انطلقت أمس، أشغال مؤتمر برلين حول ليبيا، والتي شاركت فيها الجزائر ممثلة في رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إضافة إلى رؤساء ووزراء خارجية 11 دولة، وأربعة هيئات دولية، وقبل عقد المؤتمر الذي جرت أشغاله في جلسة مغلقة، تم عقد لقاءات ثنائية بين المشاركين، أكد خلالها قادة الدول المشاركة حول ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا والامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية، وهما النقطتين التي ركزت عليها مسودة البيان الختامي، غير أن هناك العديد من التفاصيل لم يتم التطرق إليها بدقة والتي يراها المتتبعون أنها قد تكون عامل لإفشال السماعي الدولية لوقف الصراع في هذا البلد، والمتعلقة باليات تنفيذ وقف إطلاق النار، وكذا المطالب التي تدعو إلى جلب قوة دولية للحفاظ على اتفاق إطلاق النار.
التحق ببرلين، العاصمة الألمانية، رؤساء ووزراء خارجية البلدان وممثلي أربع هيئات دولية، التي دعت لحضور المؤتمر حول ليبيا، تباعا، واستقبلت الوفود من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما تم عقد لقاءات ثنائية بين المشاركين، ورغم اتفاق الجميع حول نقطة “ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا”، إلا أن هناك خلافات طفت إلى السطح ، وتتعلق بآليات تنفيذ وقف إطلاق النار”، كما أبدى البعض الآخر تخوفات بشان جدية حفتر والتزامه بأي اتفاقيات أو تفاهمات في المستقبل.
وحسب التسريبات الخاصة بمسودة البيان الختامي للمؤتمر، فقد شدد المشاركون على ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا والامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشات النفطية، وتعترف المسودة كذلك بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في طرابلس باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد المسموح له ببيع النفط الليبي
كما تطرقت المسودة –حسب تسريبات صحفية من مقر عقد المؤتمر- إلى بنود متعلقة بوقف إطلاق النار، ودعوات إلى “إصلاحات أمنية من خلال دمج كل الهياكل العسكرية أو شبه العسكرية بما فيها الميليشيات المنخرطة تحت لواء حكومة الوفاق وأيضا الجيش الوطني بقيادة حفتر، تحت منظومة أمنية واحدة والعمل تحت سلطة الدولة” إضافة إلى وجود بند يدعو لتقديم كافة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان للمحاكمة الدولية، وبند يطالب بعدم التعرض للمنشآت النفطية بعد وقف الإنتاج في الآونة الأخيرة إثر هجمات هدفها الضغط على المجتمعين في مؤتمر برلين”.
وحسب الأصداء من برلين فهناك توجها إلى إنشاء أربع لجان عمل للإشراف على وقف إطلاق النار، وكذا استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على الأطراف التي تخرقه.
وذكر مصادر دبلوماسية أن من بين الخيارات المطروحة لمراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا تشكيل قوة دولية أو أوروبية وستجتمع مرتين شهريا بشكل مغلق على مستوى الخبراء، لكن ألمانيا تتحفظ على هذا الاقتراح”.
تبون يعقد لقاءات ثنائية مع رؤساء وممثلي هيئات دولية على هامش المؤتمر
من جانبه، التقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس، قبل انطلاق المؤتمر، وتناول الرئيسان، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها، وآخر التطورات في الملف الليبي، والمنطقة.
كما استقبل تبون، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بمقر إقامته في برلين، وكان لقاء حديث جانبي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء أخد الصورة التذكارية الخاصة بالمؤتمر.
ميركل تعقد لقاءين منفصلين مع السراج وحفتر قبل المؤتمر
لم تدرج الحكومة الألمانية اسمي رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا فايز السراج، و اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في القائمة الأساسية للمشاركين في مؤتمر برلين، غير أنها عقدت لقاءين منفصلين بين المستشارة انجيلا ميركل ووزير خارجيتها مع الطرفين الليبيين المصارعين كل على حدا قبيل انطلاق المؤتمر.
ونشر المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية قائمة بـ”المشاركين الدوليين في مؤتمر برلين حول ليبيا”، شملت زعماء كل من روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب أردوغان، وفرنسا إيمانويل ماكرون، ومصر عبد الفتاح السيسي، وإيطاليا جوزيبي كونتي، وبريطانيا بوريس جونسون، والجزائر عبد المجيد تبون، وجمهورية الكونغو ديني ساسو نغيسو، إضافة إلى وزيري الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ومدير الشؤون الخارجية في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني يان جيتشي.
كما ضمت القائمة القائمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس الاتحاد الأوروبي موسى فكي محمد، وممثلين عن المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
وتحت هذه القائمة أشار المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية إلى أنه إضافة إلى المدعوين، قبل السراج وحفتر “دعوة المستشارة الألمانية إلى برلين”.
روسيا وتركيا تشددان على ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا
كما عقدت على هامش القمة، لقاءات ثنائية بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين و الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، و قد ارتكزت النقاشات بين الوفدين على إمكانية توقيف دائم لإطلاق النار.
