تحاول الجزائر جاهدة تخطي تبعات انكماش الإقتصاد بسبب تهاوي أسعار النفط والناجم عن تفشي جائحة “كورونا” عبر العالم، وتؤكد في كل مرة على أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية من أجل ضمان استقرار سوق النفط، وينتظر أن ينعقد اجتماع لدول “أوبك” وحلفائها في 4 جوان بدلا من خطة سابقة لعقده في الـ 9 و 10 من نفس الشهر، ويرى مراقبون أن الإجتماع سيخرج بحلول من شأنها التخفيف من حدة الأزمة الإقتصادية، فهل ستكسب دول أوبك الرهان وتتخطى أزمة كوفيد 19؟.
ويبدو أن الجزائر تسارع الخطى للتمكن من الخروج من أزمة النفط العالمية ، حيث تؤكد في كل مرة على أهمية تخطي الأزمة التي عطلت عجلة الإقتصاد العالمي والناجمة عن تفشي فيروس كورونا، والتي كانت آثارها وخيمة على الجميع.
وتتجه دول “أوبك” لعقد اجتماعها خلال الأيام القليلة القادمة، وقالت رويترز إنه “أفاد خطاب جزائري إلى أعضاء أوبك+ واطلعت عليه رويترز يوم السبت بأن الجزائر التي تتولى رئاسة أوبك اقترحت عقد الاجتماع المقبل لأوبك وحلفائها في الرابع من جوان بدلا من خطة سابقة لعقده في التاسع والعاشر من نفس الشهر”.
اجتماع “أوبك”.. هل هو بداية الخروج من النفق؟
تتجه الأنظار إلى اجتماع دول “أوبك” والذي سينعقد خلال الأيام القادمة، ويرتقب أن يعقد اجتماع “أوبك” وحلفائها في الـ 4 من جوان، ويرى خبراء في الإقتصاد أن الاجتماع يكتسي طابعا مهما بالنظر إلى مخرجاته، كما أنه ينتظر أن يأتي اللقاء الحاسم بحلول من شأنها إخراج الدول من النفق بعد الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة “كورونا”، ويشار أن الاجتماع كان منتظرا عقده في الـ 10 جوان لمتابعة التطورات في سوق النفط وتأثير هذا التراجع.
خبراء.. الأسعار ستظل دون 40 دولاراً للبرميل
ويؤكد في خبراء في الإقتصاد أن أسعار النفط لم تتعاف بالشكل الكافي وهو ما أكده الخبير سليمان ناصر، في تصريح سابق لـ” الجزائر” حيث قال إنها “في تحسن تدريجي في ظل تواصل وجود كورونا”.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» للأنباء الجمعة الماضي، أن أسعار النفط “سترتفع تدريجيا” هذا العام مع تحسن الطلب وانخفاض المعروض، لكن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يمثل مبعث قلق للسوق المتضررة بفعل فيروس «كورونا».
ويتوقع المسح الذي شمل 43 محللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 37.58 دولار للبرميل في 2020 بزيادة نحو 5% عن متوسط توقعات أبريل البالغ 35.84 دولار، لكنه يظل أقل من المتوسط منذ بداية العام الجاري البالغ 42.37 دولار. ومن المتوقع أن يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط في المتوسط 32.78 دولار للبرميل، ارتفاعاً من 31.47 دولار في الشهر الماضي، بعد انخفاض تاريخي للخام لفترة وجيزة في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق إلى سالب 40 دولاراً في أفريل .
وقال مارشال ستيفيز محلل أسواق الطاقة لدى «آي إي جي فانتاج»: “ارتفاع الطلب ربما يكون بطيئاً للغاية في الأسابيع والأشهر المقبلة، لكن من المتوقع أن يزيد تدريجياً على مدى العام”، وبلغ خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 21 عاماً عند 15.98 دولار للبرميل الشهر الماضي مع انهيار الطلب في ظل جائحة فيروس “كورونا”. لكن الالتزام القوي بتخفيضات كبيرة للإمدادات من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين، فيما يُعرف باسم مجموعة “أوبك+”، ساعد برنت على الارتفاع بنحو 39% منذ بداية ماي ليتجه إلى مسار تحقيق أفضل أداء شهري منذ مارس 1999.
كما قالت كارستن فريتش المحللة لدى «كومرتس بنك»: “الطلب على النفط بلغ القاع وإمدادات (أوبك+) وأميركا الشمالية تنخفض بشدة. لذا فالسوق لم تعد تسجل فائضاً في الإمدادات مثلما كان يُخشى” مضيفةً أنه قد يحدث عجز كبير في المعروض في النصف الثاني من 2020 لكن تجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين يثير احتمال استمرار اضطراب الاقتصاد العالمي لفترة ممتدة.
ويظهر الاستطلاع أن الطلب قد ينخفض بين 6.4 و10 ملايين برميل يومياً خلال 2020، مقارنة مع انكماش يتراوح بين 9.2 و10.6 مليون برميل يومياً في الاستطلاع السابق.
خديجة قدوار