كشف موقع “ميدل ايست أي” البريطاني أن الجزائر وفرنسا ومالي يعملون على تنفيذ اتفاقية قانونية سرية،تسمح لمسلحي التنظيمات الإرهابية في شمال مالي بتسليم أسلحتهم مقابل عدم ملاحقتهم قانونياً.
وتعتبر الاتفاقية امتدادا طبيعيا لقانون الوئام المدني الذي أعلنته السلطات العسكرية في الجزائر منذ مجيئ الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، والتي أسفرت عن نزول ألاف الإرهابيين من الجبال ،وقبولهم بقانون الوئام المدني الذي أعادهم إلى الحياة العامة مقابل التعهد عن التوبة.
وتنقل عن المصدر الأمني قوله أن هناك ثلاثة شروط في هذه الاتفاقية:
أولها السماح للمحققين الجزائريين بالتواصل مباشرة مع الهاربين في شمال مالي.
وتسهيل فتح طرق آمنة في تلك المناطق للتائبين، لتجنب استهدافهم من قبل القوات الأفريقية أو المالية أو الفرنسية.
وأخيراً العمل على خلق جو ملائم للدفع نحو استسلام القادة المسلحين .
و أضاف الموقع الإخباري البريطاني،أن الجزائر قد تمكنت من استرجاع كميات كبيرة من السلاح نتيجة للمعلومات التي وفرتها شهادات المسلحين التائبين طالبي للعفو من السلطات،الذين تزايدت أعدادهم منذ مطلع السنة الجديدة2018.
و أن نحو 300 إلى 500 من المهربين الناشطين في المنطقة الحدودية مع مالي يسعون للاستفادة من هذه التدابير للحصول على العفو العام.
وكانت وزارة الدفاع الوطني قد أعلنت منذ أيام استسلام الإرهابي “العربي خليفة”، المعروف حركيا باسم أبو أيوب، في ولاية تمنراست الحدودية مع دولة مالي التي يعرف شريطها الحدودي نشاطا إرهابيا استدعى اتحاد دول الجوار في قوة مشتركة سميت “جي 5” لتجفيف منابع الإرهاب بها.
وذكر الموقع الاخباري إن عمليات التسليم هذه جاءت “بسبب اتفاقية سرية تم توقيعها في جويلية 2017 بين الجزائر وباماكو وباريس”.
و كان”أبو أيوب ” مصنفا ضمن المطلوبين لدى السلطات الأمنية والعسكرية منذ عام 2010، باعتباره أمير “خلية الفرقان” في تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي”.
وهي الخلية المتهمة بتنفيذ هجوم بالصواريخ في مارس 2016على حقل غازي بمنطقة خريشبة بالمنيعة التي تديرها شركة سوناطراك بشراكة مع شركة ستات أويل النرويجية وشركة بي بي البريطانية .
ويعد استسلام “أبو أيوب” نجاحا لسياسة السلطات في تحقيق سياسة استرجاع المسلحين بمنح العفو والحصانة للتائبين.
وكشفت حصيلة وزارة الدفاع أن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للقوى الأمنية قد زاد بطريقة ملفتة خاصة في منطقة الصحراء والمناطق الحدودية القريبة من شمال مالي والنيجر ومالي .
وبلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش 24 إرهابيا منذ بداية 2018 مقارنة بـ 30 إرهابيا سلموا أنفسهم للجيش خلال كامل السنة الماضية 2017 .
ويرجع متابعون للشأن الأمني تواتر عمليات استسلام الإرهابيين، إلى إبقاء السلطات باب التوبة مفتوحا أمامهم من خلال إعادة تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الصادر سنة 2005 عقب استفتاء شعبي.
ونقل الموقع البريطاني تقريرا عن وضعية المجموعات الإرهابية التي لاتزال ناشطة في شمال مالي،وكشف أنها تتعرض لتضييق الخناق بعد العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات الأفريقية والمالية والفرنسية في المنطقة.
وتريد الجزائر عودة طواعية لعدد من القادة وفي مقدمتهم يحيى أبو الهمام، الرجل الثاني في جماعة “نصرة الإسلام” والأمير السابق لتنظيم “القاعدة في الصحراء الكبرى”، وعبد الرحمن الصنهاجي، الذي حل مكان مختار بلمختار أمير منطقة الصحراء والزعيم في تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” منذ إصابته .
وكان عبد الله بلكحل قد سلم نفسه للسلطات في نهاية عام 2016، ويعرف بأنه أحد مهربي المخدرات في الجزائر، وساهم في خطف العديد من الأوروبيين في جنوبي الجزائر.
و أسالت التدابير لعاب أعداداً كبيرة من المهربين الذين كانوا يشكلون خطرا في الصحراء الكبرى بعد تعاونهم مع الجماعات الإرهابية لتأمين نشاطهم.
و أبدى مهربون كبار استعدادهم للتعاون مع السلطات وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة للاستفادة من الفقرات التي تسمح لهم بتبييض صفحاتهم من الجرائم التي ارتكبوها.
ونقل ـ”ميدل إيست آي” عن مصدر مأدون لم يكشف عنه، قائلا “لدينا طريقتان لتصنيف هؤلاء الهاربين بوضوح.
أولاها يمتلك محققونا خبرة كافية في التعامل مع ملفات مكافحة الإرهاب.
وثانيتها أن الأفراد الذين سلموا أنفسهم لنا زودونا بمعلومات وفيرة عن بعضهم البعض وعن خلفياتهم وماضيهم.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / حسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني::
الجزائر تفتح بابا للمسلحين الجزائريين بالساحل الإفريقي لتسليم أنفسهم
الجزائر تفتح بابا للمسلحين الجزائريين بالساحل الإفريقي لتسليم أنفسهم
حسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني::
الوسومmain_post