وقال الرئيس الروسي أن بلاده وتركيا تمكنا من الوصل إلى حلول وسط بخصوص الأزمة في ليبيا، وأضاف “لم نحل جميع المسائل بشأن ليبيا في موسكو ولم يدعم أحد الأطراف الاتفاق ولكن يجب المضي قدما”.
أما الرئيس التركي فآمل إلى التوصل إلى هدنة في ليبيا تنهي “أعمال حفتر العداونية”، و قال ” إن القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر يجب أن يتخلى عن موقفه العدواني ليمهد الطريق لعملية سياسية.
وأضاف أردوغان ” لتنفيذ المراحل الأخرى من العملية السياسية والتوصل إلى حل يجب وضع حد للموقف العدواني لحفتر”.
لقاء مغلق بين اردوغان مع السراج و الأخير يربط نجاح وقف إطلاق بـ”انسحاب القوى المعتدية”
والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان أمس، على هامش المؤتمر حول ليبيا، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ونقلت وكالة الأناضول التركية، أن لقاء أردوغان والسراج كان مغلقا، وجرى في مقر إقامة الرئيس التركي بفندق “الريتز كارلتون”، ببرلين.
وقد صرح عقبها السراج قائلا” أن نجاح وقف إطلاق النار يرتبط بانسحاب القوى المعتدية”حسب بيان للمكتب الإعلامي التابع لحكومة الوفاق.
وأضاف البيان أن اللقاء بين السراج و اردوغان يأتي في إطار التشاور والتنسيق تجاه المواضيع المطروحة أمام مؤتمر برلين، الذي يسعى لإيجاد حلول للأزمة الليبية.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع تطرق إلى وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الرئيسين التركي والروسي.
الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا
قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه بحث مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو عملية السلام الليبية واتفقا على ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار رسمي بليبيا.
جاء ذلك في تغريدة له على موقع تويتر، عقب لقاء جمعه، مع تشاووش أوغلو، في العاصمة الألمانية، على هامش مؤتمر برلين، الذي ينعقد لمناقشة السلام في ليبيا، وأضاف “بحثت مع وزير الخارجية التركي عملية السلام الليبية، واتفقنا على ضرورة التوصل لاتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، وآلية مراقبة موثوق بها”.
السيسي لوزير الخارجية الأمريكي:
“لا تسوية للأزمة الليبية إلا من خلال حل شامل”
التقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ، أمس، على هامش اجتماع برلين حول ليبيا وأكد السيسي في لقائه أنه “لا سبيل لتسوية الأزمة الليبية إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية، وأمنية، واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظى بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود”.
كما قابل وزير الخارجية الأمريكي نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، وأجريا “محادثة مثمرة” شدد فيها بومبيو على ضرورة وضع حد لجميع التدخلات الأجنبية في ليبيا.
وقد التحق ببرلين رؤساء ووزراء خارجية البلدان وممثلي أربع هيئات دولية، التي دعت لحضور المؤتمر حول ليبيا، تباعا، و استقبلت الوفود من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما تم عقد لقاءات ثنائية بين المشاركين، ورغم اتفاق الجميع حول نقطة “ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا”، إلا أن هناك خلافات طفت إلى السطح ، وتتعلق بآليات تنفيذ وقف إطلاق النار”، كما أبدى البعض الآخر تخوفات بشان جدية حفتر والتزامه بأي اتفاقيات أو تفاهمات في المستقبل.
تدابير أمنية مشددة حول برلين لتأمين المؤتمر
هذا وقد اتخذت السلطات الألمانية، أمس، تدابير أمنية واسعة في العاصمة برلين، على خلفية استضافتها للمؤتمر الدولي حول ليبيا، وجرى تخصيص 4 آلاف شرطي، للحرص على سلامة الضيوف، بينما أغلقت الطرق المؤدية إلى مقر المستشارية، حيث سيتم انعقاد المؤتمر.
وقررت السلطات الألماينة، منع حركة العبور في نهر “سبري”، الذي يمر أمام المقر، خلال فترة المؤتمر، كما علقت جزئيا الرحلات الجوية بالمدينة.
وقالت الشرطة الألمانية، في بيان، إن تحليق جميع أنواع الطائرات (حتى المسيرة منها)، جرى منعه في المنطقة التي حددتها دائرة الأمن الجوي بالبلاد.
وأوضحت الشرطة، أنها استثنت من هذا المنع، الرحلات الجوية للمسافرين والبضائع من مطاري “تيغيل” و”برلين شونفيلد” بالعاصمة.
وقام فريق من الغواصين بتمشيط نهر سبري صباحا، وسيراقب مقر المستشارية بمروحيات مجهزة بكاميرات حرارية، طوال فترة المؤتمر.
كما شهدت الفنادق وأماكن إقامة الزعماء الأجانب المشاركين في المؤتمر والمناطق المحيطة بها، تدابير أمنية مكثفة.
رزيقة.خ