تعتبر المعارض الدولية فرصة للترويج للمنتجات الوطنية، بحيث تسعى الجزائر للمشاركة بقوة في مثل هذه التظاهرات الاقتصادية والتجارية الدولية التي تنظم في كل مناطق العالم، وتركز بالخصوص على المشاركة في المعارض الدولية في البلدان الإفريقية بدرجة أكبر، نظرا لتوجه الجزائر الإقتصادي الحالي بغية التوغل في الأسواق الإفريقية.
تعد الدول الإفريقية سوقا واعدة، ما جعل التنافس عليها يشتد بين دول الشرق والغرب وحتى بين الدول الموجودة في القارة، والجزائر أدركت أهمية هذه السوق وعملت منذ ما يزيد عن السنتين على تغيير سياستها الاقتصادية بالتركيز على خلق شراكات مع دول الجوار بالخصوص، وفتح معابر معها لتشجيع التبادلات البينية، كما عملت على تسريع إجراءات الدخول في منطقة التبادل الحر الإفريقية، إضافة إلى سعيها حاليا على خلق مناطق حرة، كما سعت على تنشيط العلاقات بين المستثمرين الجزائريين ونظرائهم الأفارقة.
ومن خلال سعي الجزائر نحو تحقيق الغاية وهي التوغل في السوق الإفريقية، كان لابد عليها أولا الترويج للمنتوج الوطني والتعريف به في الخارج، وقد عمدت من أجل هذا، المشاركة في كل تظاهرة اقتصادية وتجارية تتاح بالدول الإفريقية، كما عملت على تنشيط العلاقات التجارية بين الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة مع نظيرتها في العديد من دول القارة، كما أبانت عن اهتمام كبير بتفعيل مجالس الأعمال مع العديد من البلدان الإفريقية، وإنشاء العديد منها التي لم تكن قد تأسست من قبل، وهذا للمساهمة في خلق اتفاقيات وشراكات اقتصادية وتجارية بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم من مختلف الدول الإفريقية الأخرى.
وفي إطار التعريف بالمنتوج الوطني والترويج له، شاركت الجزائر في العديد من المعارض الدولية، منها المعرض الدولي لطرابلس بليبيا من 9 إلى 15 ماي الماضي، ومعرض الصناعة الصيدلانية الجزائرية “الجزائر هالث كير” الذي أقيم في الفترة من 17 إلى 19 ماي الماضي، في داكار بالسنغال، إضافة إلى مشاركتها بصالون التجهيزات الطبية وتجهيزات المخابر الذي نظم بالعاصمة المصرية القاهرة من 19 إلى 21 ماي المنصرم، وكذا الطبعة السادسة من صالون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بساحل العاج من 29 ماي إلى 1 جوان الماضية.
كما سطرت برنامجا طويلا خلال الأشهر القادمة، وبحسب ما نشرته الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية “الجاكس”، في ماي المنصرم، ففيما يتعلق بالمعارض الخاصة بالمنتوجات والخدمات الجزائرية بالخارج، سيتم تنظيم معارض بعدة دول افريقية منها ليبيا، النيجر، وساحل العاج، وموريتانيا والسنغال، إضافة إلى دول غير إفريقية منها وفرنسا وقطر، حيث ستحدد تواريخ تنظيم هذه التظاهرات بالتنسيق مع السفارات الجزائرية المتواجدة في هذه البلدان.
وحسب البرنامج كذلك، ستشارك في المعرض الدولي لدمشق بسوريا في أوت المقبل، والمعرض الدولي لمرسيليا بفرنسا من 22 سبتمبر إلى 01 أكتوبر القادم، والمعرض الدولي لشانغهاي بالصين من 5 إلى 10 نوفمبر القادم، والمعرض الدولي لهافانا بكوبا في نوفمبر الماضي، ومعرض الخريف بالمنامة بالبحرين من 22 إلى 30 سبتمبر القادم، والمعرض الدولي لدكار بالسنغال شهر ديسمبر المقبل.
وفيما يخص التظاهرات المتخصصة، ستشارك الجزائر في الصالون الدولي للتغذية بباريس بفرنسا المنتظر من 15 إلى 19 أكتوبر وصالون “بيترفود” سان بترسبورغ، و المعرض الدولي لتكنولوجيا الأغذية والتغذية بروسيا من 15 إلى 17 نوفمبر القادم.
وفي هذا السياق يرى الخبير الاقتصادي، مراد كواشي أن المعارض والتظاهرات الاقتصادية والتجارية الدولية تعد وسيلة هامة من وسائل الترويج للاقتصاد الوطني عموما وللمنتوج الوطني بالخصوص، وهذا يدخل في إطار الدبلوماسية الاقتصادية التي أصبحت تلعب دوار هاما في الآونة الأخيرة، على المستوى العالمي والجهوي.
وأضاف كواشي في حديث جمعه بـ”الجزائر” أن “الدبلوماسية الاقتصادية لا تعتمد فقط على دور تنظمي، فالمعارض الاقتصادية في فترات محددة فقط، بل على عمل مستمر ودائم طول السنة تقوم به السفارات والتمثيليات الدبلوماسية في الخارج للترويج للمنتوج الوطني وتنافسيته خاصة في إفريقيا التي تشكل فرصة استثمارية واعدة للمنتجات الوطنية”، داعيا المؤسسات الوطنية سواء كانت عمومية أو خاصة والمستثمرين على حد سواء استغلال هذه الفرصة لاكتساح هذه السوق.
وأشار المتحدث إلى أن المعارض الاقتصادية لها دور كبير من ناحية إبرام الصفقات فهي تعد منصة لعقد الاتفاقيات والشراكات بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم وكذا بين الشركات الوطنية والأجنبية، وهذا ما سيساهم في رفع رأس المال وزيادة حجم الأعمال والإستثمارات.
رزيقة.خ