية التي تعرفها الجزائر تشير إلى أن فيروس كورونا في انتشار وارتفاع مستمر وأننا نعيش موجة ثانية لهذا الفيروس وسط حديث أطباء من المنظمة العالمية للصحة عن موجات أخرى ممكنة لهذا الوباء العالمي.
وذكر درار لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى: “الجزائر تعيش موجة ثانية لفيروس كورونا، فالحديث عن موجة ثانية ليس تقني مخبري بل بانخفاض عدد حالات الإصابة ومعاودة الارتفاع وبلوغ الذروة فالموجة عبارة عن منحنى وهو في تصاعد ولم يصل للذروة ثم ينزل للأسفل ويعاود الصعود للذروة الكبرى وخبراء منظمة الصحة العالمية تكلموا عن موجات أخرى ممكنة”.
كما أكد المتحدث، أن ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا هذه الأيام كان منتظرا مع انخفاض الحرارة داعيا لليقظة والحذر والتقيد بالتدابير الصحية، وقال: “إن شاء الله لا نصل للوضعية التي تعيشها بعض الدول الأوروبية المعلومات الصحية المتوفرة لدينا والتطورات الصحية تشير إلى أن الفيروس في سريان مستمر وارتفاع أيضا ولهذا لا بد من اتخاذ إجراءات لكسر سلسلة انتقالهذا الفيروس الذي أضحى ينتقل خصوصا على مستوى المدن الكبرى وهذا كان منتظرا لكن ولكن سرعة انتشاره لم تكن منتظرة غير أنه و مع انخفاض درجات الحرارة فإن المناخ يكون مناسبا أيضا يساهم في ارتفاع عدد حالات الإصابة فعلينا أن نكون يقظين و حذرين ونعمل على الحد من سريان هذا الفيروس حاليا”. وكشف عن استعمال نوع جديد من الكواشف لتشخيص المصابين بفيروس كورونا وأن 10 آلاف كاشف ستصل الأسبوع المقبل.
الإجراءت الوقائية الخاصة بكوفيد 19 فعالة لتقليص حّدة الإنفلونزا الموسمية
وفي ظل التخوفات المطروحة مع التقاء وباء كورونا والأنفلونزا الموسمية، أكد درار أن السؤال بخصوص ذلك يبق مطروحا غير أن المؤكد – على حد تعبيره- هو أن جملة التدابير الوقائية التي اتخذت للوقاية من فيروس كورونا والذي على المواطن الالتزام بها من ارتداء الكمامة واحترم مسافة التباعد الجسدي وغيرها من شأنه المساهمة في بلوغ الذروة فيما يتعلق بالأنفلونزا الموسمية وقال: “لا نتمنى ذلك ولكن حاليا لم نصل بعد لمرحلة الذروة والحدّة فيما يتعلق بالأنفلونزا الموسمية ونحن في الجزائر معروف أن ذروة هذا الفيروس وحّدته تكون بداية جانفي وفي 4 السنوات الماضية تم تسجيل ذروة الإصابات بالأنفلونزا الموسمية في الأسبوع الأول من شهر فيفري فعلينا أن نكون يقظين ومستعدين لكي نستقبل وباء آخر زيادة على وباء كورونا الذي نعيشه اليوم ولكن ماذا سيكون عند وجود ذروة في الانفلونزا الموسمية والتقائه مع كوفيد 19 هذا السؤال يبقى مطروحا ؟ ولو يكون هناك وعي والتزام بالتدابير الوقائية من ارتداء الكمامة و التباعد الجسدي ممكن جدا أن نتفادى الوصول للذروة فيما يتعلق بالأنفلونزا الموسمية” وتابع: “الإجراءات التي هي الآن سارية المفعول الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا والتقليل من تفشيه هي ذات فعالية ولن يكون هناك حّدة في الأنفلونزا الموسمية ولذلك علينا التقيد بها”.
معهد باستور يستقبل ما بين 1200 و1300 عينة يوميا
وردّ درار عن عملية التشخيص و الكشف و مطالب الكثيرين بالرفع من وتيرة ذلك بالقول :”هذا سؤال يعود للواجهة كثيرولكن ماهو الهدف و الإستراتيجية المتوخاة من هذا الأخير ؟ فالأمر بسيط هو عزل الأشخاص الذين لديهم أعراض تفاديا لإنتقال العدوى و محيطهم .” وتابع :” في معهد باستور الآن نتماشى مع تطور الوضعية الوبائية و في الأيام الأخيرة لاحظنا ارتفاع كبيرفي العينات التي استقبلها المعهد فيه بعض المشاكل في بعض المخابر بمعدل 1200 إلى 1300 عينة ممكن أكثر و في بعض الأيام أقل و فيه عمل في المعهد من أجل اقتناء ماكنات التي عرفت تآخرا و هذا الأسبوع حل لهذا المشكل إضافة لوجود مخابر استشفائية تعطلت من حيث عملية الكشف بسبب تقص بعض الوسائل وهي أمور تحدث في مراحل وبائية عالمية”
وعن توفر كواشف “بي سي آر” في كل المستشفيات، ذكر: “فيه بعض المراكز الإستشفائية التي لا تتوفر على تحليل بي سي آر ولكن يجب على مسؤولي المخابر ضبط هذه الأمور بالتنسيق مع الجهات المعنية وأذكر أنه كانت فيه تعليمات من طرف رئيس الجمهورية بالتكفل بهذا الموضوع من طرف الجهة المعنية ويجب أن يؤخذ الأمر بعين الإعتبار ليكون في الأسابيع القادمة متوفر ما يلزم في المخابر فالمسؤولية تقع على مدراء المستشفيات الواجب عليهم التعامل مع هذه الوضعيات بالتنسيق مع الجهات المعنية للعلم بما يجب القيام به و استدراك النقائص”.
وفي تقييمه للإستراتيجية المتبناة لمكافحة فيروس كورونا أبرز درار أنه من الطبيعي أن تكون هناك إختلالات لأننا أمام وباء عالمي جديد غير أن الأولوية والأهمية يجب أن تعطي لاستدراكها و معالجتها في وقتها و عدم تركها و ذكر:” نحن نعيش وباء عالمي جديد وقد تكون هناك اختلالات غير أن المهم هوالتعامل معها بسرعة لتداركها وإصلاحها والشيء غير المقبول هو أن يكون الإختلال موجودا ويترك دون حل وهذا غير مسموح به وفي ظل تواجد مشاكل مثل نقص الكواشف نحاول التعامل معها بسرعة وكانت هناك مشاكل لما كما في الموجة الأولى وتعاملنا معها وبعدها كان هناك تنسيق كبير سمح فقد وجدنا مخابر لم تكن تشتغل في الأول اليوم تعمل ومعها المخابر الخاصة التي تقدم مساعدة جيّدة”.
تم توزيع مليون جرعة للقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية
وما تعلق باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية والضجة التي أثارها الصيادلة عن نقصه بالرغم من إنطلاق الحملة الوطنية للتلقيح يوم 3 نوفمبر الماضي أكد درار أن العملية هذه السنة تختلف عن السنوات الماضية بالنظر لتزامن الأمر مع الأزمة التي تعيشها الجزائر بسبب فيروس كورونا كاشفا عن توزيع مليون جرعة من أصل 1.8 مليون جرعة تم إقتناؤها و التي تصل بصفة تدريجية و ذكر :”الفرق عن السنوات الماضية أن هذه السنة تأتي العملية في وضع استثنائي بسبب فيروس كورونا و غلق المطارات و الخطوط الجوية لبلدان كثيرة لم نأت بالتلقيح دفعة واحدة بل بصفة تدريجية و هناك بعض الصيادلة اشتكوا من نقص الكمية ووصفوها بالقليلة و هذا صحيح و لكن الأمر هو مؤقت و بداية من هذا الأسبوع سيختلف الوضع و الصيدليات ستقتني اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية ” و بلغة الأرقام كشف درارعلى أنه تم إستيلام لغاية اليوم حوالي مليون جرعة و تم توزيع عدد كبير من الجرعات لا سيما على الصيادلة الخواص وأضاف: “استلمنا لغاية اليوم مليون جرعة تم توزيع حصة على الصيادلة الخواص و نهاية الأسبوع ستستمر العملية لغاية ضبط طلبات و لدينا 1.8 مليون جرعة وإذا كان هناك طلب زائد سيكون هناك إقتناء لجرعات أخرى لدينا تأكيدات من الممون الرئيسي أنه ستكون هناك جرعات زائدة في الأسابيع القادمة”، وتابع: “لا يوجد سوء في توزيع اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية من ناحية المستشفيات أو المراكز الصحية الجوارية معهد باستور يتعامل مع مديرية الصحة وفق طلب من وزارة الصحة يأتي من قبل وهذه الأخيرة تتلق برنامجا من طرف وزارة الصحة للتوزيع على المراكز الصحية أما بالنسبة للخواص فالتعامل يكون مع بائعي الجملة وهم من ينسقون مع الصيدليات”.
ولم يفوت ذات المتحدث، الفرصة للتذكير أن اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية لا يحمي من فيروس كورونا فالفيروسان مختلفان تماما، غير أنه أكد بالموازاة مع ذلك أنه هذا اللقاح موجه للأشخاص الذي هم عرضة لمضاعفات عند الإصابة بالأنفلونزا الموسمية من المسنين والمرأة الحامل ومرضى السكري والقلب وذوي الأمراض التنفسية والأطفال المرضى والسلك الطبي وهؤلاء هم المعنيين بالتلقيح وبعدها الأشخاص الآخرين.
زينب بن عزوز